• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل للشعب سلطة ..؟ .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

هل للشعب سلطة ..؟

منذ استبعد الملك فاروق عن السلطة في مصر ومقتل الملك فيصل الثاني في العراق مرورا بالمتغيرات الدولية والإقليمية في حقبة الحرب الباردة وبعدها وصولا الى إقصاء شاه إيران ومحاكمة صدام حسين ونهاية علي زين العابدين ومبارك والقذافي ...الخ والمشهد مازال بعيدا عن نهايته لكن ثمةمايلفت الانتباه في هذا كله ان جبروت الأجهزة الأمنية لدى الجميع قد مرغت بالوحل لانها لمم تعد تمتلك شيئا ازاء التحولات والانقلابات وعواصف التغير فما حدث من خمسينيات القرن الماضي يوضح ان هذه الأنظمة البوليسية لم تستطع ان تؤدي دورها القمعي او ما يسمى بحماية الحاكم الى الأبد .

فأذا كانت هذه الأنظمة قد أسست اجهزتها بتنويعات لاتحصى على حساب حياة الشعب وقوته وصحته وثقافته ...الخ لان وجود هذا العدد الكبير من الأجهزة والأفراد ادى الى هدر الثروات والى استبعاد التنمية الحقيقة لشعوب هذه الأقاليم .

وقد برهنت هذه الأجهزة بحسب الوثائق المرئية انها لم تفشل في حماية رأس النظام او النظام نفسه بل انها لم تستطع ان تحمي نفسها مما ادى في نهاية المطاف الى التصادم مع الشعب .

وبفشل الأجهزة البوليسية الأمنية وفصائلها المتنوعة المدربة تدريبا مميزا والتي حصل على امتيازاتها على حساب الملايين الفقيرة او التي أصبحت تعيش تحت خط الفقر استنجدت هذه الأنظمة بالقوات المسلحةً والأمثلة واضحة او مرئية حيث أدت القوات المسلحة الدور الحاسم في التغير ومن ثم حماية الزعماء او في الانقلاب عليهم او في مواجهة الشعب .

انه مشهد يندر ان يحدث في الأحلام او فوق خشبة المسرح ولكنه بجلاء اصبح يوميا ... فالجيش بدل ان يعمل بشعار الدفاع عن الوطن كلف بمهمات حماية الشوارع والمؤسسات والأزقة بل ذهب ابعد من الحماية عندما اصبح طرفا في الاقتتال وفي حروب الشوارع .

فهل ثمة وضع لايحسد عليه غدا مثيرا للآلام والمرارات كهذا الوضع الذي بلغ درجة ستدفع بالشعوب الى تحمل مسؤلياتها ودورها في استعادة حقيقة ان الشعب والشعب وحده بمختلف اطيافه ومفكريه وعلمائه ان يستدرك ماآلت اليه حتمية التصادمات والانقسامات .

ذلك لان الشعوب وحدها تمتلك حق تقرير مصيرها بل حقها في بناء قوتها العسكرية التي تسندها وليس التي تسند انظمتها الاحادية الدكتاتورية او الفاسدة لان عزل القوات المسلحة عن الشعب اثبت ان هذه القوات لن تكون الا مع الشعب وليس مع الظالمين .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=133528
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 05 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28