• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دور الأسرة في ثقافة المجتمع الفصل التاسع عشر .
                          • الكاتب : محمود الربيعي .

دور الأسرة في ثقافة المجتمع الفصل التاسع عشر

مقدمة:
في هذا الفصل نتناول الموضوعات المتعلقة بالأبوين والأبناء بإعتبارهم عناصر الأسرة ومقوماتها الأساسية والتي تتعرض الى المشاكل المختلفة خصوصاً تلك التي تتعلق بالثقافة الإجتماعية العامة والتداعيات التي تترتب عليها بظهور عوامل الإنحلال والتفكك رغم وجود أعراف وتقاليد سائدة في حياة المجتمع منها داخلية كالمشاكل التي تحدث داخل الأسرة، ومشاكل ومؤثرات خارجية أخرى تتدخل في خلق سلوكيات معينة لها الأثر البالغ في التأثير على الطبيعة والسلوك.
 أزمة المرأة والطفل وتبادل الأدوار بين الرجل والمرأة
أن من أهم الأزمات التي تواجهها البشرية في العصور المتأخرة ماأصاب العلاقات الإجتماعية من تغير وإنقلاب في موازين العلاقات الأسرية والإجتماعية، وتبادل الأدوار بين الرجل والمرأة داخل الأسرة وخارجها الأمر الذي سبب حدوث الكثير من المشاكل الإجتماعية المعاصرة للمرأة والطفل وخسارة الأطفال لجانب كبير من الرعاية الأسرية، وقد تكون المرأة هي الخاسر الأكبر في المجتمع خصوصاً فيما يتعلق بمجالات الحرية الجنسية والعمل الوظيفي في الدوائر والمؤسسات بعد أن فقدت الكثير من عوامل الاستقرار الأسري والإمتيازات المختلفة التي كانت تتمتع بها من قبل.
ضعف الكيانات الأسرية وتولد حالات الإضطراب والإزدواجية عند الأبناء
إن ضعف قيادة الآباء للأبناء، وتجاوز الأبناء على هيكلية الأسرة يعد نوعاً من الخروقات داخل العملية الإجتماعية، كما يسبب مشاكل وإضطرابات في توجيه النظام الأسري وقد يكون ذلك ناتجاً عن تبادل المواقع الوظيفية بين الرجل والمرأة داخل الأسرة، وإن من أحد المشاكل التي تظهر نتيجة لهذا الإختلال في التوازن الأسري هو تولد حالات من الإزدواجية تظهر عند الأبناء عندما يتعاملون بشكل سئ مع الآباء وبشكل حسن مع الأصدقاء.
تدني الإهتمام بشؤون الفكر والثقافة
شكلت الإهتمامات السطحية جانباً من حياة الناس في الوقت الذي نجدهم فيه أنهم قليلوا الإهتمام بالجوانب السلوكية والثقافية الإيجابية فتجد أن مايصرفه الفرد على المظهر أكثر مما يصرفه على ثقافته العلمية والتعليمية.
تفكك العلاقات الإجتماعية وتزايد نسب الطلاق
وتشهد الحياة العصرية زيادة في نسب حالات الطلاق بسبب طبيعة الأنظمة الإقتصادية والإجتماعية الحاكمة في العالم والتي تعتمد على قوانين لاتتلائم مع الفطرة الإنسانية والمبادئ التي تعارف عليها الناس في القيم والأخلاق فقد أدى ذلك الى تغيير في هيكلية الأسرة وقلب الأدوار بين الرجل والمرأة التي أدت إلى تفاقم المشاكل بين الأزواج دون الإكتراث الى الآثار السيئة التي يمكن أن تلحق بالأبناء وتتسبب في إنحرافهم.
تزايد نسب العلاقات الجنسية غير الشرعية بسبب الطلاق وآثارها الإجتماعية
ومن النتائج الحتمية لتزايد نسب الطلاق ذلك الخلل الذي طرأ على النظام الإجتماعي العام والذي ألحق الضرر البالغ بالعلاقات الإجتماعية والأسرية بحيث إندفع قسم لايستهان به من الرجال والنساء للبحث عن علاقات سهلة خالية من المسؤولية ودون تحمل لأعباء بناء الأسرة، ولقد ساهمت بعض التشريعات المدنية الحديثة في بعض الدول في الدفاع عن العلاقات غير الشرعية وغير المسؤولة ومايترتب عليها من آثار سيئة.
تزايد نسب الأبناء غير الشرعيين وآثارها في خلق الأزمات الإجتماعية
ونتيجة لما أشرنا إليه من تأثير العلاقات غير المسؤولة إزدادت نسب الولادات غير الشرعية للأبناء دون وجود حصانة حقيقية لهم لتتلقفهم فيما بعد دور الرعاية الإجتماعية وغالباً ماتنتهي حياة نسبة كبيرة من هؤلاء الى السجن عند إرتكابهم الجريمة لمايمرون به من أزمات نفسية حادة خانقة.
حصول تغير في الأعراف والتقاليد داخل نظام الأسرة
أولاً: عصيان الأبناء للآباء
ومن الظواهر العامة التي تلاحظ في المجتمعات حالة إنتشار عصيان الأبناء للآباء ويعتبر ذلك مؤشراً الى حدوث إنقلابات مخالفة للأعراف والقيم والمبادئ الإجتماعية التي تعارف عليها الناس منذ القدم بينما تجري في موازاة هذا التحول جملة من التحولات الأخرى كما سنأتي على ذكرها لاحقاً.
ثانياً: تمرد النساء على الرجال بإنقلاب الأدوار القيادية داخل الأسرة
ولقد خلق مثل هذا التبدل داخل الأسرة عوامل مختلفة كثيرة أدت الى تصدع في عملية البناء الأسري خصوصاً في مجالات التربية والتعليم والرعاية وهي عملية إنقلاب فجائي حدثت بعد أن تعارف الناس لقرون عديدة وأكثر على قيادة الرجل للأسرة داخل المجتمعات الإنسانية ولكن التغير الحديث فرض إحلال المرأة بدل الرجل في قيادة الأسرة بما فيها الرجل نفسه.
التربية الأسرية والعوامل المؤثرة في مهمة بناء الأفراد
تعتمد التربية الأسرية على عدة عوامل منها: أولاً العوامل الداخلية. ثانياً: العوامل الخارجية. ثالثاً: العوامل الجانبية:.
الأسباب والحلول
أولاً: العوامل الداخلية: وهي العوامل التي تتعلق بالأفراد وطريقة حياتهم واسلوب في التعامل فيما بينهم داخل الأسرة.
أ : ضعف العلاقة بين الأبناء والآباء: ويظهر ذلك من خلال عدم الانفتاح عليهم:
ب : ضعف الإهتمام بمشاكل الأبناء: ويظهر ذلك من خلال عدم إهتمامهم بشؤونهم الدراسية وبقية شؤونهم الشخصية الأخرى.
ج : ضعف التربية السلوكية: ويظهر ذلك من خلال عدم الإهتمام بتعميق القيم والمبادئ الأصيلة في نفس الإنسان.
د : الدَلال: ونقصد بذلك عدم الإهتمام ببناء الشخصية وفق أسس منهجية صحيحة تقوم على أساس الإعتماد على النفس والمشاركة والتعاون فيما بين أفراد الأسرة أو المجتمع.
ثانياً: العوامل الخارجية: وهي العوامل التي تتعلق بالعلاقات الإجتماعية مع الأفراد من خارج الأسرة.
أ : الرفقة السيئة: وتُعَدُّ رفقة السوء من أخطر العوامل التي تؤثر في سلوك الأفراد وتنعكس بشكلها السلبي على حياة الناس.
ب : التدخين المبكر وتناول الخمور والمخدرات: وهذه العوامل تجعل الإنسان عرضة للإنهيار والتردي والوقوع في مشاكل عديدة أخطرها الجرائم الكبرى كالقتل والعلاقات الجنسية غير المشروعة والسرقات.
العوامل الجانبية: وهي العوامل التي تتعلق بالتعامل مع البرامج التطبيقية الحديثة وطريقة التفاعل معها.

