• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا والله ما أبدلني الله خيراً منها (خديجة الكبرى وألم الرحيل) .
                          • الكاتب : علاء تكليف العوادي .

لا والله ما أبدلني الله خيراً منها (خديجة الكبرى وألم الرحيل)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.

تمر علينا في يوم العاشر من شهر رمضان المعظم ذكرى يوم افجع به رسول الله (صلى الله عليه وآله) فازداد ألماً وحزناً ذكرى وفاة السيدة الطاهرة خديجة الكبرى (عليها السلام) اذ نذكر وطرا من حياتها على الايجاز احياءً لذكراها .
أُمّ المؤمنين، السيّدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العُزّى بن قصي القرشي الأسدي، وكانت تلقّب بالطاهرة , ولدت (رضي الله عنها) قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة.
لا شكّ ولا ريب أنّ أوّل امرأة آمنت بدعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي خديجة (عليها السلام)
فقد ورد عن ابن عباس أنّه قال: (أوّل مَن آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) من الرجال علي (عليه السلام)، ومن النساء خديجة (رضي الله عنها)) (1).
كانت السيد خديجة (عليها السلام) امرأة ثرية وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يعمل بتجارة لها فلما رأت صدقه وأمانته تزوجت منه (صلى الله عليه وآله) في العاشر من ربيع الأوّل، وكانت في عمر الأربعين، وكان عمره (صلى الله عليه وآله) خمس وعشرين سنة, ولم يتزوّج رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيرها في حياتها حتّى توفّيت (عليها السلام) .
ان عدد أولادها من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، على الاصح هما القاسم والسيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، والقاسم قد توفّي في حياة النبي (صلى الله عليه وآله)، وبه يكنّى بابي القاسم .
كانت السيّدة خديجة (عليها السلام) امرأة حازمة لبيبة شريفة، ومن أوسط قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً، وقد كانت آزرت زوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) أيّام المحنة، فكانت له سنداً بكل ما تملك فخفّف الله تعالى عنه بها.
ان للسيّدة خديجة (عليها السلام) مكانة ومنزلة عالية يغبطها عليها الملائكة المقرّبون، حتّى أنّ جبرائيل (عليه السلام) أتى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: (يا محمّد هذه خديجة قد أتتك فاقرأها السلام من ربّها، وبشّرها ببيتٍ في الجنّة من قصب لا صخبٌ فيه ولا نَصَب)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا خديجة، هذا جبرائيل يُقرئك من ربّك السلام)، فقالت خديجة: الله السلام ومنه السلام وعلى جبرائيل السلام (2).
وعنه قال : خطّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)أربع خطط في الأرض ، وقال : أتدرون ما هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أفضل نساء الجنّة أربع : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت خويلد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم إمرأة فرعون(3) .
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلاّ أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد) (4).
قد أنفقت السيّدة خديجة (عليها السلام) أموالها في أيّام تعرّض المسلمون للاضطهاد والحصار في بداية الدعوة للدين، ، حتّى أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة) (5.
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحبّها حبّاً كثيراً، ففي رواية عن قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوماً من الأيام فأخذتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلاّ عجوزاً قد أبدلك الله خيراً منها، فغضب ثم قال: «لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء».
قالت عائشة : فقلتُ في نفسي لا أذكرها بعدها بسيئة أبداً (6).
وقابلته خديجة (عليها السلام) حبا بحب، ووفاء بوفاء، وتضحية بتضحية، وآمنت به وبدعوته وبأهدافه المقدسة، وبذلت تمام وجودها من أجل ذلك، وقالت له بتواضع وخشوع: البيت بيتك، وجميع ما أملك تحت يدك، وأنا جاريتك.
توفيت(عليها السلام) في العاسر رمضان سنة عشر للبعثة النبوية، أي قبل الهجرة بثلاث سنين, ودفنت في مقبرة الحَجُون في مكّة المكرّمة، ونزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حفرتها، ولم تكن يومئذ سُنّة صلاة الجنازة حتّى يصلّي عليها, فكانت مدة حياتها 65 سنة عاشت منها مع النبي (صلى الله عليه وآله) 25وعشرون سنة حيث ان النبي (صلى الله عليه وآله) تزوج منها كما ذكرت وهي في الابعين من عمرها الشريف.
الفهرس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأمالي للطوسي 1: 265 ح4 .
تذكرة الخواص: 302.
الخصال 1: 25 .
مجمع البيان: 10: 480.
الأمالي للطوسي 1: 35.

الإصابة 4 : 275 .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=133878
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 05 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29