تعد المدرسة المكان الذي تصاغ فيه شخصية الفرد فهو يدخلها طفلا صغيرا لا يجيد أبجديات القراءة فضلا عن أبجديات الحياة ، ويتخرج فيها وهو انسان قادر على تحمل مسؤوليته في مجال من مجالات الحياة المختلفة .
إلّا أن التربية والتعليم في العراق قد مرت بفترات عصيبة في الزمن البائد ، فتعرضت التربية إلى الاهمال والتدمير على كل الاصعدة، حيث كانت السياسة السائدة هي سياسة عسكرة المجتمع.
وبعد أن انتهت تلك الحقبة المظلمة لم يكن من السهل التخلص من آثارها السلبية، ولا سيما بعد وصول بعض الفاسدين إلى مراكز الحكم والقرار، حيث قاموا بتمكين الكثير من العناصر السيئة من مخلفات الفترة المظلمة في مفاصل المنظومة التربوية.
كما أن المجتمع تغيرت نظرته إلى التعلم والاهتمام به، تبعًا لنظرة أصحاب النفوذ والقرار.
مضافًا إلى ذلك انتشار الإلكترونيات والالعاب بين شرائح واسعة من الطلبة.
هذه الأسباب وغيرها اثرت سلبيًا وبشكل كبير في أداء التربية ومستويات الطلبة.
واذا ما أردنا ذكر الحلول فإننا يجب أن نعرف الأسباب بشكل جيد، لكي تكون الحلول واقعية ومجدية.
وبما أن الأسباب كثيرة فالحلول ايضًا كثيرة حسب كل حالة، وينبغي هنا ذكر ثلاثة حلول محورية :
الأول: محور التربويين، وذلك بتطوير الكوادر التربوية لمواكبة العصر ومستجداته، ومكافحة الفساد المستشري في الكثير من المفاصل.
الثاني: محور أولياء الأمور والمجتمع بشكل عام، وذلك بتوعيتهم بأهمية التربية والتعليم في تقدم المجتمع، وأن يكونوا عونًا للمدرسة ، وأن لا يتدخلوا في عملها إلا بشكل إيجابي.
الثالث: محور الطلبة أنفسهم، وذلك من خلال توفير اجواء مناسبة للدراسة في البيت والمدرسة، ومراقبة سلوكهم، ومن يصادقون، وحثهم على المثابرة والاجتهاد.
فهذه وغيرها من الحلول التي يضعها اهل الاختصاص ويجتهدون في تطبيقها سيعيد للمجتمع الأمل بطلبتنا الاعزاء فهم ذخيرة المجتمع وطاقته.