• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سايكولوجية الأعماق وإنعكاساتها (صدمات الطفوله المختزله) .
                          • الكاتب : قاسم محمد الياسري .

سايكولوجية الأعماق وإنعكاساتها (صدمات الطفوله المختزله)

تعال معي ايها القارئ لاطلعك على هامش من الهوامش التي ناقشتها في جلسات المناقشه والسمنارات في اطروحتي لنيل الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي ونتعرف على سيكولوجية الاعماق وانعكاساتها من منطقة اللاشعورالمظلمة ومخزوناتها ومكبوتاتها .. ففي الصغر ينموا الحرمان والكبت الذي تسببه الصدمات النفسية للصغار إن أهملت ولم تعالج في حينها فتتحول لمزمنة مختزلة دفينة الاعماق المكبوتة وتنمو بمرور الزمن فتنعكس على السلوك عند الكبر .ففي مرحلة الحصار الجائروقبل الاحتلال تعرض مجتمعنا لحروب وحصار جائر فتعرض الاطفال حينها لعدة صدمات حرموا من العلاج النفسي والذين هم اليوم في عمر الخدمة في دوائر الدولة العامة فتعرضهم بالامس واليوم لصدمات متعدده نتيجة مشاهد التفجيرات والحروب أو فقدان الآباء والمطاردات والعنف الاسري أو الاجتماعي وإفرازات الحروب كاليتم والحرمان والتشريد ومشاهد الدم وحوادث وجرائم متنوعه وعند إهمال هذه الحالات وعدم الإسراع في معالجتها في مرحلة الطفوله تختزل في العقل الباطن وتتحول الى كبت يلازم حياتهم وينعكس على سلوكهم الشخصية الغيرسوية في مراحل العمر المتاخرة فقد أثبتت الدراسات العلميه الحديثه لعلماء النفس في أن السيكولوجيا في الاعماق وماذهب اليه التحليل النفسي على يد العلماء أمثال فرويد ويونغ وإدلر وكذالك البيير داكو.وقد تحدث هؤلاء وغيرهم الكثير من العلماء عن الحرمان والاضطهاد في الطفوله التي تنمو مع نمو الفرد وتحدث ردات فعل في سلوكهم وفكرهم وتطورهم وتحديد نظرتهم الاجتماعيه وماينتج عنها من ردة فعل سلوكيه وانطباعيه بنمطيه محدده فجميع العلماء أثبتو ان ما ينجم من بعض الشخصيات الذين هم بعمر متقدم من سلوكيات وأفكار غيرسويه ومتشدده أومتلونه غيرثابته وبأنانيه هي حصيلة تفاعل في الاعماق المكبوته منذ الطفوله تترجم الى رؤية ومواقف وفعل بردة فعل إنعكاسية نتيجة ثمرة المخزون الفكري والنفسي المكبوت وترسباتهما وإقترانه بإرتباط وثيق وشامل بين المصابين من الافراد الكبار وسلوكياتهم وتظهر بصماتها على شخصياتهم وتصرفاتهم واضحه كلها نتيجة إنعكاس لسيكولوجية الأعماق ومنطقة اللاشعور المظلمة ومالها من مخزون ومكبوتات مترسبة ومختمره نتيجة الحرمان والعوز المادي والمعانات من الاضطهاد عند الصغار واليافعين سواء كان عائلي أو إجتماعي أو سياسي. فالافعال السلوكية هي انعكاس المختزل في الاعماق نتيجة لتراكم الخبرات والمفاهيم الغير سوية فتؤدي الى ردود أفعال سلوكية متفاعلة مع التركيبه الفزيولوجيه ومفاهيم التراث والادلجه …فهناك الكثير من الشخصيات يصادفوننا ومنهم قادة مجتمع في مجتمعنا نتيجة تسليط الأضواء عليهم من الاعلام نجد فيهم المؤشرات السيكولوجيه التي جعلت هؤلاء الأفراد يعانون من عقد نفسيه متعدده وعقلية تأثرت فيها سلوكياتهم الوظيفية والادارية وتقصير في العمل الوظيفي والخدمة الاجتماعية فيفقدون مصداقيتهم وتأثيرهم الإجتماعي بين الناس نتيجة غياب الفكر والعاطفة والرحمه الانسانيه في سلوكهم حيث شهدة حياتهم الحرمان الذي عانو منه في صغر سنهم بدوافع النزوات أيام شبابهم بحب الظهور ومحاولاتهم لإثبات الذات مابين البروز أو