• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لولا مشروعهُ الحَضاري!  .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

لولا مشروعهُ الحَضاري! 

   *في ذكرى رحيل الإِمام الخُميني، قائد الثَّورة الإِسلاميَّة ومُؤَسِّس الجمهوريَّة الإِسلاميَّة في إِيران في الرَّابع من حُزيران عام ١٩٨٩ أَجرت مُراسلة وكالة [مِهر] الدوليَّة للأَنباء الزَّميلة شيرين سمارة الحوار التَّالي، وقد ارتايتُ إِعادة نشرهِ لتعميمِ الفائدة؛ 
   س١/ ما هي مكانة الإِمام الخميني عند الأُمَّة الإِسلاميَّة؟!  ومدى تأثيرهُ الْيَوْم؟!.
   الجواب؛ لمعرفةِ مكانة أَيِّ قائدٍ في الأُمَّة يلزمنا أَن نعرف مكانة مشروعهِ فيها، ومدى حيويَّتهُ واستمراريَّتهُ والتزامها بهِ.
   لقد أَسَّس الإِمام الخُميني [قُدِّس سرُّه] مشروعاً حضاريّاً لازال ينبضُ بالحياةِ ويفيضُ بها على طريقةِ تفكيرِها على الرَّغمِ من كلِّ المُؤَامرات الضَّخمة التي حاكها الأَعداء ضدَّهُ.
   إِنَّهُ أَسَّس لإِستقلاليَّة الأُمَّة بالإِكتفاء الذَّاتي والإِستقامة على النَّهج وعدم النُّكوص عندما أَعاد لها الثِّقة بنفسِها بعد أَن كاد النِّظام السِّياسي الديكتاتوري الحاكم في بلاد المُسلمين يقضي على أَيِّ أَملٍ لنهوضها مستقلَّة بعيداً عن هيمنة الشَّرق والغرب.
   كما يعتمدُ المشروع على مبدأ تفجير الطَّاقات الذاتيَّة للأُمَّة وهي عظيمةٌ جدّاً إِذا ما خضعت لتخطيطٍ إِستراتيجيٍّ طويل المدى على يدِ قياداتٍ وطنيَّةٍ حريصةٍ على البلاد وتُؤمن بالأُمَّة وطاقاتها وقدراتها غير المُتناهية.
   ولقد أَفاض الله تعالى على بلادِ المُسلمين بالكثيرِ من الخيرات يمكنها أَن تدعم مشروعها الحضاري لتحقِّق بها الإِستقلال بعيداً عن أَيِّ نوعٍ من أَنواع إِستحواذ القِوى الاستكباريَّة عليها أَو حتَّى تفريط الحكَّام الظَّلمة بها لخدمةِ أَجنداتهم الخاصَّة والأَنانيَّة التي تُفقد الأُمَّة القُدرة على تحقيق النُّهوض الذَّاتي.
   س٢/ ما هو دور الإِمام الخُميني في توعية ونهضة الأُمَّة الإِسلاميَّة لتحشيدِها لصالح القضيَّة الفلسطينيَّة؟!.
   الجواب؛ لولا مشروع الإِمام لكانت [إِسرائيل] الْيَوْم في بيتِ كلِّ مُسلمٍ وعربيٍّ!.
   كما كانت الْيَوْم هي التي تُهيمن على كلِّ شَيْءٍ وهي التي تقود عالَمنا العربي والإِسلامي.
   لولاه لكانت الأُمَّةُ الْيَوْم ذليلةً مُهانةً في ظلِّ نُظُم ديكتاتوريَّة مُتخاذلة ومهزومة.
   يكفي تأثير مشروعهُ أَنَّ الأُمَّة نجحت نجاحاً باهراً في إِسقاط كلِّ مشاريع الإِستسلام والخيانة والتَّطبيع على مدى أَربعين عاماً الماضية كان آخرها ما تسمِّيه الإِدارة الأَميركيَّة بصفقةِ القِرن.
