• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خارطةُ طريقٍ لحلِّ مُشكلةِ كركُوك .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

خارطةُ طريقٍ لحلِّ مُشكلةِ كركُوك

*جرائمُ الحَربِ..صِراعُ الإِراداتِ

   ١/ مُشكلة كركوك أَنَّ كلَّ الأَطراف الداخليَّة والخارجيَّة ينظرُون إِليها على أَنَّها غنيمةٌ يجب الإِستحواذ عليها.
   ٢/ وهم لا يأخذُونَ بنظرِ الإِعتبار كونَها مجتمعٌ متنوِّعٌ على مُختلف الأَصعدة.
   ٣/ ولذلك فإِنَّ الحل يأتي بإِعتماد النِّقاط التَّالية؛
   أ/ أَن تُسيطر الحكومة الفيدراليَّة على حركةِ كلِّ قطرةِ بترولٍ تُنتجهُ المُحافظة فلا تدع أَحداً أَن يتصرَّف بهِ أَبداً.
   ب/ نزعُ سلاحِ كلِّ الأَطراف بمُختلفِ مُسمَّياتهِم، وتسليم المُحافظة بيدِ القائد العام للقوَّات المسلَّحة حصراً.
   ج/ منعُ أَيِّ تدخُّلٍ في شؤُون المُحافظة وتحت أَيَّة ذريعةٍ كانت، سواء من قِبل جهاتٍ داخليَّةٍ أَو خارجيَّةٍ.
   د/ إِعلان المُحافظة إِقليماً لوحدهِ لنقطعَ الطَّريق على أَيَّةِ جهةٍ تفكِّر بأَن تلحقها بمُحافظةٍ أَو إِقليمٍ آخر.
   ولقد حسم الدُّستور هذا الموضوع وحدَّدَ الآليَّات ولذلك لا يحقُّ لأَحدٍ الإِعتراضَ عليهِ أَو عرقلتهِ.
   هـ/ تخصيص ميزانيَّة التَّنمية والإِعمار فوراً والمُباشرة بمشاريع التَّنمية والإِعمار لكلِّ مناطق المُحافظة بِلا أَيِّ تمييزٍ.
   ٤/ ينبغي على المُجتمع الدَّولي أَن يتذكَّر دائماً بأَنَّ المِلاحة الدوليَّة في منطقة الخليج هي إِمَّا أَن تكون حُرَّةً للجميع أَو لا تَكُونُ آمنةً لأَحدٍ.
   ليس من المنطقي أَبداً أَن تمرَّ كلَّ السُّفن والبواخر في مضيقِ هرمز آمنةً مُطمئنَّةً في الوقت الذي لا تستطيعُ السُّفن والبواخر الإِيرانيَّة أَن تتمتَّع بهذهِ الميزة، وطهران هي التي تمتلك هذا المضيق وهي التي تُسيطر عليهِ وتحميهِ وتُؤَمِّن ممرَّاتهِ!.
   ٥/ في حالةٍ واحدةٍ فقط يمكنُ أَن يتوقَّفَ الإِبتزاز الأَميركي للرِّياض وشقيقاتها، وهي عندما يَكُونُ النِّظام السِّياسي الحاكم في الجزيرةِ العربيَّة مُعتمِداً بشرعيَّتهِ وحمايتهِ لنفسهِ على الشَّعب حصراً وليس على البترُودولار أَو على هَذِهِ الجهة الخارجيَّة أَو تلك.
   إِنَّ مُشكلة النُّظم السياسيَّة فاقدة الشرعيَّة وحماية الشعب هي أَنَّها تضطر للإِتِّكاء على حماية الأَجنبي لحمايةِ نفسِها فيبدأ التَّناقض المُزمن بين النِّظام والشَّعب والمُستفيدُ طبعاً هو الأَجنبي الذي يقدِّم نفسهُ كحامي لهذا النِّظام من السُّقوط والزَّوال، وهو الأَمرُ الذي يجري في الخليج وتحديداً في بلادِ الجزيرةِ العربيَّة منذُ قيام الدَّولة السعوديَّة الثَّالثة في عشرينيَّات القرن الماضي ولحدِّ الآن.
   ٦/ سياسات الرَّئيس ترامب العُنصريَّة هي التي تشجِّع التوجُّهات العُنصريَّة وتغذِّيها بوَقود الدَّيمومة، وإِنَّ ما شهدتهُ الولايات المتَّحدة مؤَخَّراً من سجالٍ عُنصريٍّ ضدَّ عددٍ من أَعضاء مجلس النوَّاب من النِّساء المُسلمات والمُلوَّنات هو نتيجة لهذهِ السِّياسة العُنصريَّة الترامبيَّة.
   إِنَّ خطر تزايد الإِرهاب العُنصري لا يضرُّ بالمُجتمع الأَميركي فحسب وإِنَّما سيضرُّ بالمُجتمع الدَّولي عامَّةً، كما أَنَّ الإِرهاب [الدِّيني] عندما اتَّسعَ نطاقهُ لم يضرَّ بالمسلمينَ فقط وإِنَّما بكلِّ العالَم.
   ولذلكَ ينبغي وقف تمدُّد وإِنتشار الإِرهاب العُنصري قَبْلَ أَن يستفحلَ خطرهُ. 
   ٧/ لن تستفيدَ الرِّياض من بِضعةِ مِئاتٍ إِضافيَّةٍ من الجنود الأَميركان، فكلُّنا نعرف جيِّداً فإِنَّ الرِّياض هي المُستورِد رقم واحد للسِّلاح في العالَم ومعَ ذَلِكَ انهزمت في كلِّ منطقةٍ من المناطِق التي حشرت أَنفها فيها وسعت لحسمِها بالسِّلاح والإِرهاب والبترُودُولار! آخرها اليمن التي باتت تبحث عن مهربٍ لحفظِ ماءِ وجهِها بعد أَن فشلت في التصدِّي للطَّائرات المُسيَّرة قيمة الواحدة منها [١٠] دولار فقط لا غَير!. 
   ٨/ الكُونغرس لا يُرِيدُ لإِدارة الرَّئيس ترامب أَن تستمرَّ في مُشاركة الرِّياض بجرائمِ الحرب التي ترتكبَها في اليمن بالسِّلاح الأَميركي، ولذلك تبنَّى التَّشريعات الأَخيرة لمُراقبةِ تسليح واشنطن للرِّياض.
   ٩/ مع كلِّ التَّصعيد في حربِ الناقلات، يبقى الموقف العام يسيرُ بإِتجاه الحلُول الديبلوماسيَّة، لأَنَّ كلَّ الأَطراف تعرف خطر الحرب إِذا اندلعت في المنطقة، خاصَّةً بعد أَن اتَّضح للجميعِ أَنَّ الرِّياض ودَولة الإِمارات هُما الخاصِرة الضَّعيفة في مثلِ هَذِهِ الحرب وبعدَ أَن حقَّقت طهران مبدأ [توازُن الرُّعب] و [الرَّدِّ بالمِثل] في الماءِ والهواءِ! وهو الأَمر الذي بات يدفع بالآخَرين إِلى التَّفكير بصوتٍ عالي وأَن يعدُّوا إِلى الأَلف قَبْلَ أَن يتَّخِذوا قرار إِستخدام القوَّة في المنطقة.

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=136015
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29