البحث المالي الذي كانوا يفتقرون له في شبابهم جميعهم حاولوا البحث عن نزعاتهم في حب الظهور بين الناس في مجتمعهم فبعظهم في شبابه إنخرطوا في نشاطات مختلفة وأخرين في أفعال شذوذ وجريمة وبعض عملو حتى مع العصابات والخارجين عن القانون وتهريب المخدرات وجميعهم إن لم نقل أغلبهم أثبتت أفعالهم وسلوكهم توجههم الفكري أوالعقائدي المتشدد والانتقامي وتراهم مظطربين السلوك ومتلونين الشخصيات ومتناقظين إنتهازيين فمرة مع هذا وتارة ضد الآخر فتارة ينجرف مع تيار فكري قومي وعلماني وبعد فترة يتحول الى تيار فكري عقائدي طائفي ثم يعود الى تيار فكري قومي وتارة الى تيار فكري يساري ومن ثم الى التيارات الاسلامية المتشددة الذين وجدوا ضالتهم فيها ولهذا نجد أن الجذور السيكولوجيه لهذا الضياع والخيارات السياسية المتناقضه له تاثيرات على سلوكياتهم نتيجة الكبت والحرمان وتعرضهم للاضطهاد السياسي والفكري والعائلي والاجتماعي في مراحل الطفولة والشباب.فمحددات السلوك الاجتماعي للشخصيه نتيجة الحرمان والتخلف والشذوذ السلوكي والمطاردات والاضطهاد في الماضي ومن ثم الانفتاح والتطور والازدهار في بيئة متغيرة ومما ذهب إليه علماء التحليل النفسي من أثر لما سبق ذكره من حرمان وشواذ سلوكيه أخرى أيضا كل هذه تترك بصمات تراجعية على شخصية الفرد عند كبر سنه فتقوده الى حالات غير سوية في التشدد أوالانكفاء والتردد والشعور بالاغتراب الروحي والعقد النفسية المتعدده وغياب الذات عن التعبيرالدقيق للرؤى والهواجس المكبوته تحول الى الإنتقام وبلا رحمه ولا إنسانيه أوبلا نظر لطموحات الاخرين وحقوق الانسان المشروعه والرقي للافضل في الحياة الاجتماعيه والسياسيه والمشاركة الروحيه والوجدانيه مع الاخرين في سبيل البناء الأرقى والامثل وقد أثبت المحللين النفسيين والعلماء بتحديد وتأطير المكونات الاساسية للشخصية وقواعدها السلوكية وتجاوبها مع متطلبات الإرتقاء والتفاعل مع العصر أوالانكماش والانطواء على الذات وخلق المنغصات والآلام والتحول الى التردد والتراجع والتوجس من الاقدام على ســلوك إرادي متزن وفاعل.كل ماسلف ذكره من إنعكاسات سلوكية وحرمان في الصغر يحدث عادة في المجتمعات الاستبدادية التي تخضع لفترة طويلة من الاستبداد والقمع والتسلط وحرمان الاخرين من ممارسة فكرهم على إختلاف توجهاته وممارساتهم لأساليب الاكراه والتشدد والتعصب كل هذا هو إرتداد وإنعكاس مختزل في أعماق الفرد وبممارسات ضاغطه قد يؤدي إلى تكوين محدد للشخصيه بإتجاه الإغتراب ومن ثم الإنسحاب من الحياة العامة برمتها مستجيبة لعاملي الاقصاء والتهميش من جهه يقابلها الحرمان والتنكر من جهه أخرى وهذا ما ينسجم مع النظام الاستبدادي وديمقراطيته الشكلية دكتاتوريتهم الجمعية وأيضا إستبداد النظام سواء كان نظام دكتاتوريته فرديه شوفينيه أونظام دكتاتوريته جماعيه خلف ستار الديمقراطيه ومايرافقهما من ثقافة السلطة والتسلط المدمرة للسلوك القاهره للشخصية السوية والطامحه إلى البناء والإعداد والتهيئ لمرحله جديده من النهوض والثقافة المتكافئة ذات البعد الإنساني والقيمي والتواصلي الرفيع بما يحقق نموا طبيعيا لشخصية الفرد وفكره منسجما مع متطلبات العصر والحداثة وفق القيم الانسانية ومبادئ حقوق الانسان ..

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=135462
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 07 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28