   ولا ننسى كذلك دور مشروعهُ المُرتكز على ثوابت الأُمَّة في إِسقاط مشاريع الخيانة التي تبنَّاها نظام [آل سَعود] الإِرهابي الفاسد على مدى العقُود الأَربعة الماضية والتي بدأَت بمشروعِ [فهد] الخياني وصولاً اليوم إِلى تبنِّيه لمشروع الصَّفقة المشؤوم والذي من المقرَّر أَن تغطِّيه الرِّياض مالياً مع شقيقاتِها الإرهابيَّات الأُخرى وعلى رأسها دولة الإِمارات التي باتت مع الرِّياض العرَّاب لكلِّ مشروعٍ يستهدف تدمير بلاد المُسلمين.
   لقد بُذلت جهوداً جبَّارة لفرض [إِسرائيل] كأَمرٍ واقعٍ على المسلمين، سياسيّاً وإِعلاميّاً وماليّاً، إِلَّا أَنَّها كلَّها ذهبت أَدراج الرِّياح وارتطمت بصخرةٍ وبقيت القضيَّة الإِستراتيجيَّة للمسلمين حيَّةً حاضرةً في الوجدان، ولعلَّ في الحضور الجماهيري المليوني في يوم القُدس أَكبرُ دليلٍ على ذلك. 
   إِنَّهُ أَثار في نفوسِ أَبناء الأُمَّة روح المُقاومة والتحدِّي التي تأوي إِلى الصَّبر والمُثابرة وهو الأَمر الذي تحتاجهُ كلُّ أُمَّةٍ لتعيش حرَّةً كريمةً تبحث عن مكانَها اللَّائق في هذا العالَم.
   س٣/ ما الرِّسالة من إِحياء ذكرى الإِمام؟!.
   الجواب؛ أ/ لحماية مشروعهِ الحضاري من الإِندثار كما يحاول أَعداء الأُمَّة، فليس المُهم أَن يُطلق القائد والزَّعيم المشروع إِنَّما المهم أَن يستمر حتى بعد غيابهِ عن السَّاحة، والذِّكرى تؤَدِّي هذا الدَّور.
   ب/ لإِستذكار التَّاريخ الرِّسالي الحركي والثَّوري الذي مثَّلهُ الإِمام من أَجل تحديثهِ بشَكلٍ مُستمرٍّ لينسجمَ والحاجات الآنيَّة للنُّهوض الحَضاري للأُمَّة، فكما نعلم فإِنَّ لكلِّ مرحلةٍ زمنيَّةٍ خصوصيَّاتها وظروفها وحاجاتها.
   ج/ تجدُّد الذِّكرى يرمز إِلى تجدُّد الحدث العظيم الذي شهدهُ العالَم واهتزَّ لَهُ عام ١٩٧٩ والمتمثِّل بانتصارِ الثَّورة الإِسلاميَّة وصمودها العجيب بوجهِ كلِّ المُؤَامرات الداخليَّة والخارجيَّة فضلاً عن الحربِ المُسلَّحة التي شنَّها نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين وبدعمٍ ماليٍّ كبيرٍ من قبل نُظُم القبائل الخليجيَّة إِلى جانب الدَّعم الإِستخباراتي واللُّوجستي والتَّسليحي الغربي [الأَميركي تحديداً]. 
   د/ ولإِستذكار تضحيات الأُمَّة على مدى العقُود الأَربعة المُنصرمة، خاصَّةً تضحيات الشُّهداء الأَبرار وعلى وجهِ الخصُوص العُلماء والفُقهاء والمُفكِّرين من أَمثال الصَّدر والمطهَّري وشريعتي وأَمثالهم من القامات التي قدَّمت فكراً حضاريّاً مهمّاً للنَّهضة التي تعيشها الأُمَّة قبل أَن تضحِّي بدمائِها وأَرواحِها من أَجل سقي شجرة الحريَّة والكرامة والنُّهوض الحَضاري بما تحتاج من وقودٍ للدَّيمومةِ والإِستمرار والثَّبات والصُّمود في وجهِ التحدِّيات.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=134557
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19