• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح422 سورة المعارج الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح422 سورة المعارج الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً{19}

تقرر الآية الكريمة (  إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ) , ان الانسان جبل على الجزع وقلة الصبر وشدة الحرص . 

 

إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً{20}

تستمر الآية الكريمة (  إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ) , اذا اصابته شدة او بلية , كالفقر والفاقة او مرض , فيكون كثير الجزع .   

 

وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً{21}

تستمر الآية الكريمة في التقرير (  وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ) , اما اذا اصاب غنى او سعة في الحال وتحسن في الاحوال , فأنه عند ذلك يتسم بالمنع والامساك .  

 

إِلَّا الْمُصَلِّينَ{22}

تستمر الآية الكريمة مستثنية (  إِلَّا الْمُصَلِّينَ ) , تستثني الآية الكريمة المصلين , وهم القائمون بالصلاة والمحافظون عليها . 

 

الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{23}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ) , مواظبون , مستمرون , محافظون على اداءها في اوقاتها . 

 

وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ{24}

تضيف الآية الكريمة (  وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ) , والذين في اموالهم حق مما افترضه الله تعالى , كالزكاة والخمس ... الخ , فلا يبخلون بدفعها للمستحقين .    

 

لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{25}

تضيف الآية الكريمة (  لِّلسَّائِلِ ) , لمن دفعته الحاجة للسؤال , (  وَالْمَحْرُومِ ) , المتعفف عن السؤال . 

( عن السجاد عليه السلام الحق المعلوم الشيء يخرجه من ماله ليس من الزكاة ولا من الصدقة المفروضتين وهو الشيء يخرجه من ماله إن شاء أكثر وإن شاء أقل على قدر ما يملك يصل به رحما ويقوي به ضعيفا ويحمل به كلا ويصل به أخا له في الله أو لنائبة تنوبه وفي معناه أخبار اخر .

وعن الصادق عليه السلام المحروم المحارف الذي قد حرم كد يده في الشراء والبيع وفي رواية المحروم الذي ليس بعقله بأس ولم يبسط له في الرزق وهو محارف ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .  

 

وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{26}

تستمر الآية الكريمة (  وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) , وهم يؤمنون بيوم الدينونة . 

 

وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ{27}

تستمر الآية الكريمة (  وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ) , والذين هم خائفون من عذاب الله تعالى .  

 

إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ{28}

تقرر الآية الكريمة (  إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ ) , لا يؤمن نزوله , وفيه اشارة الى ان عذاب الله لا ينبغي لأحد مهما كانت درجة ايمانه وطاعاته ان يأمن منه .  

 

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{29}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ) , حافظون لها مما حرم الله تعالى .  

 

إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{30}

تضمنت الآية الكريمة استثنائيين :

  1. (  إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ) : حلائلهم .
  2. (  أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) : من الاماء .    

(  فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ) , لا يقع عليهم اللوم في كلتا الحالتين . 

 

فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{31}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ ) , فمن طلب ان يمضي شهواته في غير الازواج والاماء , كالزنا واللواط او السحاق , (  فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) , متجاوزون الحدود , او المتجاوزون من الحلال الى الحرام . 

 

وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ{32}

تستمر الآية الكريمة مادحة المؤمنين (  وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ ) , لما استؤمنوا عليه من امور الدنيا والدين , (  وَعَهْدِهِمْ ) , وهو ما قطعوه على انفسهم من العهود والمواثيق بينهم وبين الله تعالى , او بينهم وبين العباد , (  رَاعُونَ ) , مراعون محافظون للأمانة والعهد .   

 

وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ{33}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ) , والذين يقيمون الشهادة , لا يزورونها ولا يخفونها ولا ينكرونها .  

 

وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ{34}

تستكمل الآية الكريمة سابقاتها الكريمات (  وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) , يراعون شرائطها وآدابها واوقاتها .  

( عن الباقر عليه السلام قال هي الفريضة والذين هم على صلواتهم دائمون هي النافلة  ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .  

 

أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ{35}

تختتم الآية الكريمة موضوع المؤمنين (  أُوْلَئِكَ ) , المؤمنون المتصفون بما ذكر اعلاه , (  فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ) , مستقرون ومكرمون فيها بكل انواع التكريم , وهذا هو جزاءهم الطيب بما طابوا وطهروا.   

