• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرضا بقضاء الله عند المعصومين يتجاوز موقف الصبر الجميل والثبات .
                          • الكاتب : د . عمار عبد الرزاق الصغير .

الرضا بقضاء الله عند المعصومين يتجاوز موقف الصبر الجميل والثبات

 نبي الله يعقوب ع ( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) 

وقوله 《 قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ 》 
لكنه اشتكى وتعلق بيوسف وأثر هذا التعلق عليه

ويوسف ع ضاق به السجن 《 وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ 》
والاثنان رغم صبرهما لكنه ظهر عليهما قسوة الظلامة وألم المأساة
في قبال هذا ترى سيد الشهداء في ظهيرة عاشوراء يسترجع لا من شدة الظلم بل لمصير هؤلاء ومن جانب يقول انه في عين الله، وكان من الثبات حتى قيل انه( لم نر اثبت منه جأشا)

في ملحظ آخر  إذ نلتمس موقفا عجيبا من السيدة زينب ع بقولها ( ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى) الذي يفصح عن بعض الملامح العقائدية منها :
١/ انها لم يظهر عليها اي لون من ضراوة الموقف .
٢/ انها جعلت رضا الله هو المعيار من دون شكاية اي هنا تجاوزت الصبر إلى التوطين فاستشعار الرضا الإلهي طغى على هول المأساة حتى هيمن على افعالها وسلوكها وهذه العقيدة تجاوزت موقف الصبر والتحمل والثبات .
٣/ انها مستعدة إلى اكثر من هذا الموقف شريطة ان يكون لرضا الله. لانها قالت ( ان كان هذا يرضيك).

ثلاثة ملامح عجيبة تفوق تصور البشر فضلا عن استشعارها ( الثبات و تجاوز الصبر إلى الرضا و الاستعداد) تدلل على بعض تركيبة المعصوم 
فهذه الملامح اعظم من موقف بعض النبيين فكيف بسيد الشهداء وسائر المعصومين ع 

في الود الاسترسال لكن الإطالة تمنع القراءة واترك ربط المواقف والتحليل للاخوة القراء .

عمار عبد الرزاق الصغير
النجف الأشرف
السادس عشر من شوال ١٤٤٠




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=135056
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19