• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مقارنه السلوك بين عالم الانسان وعالم الحيون الجزء الثاني .
                          • الكاتب : قاسم محمد الياسري .

مقارنه السلوك بين عالم الانسان وعالم الحيون الجزء الثاني

 يقول البروفسور الانكليزي ديزموندموريس ((ان عالمنا المعاصر هو ليس سوى حديقة حيوان واحده كبيره في الهواء الطلق تغطي الكره الارضيه وتضم الجنس البشري سجينا في أقفاصها اللامرئية التي صنعها بيده من خلال الالتزامات والقيم والأعراف التي فرضها على نفسه فأصبح يلعب فيها الانسان دورالسجين والسجان داخل حديقة الحيوان البشرية في وقت واحد واهم ما خسره الانسان والحيوان في حديقة الحيوان هذه هي حريته وغريزته في البحث والاكتشاف لذلك فهو خسر وسيله التعبير عن نفسه ودليل ذلك نجده عند الأطفال الذين لم يروضوا بعد في حديقة الحيوان البشرية نجدهم يلجئون الى كسر ما تطال أيديهم وهذا الكسر أو التدمير هو وسيلتهم الوحيدة للتعبيرعن حبهم المكبوت للاكتشاف وجوعهم الى ممارسه الحس بالمغامرة والإثارة التي حرمتهم منها القضبان اللا مرئية التي فرضها الانسان على نفسه كما أسلفنا..فالانسان اذا(يفكر بدماغ إنسان ويتصرف بسلوك حيوان ويعيش في حديقة حيوانات بشريه) فاصبحت غريزت الانسان وسلوكه التدميريه هوالقتل الاجرامي لابناء فصيلته حاله مستديمه لايردعها دين ولاقانون فانعدمت الانسانيه وعمت السلوكيات الحيوانيه لكل بني البشر ) ... وبرهن كذالك الانكليزي ديزموند موريس بقوله في كتابه (( القرد العاري)) ان القرد حيوان فليس من العدل في قرارة نفسي تجاهله او ارفضه او أتجنبه لان بعض سلوكياته معقده وجديره بالاهتمام والانسان مهما بلغ من اتساع المعرفه يبقى قردا عاريا .... ويقول ايضا اصبح فعل القتل لدى الانسان رغبه وسلوك لا يختلف عن الحيوانات ... فقد اصبح فعل القتل سلوك لدى الحيوانات البشريه غايه استهلاكيه في سلوك البشر كما هي الحيوانات ..فالاختبارات العلميه المتعدده التي اجريت لدراسة مشاعر الحيوان تقودنا لمعلومات تقول ان الحيوانات تملك القدره على الشعور بالالم والخوف وقبل تطور العلم وظهور علم الايثولوجيا اوالسلوك الحيواني حيث كان تفسير السلوك الحيواني بسيط ..وفق نظرية السلوك ففي عام 2001م وضح بيث ديكسون عاطفة الحيوانات بوجهة نظره التاليه .. في مجال الاخلاق والحيوانات يشير الى ان المشروع فلسفيا فنسبت المشاعر للحيوانات غير البشريه اما بالنسبه للجدل حول العاطفه معنويا تقوم بوصل الحاله النفسيه المشتركه بين البشر وغير البشر ..ففي هذا الطرح اشاره للعواطف في الحيوانات غير البشريه ماهو الا محاوله للتوضيح والدفاع عن بعض الاعتبارات الخاصه حول طبيعة العاطفه ودورها الذي تلعبه في تشكيل الطبيعه البشريه كل هذا وغيره من الدراسات التي قام بها كثير من العلماء ..ومنهم جفري ماسوييف يعتبرون جميع العواطف والمعارف في الانسان والحيوان هي اساسيه وبآليه بحته اما الاسئله الفلسفيه عن الوعي والعقل ابتعدو عن دراستها في الحيوانات والبشر وبدلا عن ذالك قاموا بدراسة وظائف المخ القابله للقياس عبر علم الاعصاب كل ماتقدم  وجميع ما اختلف عليه العلماء في وجهات نظرهم النتيجه واحده ..هو ان الانسان انسان والحيوان حيوان ..لكن الانسان عندما يفكر بعقله وسلوكه وفق شهواته النفسيه او الغريزيه بسلوك حيواني هو هنا الاختلاف  فالانسان مهما قيدته القوانين والاديان فهو لا يتخلى عن سلوكه الحيواني ...