• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح429 سورة  المدثر الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح429 سورة  المدثر الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم

وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ{31}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ) , أي انهم ملائكة لا يعصون الله تعالى في ما يأمرهم , ذوي بطش , لا تأخذهم رأفة ولا رحمة بالمجرمين , (  وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا ) , روي إن أبا جهل لما سمع عليها تسعة عشر قال لقريش أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم فنزلت , (  لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) , ليكتسب اهل الكتاب اليقين التام من عدد الملائكة , فهو يوافق ما هو مسطور عندهم , (  وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً ) , يزداد المؤمنين ايمانا وتصديقا به , لما يجدوا موافقته لدى اهل الكتاب , (  وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ) , لا شك ولا ريب , فيزدادوا ايمانا وتصديقا , وهو تأكيد على ذلك , (  وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً ) , ذوي القلوب المريضة والكفار ذوي العناد يصرون على التكذيب , مستغربون من العدد , (  كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ) , بمثل هذا وغيره , يوفق الله تعالى طالب الهداية , ويضل منكرها والمعرض عنها , (  وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ) , اغلب المفسرون يرون انهم الملائكة , واقعاً ان جنود الله كل مخلوقاته , يسخرها حسب ما يشاء , فيأمر الرياح مثلاً لتضرب قوماً من الاقوام العنيدة , ويأمر البحر ليغرق قرية عاصية وهكذا , (  وَمَا هِيَ ) , سقر او عدد خزنة النار , على اختلاف الآراء , (  إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) , تذكرة وموعظة للبشر .     

 

كَلَّا وَالْقَمَرِ{32}

تستمر الآية الكريمة رادعة (  كَلَّا ) , ردع على من انكر سقر , (  وَالْقَمَر ) , قسم اول , تلاه قسمين .    

وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ{33}

تستمر الآية الكريمة متضمنة قسم ثان (  وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ) , مضى او انقضى .  

وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ{34}

تستمر الآية الكريمة متضمنة قسم ثالث (  وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ) , اذا اضاء وانكشف .   

 

إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ{35}

تضمنت الآية الكريمة جواب القسم (  إِنَّهَا ) , أي سقر على بعض الآراء , (  لَإِحْدَى الْكُبَرِ ) , لإحدى البلايا العظام .   

نَذِيراً لِّلْبَشَرِ{36}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  نَذِيراً لِّلْبَشَرِ ) , انذارا لهم .  

لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ{37}

تضيف الآية الكريمة (  لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ ) , ان يتقدم الى الجنة او الخير او الايمان او جميعهم , (  أَوْ يَتَأَخَّرَ ) , او يتأخر عن كل ذلك , فيسير بالطريق المعاكس للإيمان , فلا يزداد الا بعدا .   

 

كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ{38}

تضيف الآية الكريمة (  كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) , مرهونة بعملها , مأخوذة به . 

إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ{39}

تستثني الآية الكريمة (  إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) , وهم المؤمنون , فانهم فكوا رقابهم بإيمانهم واحسنوا بإعمالهم , وقد اشارت اليهم سورة الواقعة الشريفة .    

فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ{40}

تستمر الآية الكريمة متكلمة عن اصحاب اليمين (  فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ ) , أي انهم في موارد جزاءهم الحق في الجنات , يسئل بعضهم بعضا , على بعض الآراء , او يطلون على جهنم , فيسألون اهلها , على اراء اخرى .    

عَنِ الْمُجْرِمِينَ{41}

تضمنت الآية الكريمة موضوع سؤالهم (  عَنِ الْمُجْرِمِينَ ) , بخصوص المجرمين , الذين نالوا النار .  

مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ{42}

تروي الآية الكريمة محور سؤالهم (  مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ) , ما الذي ادخلكم سقر ؟ .  

قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ{43}

تروي الآية الكريمة جواب المسئولين للسائلين (  قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) , لم نك من المصلين في الدنيا .   

( في نهج البلاغة تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .  