 

فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ{36}

تنتقل الآية الكريمة مضيفة (  فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ ) , نحوك او حولك يا محمد "ص واله" , (  مُهْطِعِينَ ) , مسرعين , مدوا اعناقهم اليك , مديمي النظر اليك .  

 

عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ{37}

تستمر الآية الكريمة (  عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ ) , عن يمينك وشمالك يا محمد "ص واله" , (  عِزِينَ ) , على شكل جماعات او حلقات متفرقة , كل مجموعة منهم تتحدث بموضوع مختلف , حولك وحول المؤمنين , ومنهم من يقول "لئن دخل هؤلاء (المؤمنين) الجنة , استهزاء وسخرية , لندخلنها قبلهم" .  

( عن أمير المؤمنين عليه السلام وقد ذكر المنافقين قال وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله يتألفهم ويقربهم ويجلسهم عن يمينه وشماله حتى أذن الله عز وجل له في ابعادهم بقوله واهجرهم هجرا جميلا وبقوله فمال الذين كفروا قبلك مهطعين الآيات  ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .    

 

أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ{38}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ) , أيطمع كل واحد من هؤلاء الكفار او المنافقين ان يدخل جنة النعيم , بلا ايمان وعمل صالح , وهو انكارا لقولهم السابق , او قولهم " لو صح ما يقوله محمد عن الجنة , لنكون فيها أفضل حظا من المؤمنين , كما نحن افضل حظا وحالا منهم في الدنيا" .

 

كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ{39}

ترد الآية الكريمة عليهم رادعة (  كَلَّا ) , ردعا عن طمعهم بدخول الجنة , (  إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ ) , من النطف , كغيرهم من الكفار الذين استوجبوا النار , فكيف يطمع هؤلاء بدخول الجنة ولم يؤمنوا ولم يعملوا صالحا . 

( يعني إن المخلوق من النطفة القذرة لا يتأهل لعالم القدس ما لم يستكمل بالإيمان والطاعة ولم يتخلق بالأخلاق الملكية  ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .     

 

فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ{40}

تضمنت الآية الكريمة قسما (  فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ) , مشارق ومغارب الشمس والقمر وسائر النجوم , او هو مشارق ومغارب الصيف والشتاء , على اختلاف الآراء , اما افضل الآراء واكثرها دقة رأي امير المؤمنين علي بن ابي طالب "ع" حيث ورد عنه انه قال بهذا الخصوص : لها ثلاثمأة وستون مشرقا وثلاثمأة وستون مغربا فيومها الذي تشرق فيه لا تعود فيه إلا من قابل ويومها الذي تغرب فيه لا تعود فيه إلا من قابل , وفي كلام له "ع" اخر : " لها ثلاثمأة وستون برجا تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر فلا تعود إليه إلا من قابل في ذلك اليوم" , (  إِنَّا لَقَادِرُونَ ) , الاقتدار الكامل التام المطلق .   

 

عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ{41}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ ) , أي نهلكهم ونأتي بخلق افضل منهم واطوع لله تعالى , (  وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ) , بمعجزين او مغلوبين او فائتين ان اردنا ذلك التبديل .    

 

فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ{42}

تستمر الآية الكريمة (  فَذَرْهُمْ ) , دعهم , اترك الكفار او المنافقين يا محمد "ص واله" , (  يَخُوضُوا ) , في باطلهم , (  وَيَلْعَبُوا ) , في الدنيا , مثل له باللعب لسرعة زواله , و الانشغال بشيء عن شيء , (  حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) , حتى يأتيهم اليوم الموعد بالعذاب .  

 

يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ{43}

تستمر الآية الكريمة (  يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ ) , من القبور , ( سِرَاعاً ) , مسرعين الى المحشر , (  كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ) , يسرعون الى نصب كعلم او راية او لواء أو الى داعي , حيث لكل صنف من الناس راية أو علامة يعرفون بها في ذلك اليوم , فالشهداء لهم لواء خاص بهم , وهكذا فأن أصحاب الجرائم كلا له لواء حسب نوع الجريمة التي اشتهروا بها , فالزناة لهم راية خاصة بهم وأهل اللواط لهم رايتهم الخاصة (على بعض الآراء) . 

 

خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ{44}

تستمر الآية الكريمة خاتمة مبينة حالهم في ذلك اليوم (  خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ ) , ذليلة , منكسرة , (  تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ) , تغشاهم الذلة والاستحقار والمهانة والهوان , (  ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ) , اشارة الى اليوم الموعود . 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=133303
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 04 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18