• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : طلال الغوار يلبس وجدان القصيدة في .. (حرريني من قبضتك) .
                          • الكاتب : رائدة جرجيس .

طلال الغوار يلبس وجدان القصيدة في .. (حرريني من قبضتك)

أيها النهر
لماذا كثرت التواءاتك
وأسنت خلجانك
حتى توقفت عن الغناء
-------------------------------
يضع الشاعر كلماته ليتبادل موقعها مع المتلقي بثنائية متبادلة  عبر  أحاسيسه  المفعمة بالحب و (حرريني من قبضتك ) نص محرر  من كل السلبيات اللغوية حيث لغته الانسيابية الرائعة والرمزية الموحية  والصارخة بالألم والمتأملة صباحات زاخرة بالحب والحرية  في وطن استبيح كغانية  ضائعة !؟
 هو نص أدبي فكري وسياسي إيديولوجي  وكأخريات نصوص طلال الغوار التي يختزل فيها المسافات ويزين اللغة بأسلوب متفرد يجعلك تنسبه إليه دون وضع اسمه  حيث له احترافية كتابية واضحة  ..
 
بعد آلاف الأميال من السؤال 
 
والمناديل التي تصببت أحلاما 
على شرفة الصباح 
بعد كل هذي المساءان التي 
ذرفت أشجانها
في صحوني
والانتظار الذي ملأ سلالي
بالغيب
انتحي طرفا آخر من حياتي
واترك قصائدي
تنزفني 
وجعا مرا
خطوة الحرية هنا عند طلال الغوار تبدأ بآلاف الأسئلة النازفة والتي تمسحها مناديله أحلاما تقطر في سلات الانتظار محطات خوف وألم تذرف دموع الأمسيات وجعا مرا  ينتظر مخاض صبح يشرق بالأمل  بعيدا عن انتهاكات الكسل على مسرح القصيدة التي تلبس وجدان الشاعر ويتماهى معها تكمن حقيقة الغوار وقوة العلاقة بين ماضيه وحاضره حيث الطرق اللامنتهية  وهو يضع ثقته في القصيدة التي تتأبط آفاقه الإنسانية والتي تحمله على التأمل  الأليم .. 
كل صباح 
تتأبطني 
وتمشي معي
في طرق لا تنتهي
وللتأمل 
شيء من زجاج 
يتكسر في داخلي
وبعدها رحلة الأسئلة المرة والموجوعة بالتغيرات  الحزينة  وبلغة رمزية رقيقة  تنساب كموسيقى حيث بسائل النهر  عن التفافه ويقصد به الحياة وكيف غير النقاء والحب مجريهما إلى الكره والأحقاد والقتل ..
أيها النهر
لماذا كثرت التواءاتك
وأسنت خلجانك
حتى توقفت عن الغناء
وسائل الأناشيد و هي أناشيد الطفولة حيث كنا نلوح بمناديلنا فرحا حين إنشادها وابتسامات الطفولة على محيانا وتغاريد الطيور فهي أناشيد الصباحات الندية ..
 
أيتها الأناشيد
لماذا تعريت عن المناديل
والنوافذ التي 
أيتها النوافذ
لماذا تتحينين الفرص 
لاقتناص الشموس
أيتها القصائد
أوجاعي مريرة 
وفمي يملئه الشوك
وقلبي 
صارت تنحته الأحزان
كل هذه الانزياحات اللغوية لصالح الثورة على النفس كي تتصاعد الآهات عند الشاعر  فيصرخ  آمرا قصائده بتحريره .. 
فحرريني من قبضتك
ثم يعود  إلى أسلوب أقل قوة لإحساسه بالضعف وعدم القدرة لفعل ما تستطيع أن تفعله الكلمات التي يرسمها  ليعلن الثورة على نفسه وينتصر لوطنه ..
 
اخرجيني
من جبّ الكلمات
فقد قبض الأعداء 
على البلاد 
هنا يرسم الشاعر معاناته في الوطن المستباح المنثور الدماء  بعد أن كان مهد الحضارات وفيه ملاعب الصبا ..
 قبضوا على الطرقات
على الصباحات والنوافذ
على الحدائق والذكريات
ويطالب بإخراج كل دخيل وعميل فكفى وفؤوسهم تغرس في قلوبنا وكفى وإقدامهم تطا تراب أجدادنا 
ما جدواك إذن
إذا لم تنتزعي الفؤوس
المخبئة في قلب الأشجار
 
ويصر الشاعر في خضم وطنيته وأحاسيسه الحقيقية التي لم ولن تخضع للمتاجرة على أن تكون لقصائده القوة في الدفاع عن وطن يخشى أن يبقى في الذاكرة فقط ..
ما جدواك
وأنت تشيرين إلى حياتي
أو إلى بلادي
 
لا فرق
 
ولم اعد أراها
 
إلا في شجر مدمى
يمتدّ على طول الصباحات
 
 
وإلا فما جدوى الصراخ والحزن ما لم  يتحول فرحا بأشجار الفضيلة والاستقلال الذي نتوق له والتخلص من قيود لفت أرواحنا قبل معصم البلد 
 
ما جدواك 
ما جدوى الخطوات التي
لم تصل.....
المقصود تصل الى الحرية 
*حرريني من قبضتك..المجموعة الشعرية الرابعة للشاعر طلال الغوّار..صدرت عن دار رند- دمشق-2011.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13540
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18