• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كربلاء على كرسي القصّخون..(2)  .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

كربلاء على كرسي القصّخون..(2) 

 وقف القصخون ولم يعد يستطيع الجلوس، نهض وهو يصيح 

:ـ يا سادة يا كرام، صلوا على محمد وأهل بيته خير الانام، واعلموا أن اول راية عقدها والي بغداد الظالم داود باشا وأنفذها الى قتال الحسين (عليه السلام) راية صفوق... ومن ثم نظر هنا الى وجوه الجالسين: هل عرفتم من هو صفوق، ران الصمت بين رواد المقهى، وكرر السؤال: هل عرفتموه..؟ هو شيخ مشايخ شمر، عندما قدم لمحاربة الكربلائيين اتخذ مقاطعة البدعة مقرا لجنده، بعد ان طرد عشائر الجشعم الذين كانوا يفلحون بتلك المقاطعة بعدما نهب اموالهم واخذ ارزاقهم، وأرسل سبعمائة وخمسين من عقيل وكلهم من اهل (التفك) يعني من حملة السلاح، وعقيل من عشائر العقيل الاحسائيين بعثهم داود باشا وكلاء عنه في كربلاء يقومون بصيانة الامن، والراية الثالثة عندها الى اغات الحشامات خمسمائة فارس وطوب وقنبرة وجهته الى حرب الحسين (عليه السلام)، فنهبوا خيرات كربلاء يوم 13 شوال 1241هــ.
 فإليكم يا سادة يا كرام مواقع الحروب والمعارك الكبيرة التي خاضها الكربلائيون العظام بعد الصلاة على محمد وأهله النجباء منهم ولدت قداسة كربلاء.. خرج الكربلائيون اليهم ورشقوهم بالرصاص واستقبلوهم في كل ناحية ومكان، ودارت الحرب في تسعة مواقع: الاولى كانت وقعة القنطرة، والقنطرة المقصودة تعني يا سادة يا كرام هي من منشآت الصفويين شيدت في القرن العاشر الهجري، وما تزال الى اليوم موجودة، فانكسر في وقعة القنطرة العسكر، فصاح رواد المقهى: صلوات على محمد وآل محمد، انكسر العسكر وكان كبير هذا المعسكر وحامل لوائهم درويش، وقع القتال من الصباح الى الظهر، وقتل من العسكر ثمانية عشر فارساً وأربعة افراس، وقتل من هذه المواجهة صفوك وانكسر المعسكر وهربوا، وأخذ اهالي كربلاء يطاردونهم، فوقعت اشتباكات عنيفة، تأسر رجلان من الاهالي، واحد ذبحوه وأرسلوا الرأس مع اخيه عباس، وقد اطلقوا سراح عباس بعد حبسه بفدية مالية، كانت جميع البيوت تدعوا للحاج عباس بالخير؛ كونه رجلاً محبوباً وصاحب خدمة حسينية.
 هرب من العسكر احد القادة ويدعى حبيل، ظل يحمل طوال عمره دهشة المواجهة لما قدمه اهالي كربلاء من شجاعة وبسالة وهم يستحضرون شجاعة الحسين (عليه السلام) فصاح جمهور الرواد: الصلاة على محمد وآل محمد، قال القصخون: يا سادة يا كرام، كانت الوقعة الثانية وهي وقعة المشمش.. ضحك جمهور الرواد، فقال الحاج صلاح عبيد: أكيد الجماعة راحوا يسرقون المشمش وحاصروهم الاهالي، وضحك الحاضرون.. فأجاب القصخون: نعم يا سادة يا كرام.. هذه ليست مزحة، بل هي الحقيقة؛ لأن العسكر ذهبوا الى نهب المشمش وأهالي البلد، تصادم الفريقان بأرض الجريبة، فانهزم المعسكر وقتل خمسة مخالب من العسكر، واصيب الكثير من العسكر، ورجع الكربلائيون.
والوقعة الثالثة كانت وقعة الهيابي، والهياب أرض زراعية تقع خلف مقام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) بالقرب من مقام وشريعة الامام جعفر الصادق (عليه السلام)، وقعة كبيرة حيث انتشر العسكر على ارض الجوبية وارض     الهيابي، وأرض الحر، والوادي وخرج اليهم أهل البلد من الاهالي ورشقوهم بالبنادق، وجعلوا رائحة الموت تفوح من المكان، كان العسكر يحلم بالغنائم، وابن كربلاء يحلم بدفع الشر عن اهله، ويحلم بالخير والعافية، لذلك احاطوا بالعسكر من كل ناحية، واستمر القتال من الصبح الى الظهر، كان الكربلائي يغوص في مغطس الدماء من اجل ان يحامي كربلاء، كان يصيح: ابد والله ما ننسى حسينا، الى ان رفرف النصر براية الحسين (عليه السلام)، وانكسر العسكر بعد ان تكبد الكثير من القتلى، كانت العساكر تحمل موتاها مخافة ان يظفر به القاتلون فيذل العسكر وينكسر، واحاطوا بواحد من العسكر وقتلوه شر قتلة وأصيب قائدهم صفوق، صلوا على محمد وآل محمد الطيبين الكرام.
 واسمعوا يا سادة كرام، بدأ رخام الهم الثقيل ينام على صدر داود باشا، الذي لا مكان قادر على ان يأوي خوفه من اهالي كربلاء حتى صارت عساكره وكأنهم جنود شمع وكربلاء شمس.. ان الخذلان الذي تخندق في اعماقه بدأ يؤذيه كثيرا.. لذلك قرر ان يرسل للعساكر اطوابا وقنابر وخمسمائة فارس بقيادة (الميناخور باشي) والميناخور يا سادة يا كرام هي كلمة تركية، تعني امير الاصطبل، وكان قائد حرب استطاع ان يفتح الحلة، وارهب الناس وارعب القبائل، وحين اجتمع رؤساء العسكر المخذولين في الحر فأمر العسكر القادم بقطع ماء الفرات، ارتطمت تلك التحذيرات برأيه الفارغ فوجه العسكر وهجم بالقنابر على محلة السلالم ومحلة باب السلالمة هي احدى محلات كربلاء كانت قديما تسمى بمحلة آل فائز سكنها عشيرة السلالمة، وهم من شمر فهجم الكربلائيون عليهم فأبادوهم دون تضحيات.. ولله الحمد.. 
  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=136779
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 08 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28