• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : محمد ينعى إمامه .
                          • الكاتب : عبد اللطيف الشميساوي .

محمد ينعى إمامه

بعد انتظار دام لسنوات بعد زواجهما، وهما قانعان بما قسم لهما الله تعالى ،

ويعيشان في بيتهما بسعادة وتفاهم لأنهما موقنان بإن الله تعالى هو الواهب لمن يشاء، وايمانهما بالله جعلهما يسلمان الأمر له سبحانه، وذات يوم خرجا للترويح والنزهة في بلدتهما سمعا صوت منشد يغرد بابيات مدح بحق الإمام محمد الباقر ( عليه السلام )، نظر أحدهما إلى الآخر وابتسما، وعند عودتهما إلى عشهما الذهبي الذي يجدان فيه الراحة والسكينة، نظرت إليه نظرة ملؤها الحب والحنان ليبادلها بأبتسامة ونظرة اشعرتها بانها بكنف رجل مؤمن،

بعد تبادل النظرات قالت له :

هيا ... هيا ...

يا منيتي.. يا ظلي الذي استظل به من لهيب الحياة.

فاجابها...

هيا ... يا عزيزتي

كأنهما متفقان على ما يريدان، وتوضأت وتوضأ هو الآخر، وأحضرى كتاب مفاتيح الجنان واديا مراسيم زيارة الإمام محمد الباقر( عليه السلام )، ثم توجها إلى الله بقلبين حزينين، ممزوج بدموع التضرع إلى الله تعالى، متوسلان إليه بمصيبة الإمام، ومرت الأيام فشعرت بشيء غريب لم تألفه من قبل .

فأتت إليه...

عزيزي ... عزيزي..

نعم .. حبيبتي

ابتسمت بتغنج ودلال يرافقه استحياء وحياء.

فبادرها قائلا ...

هل انعم الله علينا بهبة عزيزتي؟

اظن ذلك.

و بعد إجراء الفحص تبين إنها حاملا،

ليأتي المولود ذكرا، وكان اسمه قد هيأ من قبل ولادته( محمد الباقر ) .

كبر ذلك المولود ونشأ في تلك الاحضان الدافئة التي غذته بالإيمان والصلاح، وكان يسمع أبويه وهما يناديانه اهلا بهدية مولانا الباقر.

نشأ مواليا محبا لأهل البيت عليهم السلام، كان يرافق والديه في زيارة العتبات المقدسة، ويقرأ أسماء الأئمة ويزورهم بشغف، وفي أحد الزيارات بعد أن أصبح يافعا سأل أباه..

أبي .. أبي .. أين مرقد إمامي محمد الباقر (عليه السلام ) ؟

بني انه في بلد آخر ولكن سنذهب في العطلة لأداء مناسك العمرة، وهناك نزور الإمام.

لم يكن يصدق ما سمعه، وكان يعد الأيام والساعات، وفعلا جاء يوم السفر ووصل إلى المدينة المنورة، وكلما رأى قبة أو منارة يسأل اباه.

 

أبي .. أبي ذاك مرقد إمامي..

 

فيجيبه الأب بحزن لا بني لا ليس هو ...

 

حتى وصلوا إلى مكان قد احيط بسور وفي ساحته بعض القبور، وكل قبر تعلوه صخرة صماء، نظر يميناً وأعاد نظره شمالا ثم أمسك بيدي ابيه..

أبي..

 

أين المرقد .. أين الضريح ..

 

فانهمرت عينا والده بالدموع

بني .. بني

ذلك هو قبر إمامنا الباقر (عليه السلام)

ابي ... لماذا هو كذلك؟

 

لماذا قبره ومرقده وضريحه ليس كالمراقد عندنا ؟!

 

بني ..

 

إنها قصة طويلة سأرويها لك فيما بعد.

 

جلس محمد ونظر إلى قبر الإمام وأخذ يخاطبه بكلمات اختلطت بدموع منهمرة .

 

سيدي عذرا لك ..

 

سيدي أأتي بشوق لالثم ضريحك الطاهر فاحرم من ذلك.

سيدي كم عانيت من الطغاة..

كم الماٍ وغصة رأيت؟

كيف حملت على ظهر ناقة عجفاء

سيدي.. سيدي ...

فاحتضنه والده وانحنت عليه امه وهم يبكون جميعا، ثم رفعه أبوه من على الأرض وساروا مغادرين المكان وعيناه ترنو نحو القبر.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=136628
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 08 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19