• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نطالب بالدكتاتورية ...(1) .
                          • الكاتب : د . احمد خضير كاظم .

نطالب بالدكتاتورية ...(1)

ولدت الديمقراطية في العراق عام 2003 م و هي تحمل بين حروفها خوفا كخوف طفل ولد جديدا لعالم لم يعرف عنه شيئا .... و لا يعرف هو كيف يتصرف معها فما زال لم يتعلم الكلام ليعرب عن حاجاته ... و لا يعرف الكتابة ليكتب عن ارائه ...

في هذا العالم الجديد سمع تلك الكلمات ( نحن نحتاج لصدام) عفية عليه ابو عداي صكارهم) شعب ما يفيده بس صدام)...

قالها و هو متذمر جدا من ارتفاع درجات الحرارة وهو يخرج اجرة الكيا من جيبه الخلفي... و قد بان على مظهره وهو ابن الستين عاماً بانه موظفا حكوميا مضى على وظيفته دهراً و و ظيفته طيلة تلك الاعوام لم تتعدى كتابة الاوامر الادارية وربما احيانا  التقارير الحزبية و كيفية صياغتها .. وقد أبدع وهو يتفنن في ايقاف العلاوات و الترفيعات و احتساب الشهادات لكي يستغل الموظف البسيط ليكسب بعض الهدايا ليكتب امرهم الاداري معللا تاخيره مرة بزحمة العمل و اخرى بسقط سهوا و ثالثة بالتعليمات التي لا يعرفها سواه .... هكذا قضى حياته في زمن الطاغية المقبور..

شخص كهذا قضى حياته وهو يرضي امراضه النفسية الداخلية في ان يكون متحكما في قوت الناس و ارزاقهم يحاول ان يبين نفسه بانه مهم او آمر وناهي يستمد قوته من بدلته الخاكية ( الزيتونية) التي يبرز بها انتمائه لطاغية عصره وقاتل اخيه ...

شخص كهذا كيف له ان يفهم معنى الديمقراطية ؟؟!!

كيف يمكن لشخص قضى عمره وهو يمدح الظالمين و يتملقهم ليتسلط على بسطاء الناس ان يعرف معنى الاحترام ؟؟!!

كيف له ان يفهم معنى الاحترام وطيلة عمره يمارس الابتزاز مهنة و يفهم الخوف من بدلته على انه احترام ؟؟!!

ان ماحمله يوم تحرير العراق من ظلم الطاغية 9/4/2003 للعراقيين من ديمقراطية و حرية اختيار من يمثلهم و ماظهر بعدها من صوت للاقليات التي كانت مغيبة طيلة قرون .. مفاهيم لا يفهمها كثير من الناس ...مثلهم كمثل السكران الذي يتخيل السعادة و النشوة في الوقت الذي يزدريه كل من حوله وهو يملئ الارض قيئاً...

ان شخصا يجب ان يعيش عمره وهو تحت وطأة الظالمين وهم يعطوه راتبه كمنة و الرز كمكرمة و يجب ان يموت تحت احذية الظالمين التي تعود تقبيلها ... شخص كهذا لا يستحق النقاش ...جواب واحد كان كاف له ( الحرية كلمة لا يفهمها العبيد )و بعض الحشرات التي تعيش على فضلات الانسان تموت ان ذاقت الشهد ) قلتها له و انا انزل من الكيا بعد ان وصلت لغايتي و انا على يقين بانه لم يفهم الجملة شيء لانه لم يعرف من الحياة التي عاشها خلف قضبان الدكتاتورية معنى ان يكون انساناً...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=135823
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 07 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28