رغم ان التفرقة بين السلوك الاجتماعي الإنساني والحيواني واضحه ويختلف السلوك الاجتماعي الإنساني عن السلوك الاجتماعي الحيواني وهو معقد تهيمن عليه ثقافة متميزة ..ونعني بالثقافة هو ذلك الكل المعقد في تكوينه الذي يشمل العقائد والفن والخلق والقانون والتقاليد والمعلومات وكل مايكتسبه الفرد في حياته الاجتماعية والتفرقة النفسية الاجتماعية بين سلوك الإنسان و سلوك الحيوان تنحصر في قدرة الإنسان على إدراك واستخدام الرموز في حياته اليومية واللغة أهم الرموز الصوتية وتنشا هذه القدرة عند الإنسان من ملابسات الحياة الاجتماعية ومن طول مرحلة الطفولة واعتمادها المباشر على البيئة الاجتماعية وتأثرها بالمحيط الاجتماعي ومجرى الأحداث الذي ينحو نحو عالم تهيمن عليه رموز عامة وحضارة متميزة  وبالتالي فان هذه الرمزية تؤدي بالإنسان الى شعوره بذاته  وإدراكه للنظام القائم وخضوعه له وتأثره الشعوري واللاشعوري بالمعايير الخلقية المختلفة و تشترك لغة الحيوانات مع لغة الإنسان في أنها أصوات تصدر عن الجسم يصاحبها نشاط عقلي خاص وتتصف هذه الأصوات بأنها تثير في أفراد نفس النوع استجابات خاصة و تختلف لغة الحيوانات عن لغة الإنسان في أن لغة الحيوانات أصوات منفردة تعبرعن حالة انفعالية خاصة فهي تنبع من أصول غريزية فطرية فالكلب ينبح حتى و لو عزل بعد ولادته مباشرة عن أي كلب آخر فهو في نباحه هذا غير مقلد وغير متأثر بالبيئة الاجتماعية الكلبية ..وعلى العكس من ذلك نجد أن الطفل الانسان اذا نقل بعد ولادته الى بيئه انسانيه ليس بنفس اللغه فهو ينطق اللغه التي نشأ عليها وتربى في وسطها وليس اللغه التي ولد فيها .. ويرى كثير من علماء الانثربولوجيا أن الثقافة انبثقت مع ظهورالإنسان على سطح الأرض .. ورهن وجوده بظهورالثقافة التي ظهرت معه ..واليوم ظهرت معها وسائل الاتصال الرمزية الصحيحة والاختراعات بأنواعها المختلفة وظهرت الوسائل والطرق التي تؤدي الى اكتساب الصفة الاجتماعية الانسانيه وظهرت مهارات جديدة اكتشفها واخترعها أفراد ممتازون في ذكائهم وقدراتهم ومواهبهم ثم نقلوها الى باقي أفراد النوع الإنساني لتتبع ضمن السلوك ..وكانت وسيلتهم في ذلك هي اللغة والتقليد ثم نقلها الاجيال فتوارثها الأطفال عن آبائهم بنفس الوسائل والطرق التي نقلها الآباء ممن سبقوهم من قادة الفكر والاختراع وهكذا سارت من جيل الى جيل عبرالزمن حتى أمست عرفا وأصبحت تقاليد مرعية وسلوكا .. فاللغة اللفظية هي جوهر الثقافة التي تقوم على المدركات والتجريد ..وهي التي ميزت النوع الإنساني عن بقية أنواع المملكة الحيوانية فلا يمكن على الكثير من أنواع الحيوانات أن يعبر عن جوعها لكن الإنسان وحده هو القادر على أن يطلب نوع الغذاء الذي يرغب فيه فالالفاظ تجريد وتعميم لجزئيات محسوسه ماديه ملموسه رغم ان عالم الانسان فاقد للسلوك المتطابق مع افكاره وعلمه ويذهب لرغبات نفسه ويفتقد التطبيق للعقلنه والعلمية فضعف سلوكه الذي تتحكم به نفسه وشواذها ..الموضوع كبير جدا ومهما كتبنا وبحثنا لا يفي الموضوع حقه ونحتاج اكثر مع تناقضات العلماء والفلاسفه ... بعد إجراء هذه المقارنه بين سلوك الانسان وسلوك الحيوانات .نرى كل ما سبق ذكره يقودنا الى ماجاء على لسان البروفسور الانكليزي ديزموند موريس كما اسلفت في كتابه((حديقة الحيوانات البشريه)) شكرا للبروفسور الانكليزي دزموندموريس وصدق في دراساته هذه....




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=133946
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20