أ : تأثير بعض الصناعات التكنولوجية الحديثة في السلوك والآخلاق: إن الإختراعات والإكتشافات والصناعات الحديثة تؤثر أحياناً تأثيراً بالغاً على السلوك والأخلاق فقد أخذ الأفراد يتجهون لإمتلاك سيارة أو أجهزة إضافية مهمة يستطيع من خلالها الدخول الى عوالم لاتلائم عمرهم أو مستوياتهم الثقافية.

ب : تأثير الأجهزة الإلكترونية المنزلية كالموبايل واجهزة الكمبيوتر والانترنيت والاقراص السي دي والديفي دي والآلعاب: أصبح الأفراد يستخدمون هذه الأجهزة بالشكل الذي يضر بمستقبلهم وثقافتهم كإستخدامهم للموبايل في بناء علاقات غير سليمة، وينطبق ذلك على إستخدم أجهزة الإنترنيت في شبكة الإتصالات كالتخاطب فيما بينهم كما في برامج المسنجر والفيسبوك والتويتر، وكذلك في الإستخدام السئ للأقراص السي دي والديفي دي وبيقية ألعاب التي تسمى الكيم.

ج : تأثير الأفلام والمسلسلات السينمائية والتلفزيونيةالمرتبطة بالعنف والجنس: وتعتبر هذه الوسائل من أخطر المؤثرات التي تقف وراءها منظومات تجارية وسياسية مؤثرة تستهدف الإنسان وتستغله بالشكل الذي يحقق لها أغراضها العريضة ومصالحها المختلفة.

خاتمة
تعتبر الأسرة من أهم عناصر المجتمع فهي تمثل اللبنات الأساسية له، وإن مهمة الحفاظ عليها يتطلب إهتماماً خاصاً بنشر الثقافة النوعية التي تتدخل في صياغة الشخصية الإجتماعية الناجحة والتي يمكن أن تساهم بشكل فعال في تقدم المجتمع وحل مشاكله المختلفة خصوصاً تلك التي تعتبر عوائق في طريق إستقرار المجتمع بما فيه من عناصر أساسية كالطفل والرجل والمرأة وبالشكل الذي يجنبهم من الوقوع في مشاكل خطيرة قد تهدد إستقرار العائلة ومحيطها الإجتماعي الأوسع وبالخصوص المشاكل التي تتعلق بالفكر والثقافة والسلوك.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13583
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18