 

وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ{44}

يستمر جواب المجرمين في الآية الكريمة مضيفين (  وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ) , ولم نك نطعم المستحق للنفقة الواجبة , وقد يلحق بها المستحبة , رغم غنانا وكثرة اموالنا وتنوعها , لم نك لنطعم جائعا او مسكينا منها , وهذا مما يوجب دخول النار , بالإضافة الى ترك الصلاة .   

وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ{45}

يستمر جواب المجرمين في الآية الكريمة مضيفين (  وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ) , نخوض في الباطل مع اهله , وهذا مما يوجب دخول النار , بالإضافة الى ما ذكر اعلاه .   

 

وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ{46}

يستمر جواب المجرمين في الآية الكريمة مضيفين (  وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ) , بيوم البعث والنشور والحساب , وهذا مما يستوجب دخول النار ايضا .  

 

حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ{47}

يستمر جواب المجرمين في الآية الكريمة مضيفين (  حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ) , الموت أو ما وعدهم به رسلهم وأنبياهم من العذاب , فقد نزل بهم وهم على حالتهم تلك .  

 

فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ{48}

تستمر الآية الكريمة (  فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ) , طالما وانهم قد ماتوا على تلك الحالة الموصوفة , من غير ايمان ولا توبة , فلا تنفعهم شفاعة شافع ابدا . 

 

فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ{49}

تضيف الآية الكريمة (  فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) , فما لهؤلاء الكفار منصرفين عن القرآن والموعظة . 

 

كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ{50}

تستمر الآية الكريمة مشبهة اياهم (  كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ) , حالهم كالحمير الوحشية , شديدة الاستنفار . 

 

فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ{51}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ) , فرت من اسد .  

 

بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً{52}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً ) , كل واحد منهم يطمع ان ينزل الله تعالى عليه كتابا , مما يروى في ذلك انهم قالوا للنبي صلى الله عليه وآله لن نتبعك حتى تأتي كلا منا بكتاب من السماء فيه من الله إلى فلان اتبع محمدا صلى الله عليه وآله – تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني - . 

(  عن الباقر عليه السلام وذلك أنهم قالوا يا محمد قد بلغنا أن الرجل من بني إسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه وكفارته فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال يسألك قومك سنة بني إسرائيل في الذنوب فإن شاؤوا فعلنا ذلك بهم وأخذناهم بما كنا نأخذ به بني إسرائيل فزعموا ان رسول الله صلى الله عليه وآله كره ذلك لقومه ) . "تفسير القمي" .  

 

كَلَّا بَل لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ{53}

تستمر الآية الكريمة رادعة (  كَلَّا ) , ردعا عما ارادوا , (  بَل لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ ) , لذلك اعرضوا عن التذكرة , واقترحوا ما اقترحوا .  

 

كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ{54}

تستمر الآية الكريمة رادعة ايضا (  كَلَّا ) , ردعا عن اعراضهم , (  إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ) , عظة بليغة , كافية وافية .  

 

فَمَن شَاء ذَكَرَهُ{55}

تستمر الآية الكريمة (  فَمَن شَاء ذَكَرَهُ ) , قرأ وتدبر واتعظ .  

 

وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ{56}

تختتم الآية الكريمة (  وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ) , لهم الهدى , طالما وانهم لا يطلبونه ولا يسلكون مسالكه , فلا هدى لهم ولا توفيق اليه , (  هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى ) , اهلا او حقيق ان يتقى عقابه وعذابه , (  وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) , وهو جل وعلا اهلا او حقيق ان يغفر لعباده .  

( عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال : قال الله تبارك وتعالى أنا أهل أن اتقى ولا يشرك بي عبدي شيئا وأنا أهل إن لم يشرك بي عبدي شيئا أن أدخله الجنة وقال عليه السلام إن الله تبارك وتعالى اقسم بعزته وجلاله أن لا يعذب أهل توحيده بالنار أبدا ) . " تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .   




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=135668
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 07 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29