• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المرجعية الدينية العليا والدفاع العالمي عن الاسلام  .
                          • الكاتب : اسعد الحلفي .

المرجعية الدينية العليا والدفاع العالمي عن الاسلام 

ربما الكثير ممن يعتقدون انهم على دراية تامة بنشاط المرجعية العليا المتمثلة بسماحة الامام السيستاني (دام ظله) في العالم تصيبهم الدهشة كلما اطلعوا على حضورها في الكثير من بلدان العالم واكتشفوا بصمتها على الكثير من الاعمال التي احدثت تغيراً كبيراً في نطاق تأثيرها ..
حيث استطاعت وبذكاء بارع جداً وخلال زمن قياسي ان تقلب المعادلة وتُغير نظرة الكثير من المجتمعات تجاه الدين الاسلامي بعد ان شابته شوائب المنافقين وجعلوا منه دين ارهاب ودماء وصوّروه للعالم بأبشع الصور ..
ففي الوقت الذي يتصارع به كثير ممن ينعقون بالسوء وينفخون في ابواقهم حسداً من اجل السمعة والمناصب وتقمص المراتب والتحايل لنيل الالقاب نشاهد المرجعية تغوص في اعماق العالم  لتشعل في كل ارض شمعة للاسلام وتضيء بها طريق البشرية ..
فالذي حصل ان المرجعية قد استطاعت ان تتواجد في دول العالم اجمع عبر مؤسساتها التي انشأتها ووضعت لها برامجها المدروسة لتعمل بمصداقية عالية وروح طاهرة من اجل ان تعرف تلك المجتمعات بالدين الاسلامي الحنيف وقيمه السامية وتعاليمه السمحاء وتوصله لأولياء امورها بجميع مؤسساتها لا سيما الدينية ، ومن مصاديق هذه الحقيقة هو ما تحدث به ممثل الفاتيكان السفير البابوي البرتو من داخل الحرم الطاهر في كربلاء: (نحن جميعا اخوة وحيث الاخوة هناك سلام وابونا واحد هو ابراهيم عليه السلام, وادعوكم للاستمرار في الحفاظ على الوحدة في التنوع والقوة في الوحدة والرخاء في الانسجام)
وابرز من ذلك ما لمستُه ووقفت عليه خلال متابعتي لسلسلة من لقاءات كان قد اجراها موقع كتابات في الميزان مع شخصيات اوربية وافريقية وآسيوية مختلفة خلال مهرجان ربيع الشهادة العالمي الذي تقيمه الامانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية حيث افادت جميعها ان الاسلام الحقيقي يمثله سيد الشهداء الامام الحسين (ع) ومن سار على نهجه ، وصرّح بعضهم بأن التشيع هو مَن يمثل الاسلام دون سواه وهذا ما تجدونه في تصريح ممثل الارثوذوكس في اسبانيا (الاب ديمتري) وهو يتكلم عن علاقة الود والاحترام بين المسيحيين والمسلمين في اسبانيا ونظرة الكنيسة والعالم المسيحي تجاه الدين الاسلامي مؤكداً على ان العالم بدأ يُميز بينالانتماء الحقيقي للاسلام والانتماء المزيف ..
فالاسلام الذي يقوده الحسين (ع) احقّ ان يُعتنق وهذا ما حصل ولأكثر من مرة حيث استبصر علماء ودعاة ووجهاء كانوا يُعدون سادة قومهم وعلية مجتمعاتهم ومنهم رئيس علماء اهل السنة في فرنسا (الشيخ سانكو محمدي) ومؤخراً الداعية من بوركينا فاسو الشيخ (يحيى تره ) الذي اعلن كلمته الشهيرة من داخل حرم المولى ابي الفضل العباس (ع) : ((اليوم عزمت على ان اكون كلي للحسين )) وكثيرون غيرهم ولو دققتم قليلاً لوجدتم ان ذلك من ثمار الجهود العظيمة التي يبذلها اصحاب المسؤولية من رجالات المرجعية وما تمتعوا به من ادارة رصينة ونشاط مميز واخلاص كبير  ، ومما يزيد الصورة جمالاً هو ان حضور الكثير من الشخصيات المهمة من جميع قارات العالم في ذلك المهرجان كان بمثابة كشف الستار عن اعينهم بل كأنما الشمس قد طلعت على دجنة فأنارت ساحةً لم يكونوا يتصوروا يوماً انها ستكون بتلك القداسة وتلك العظمة ولم يكونوا يعرفوا انها ستحمل كل ذلك النور الذي شعروا به وهو يخترق شغاف قلوبهم وسيكونوا جميعاً رُسُل كربلاء في اوطانهم ليحدثوا كل مَن يجالسهم عن عظمة الاسلام ومظلومية الحسين (ع) وما هذا بتكهن وانما هو عين ما اخبر به جميع الوفود القادمة من شتى بقاع العالم لحضور ذلك المهرجان وعندما تسأل عن سبب تلك النظرة تجد الجواب في تصريح رئيس مؤسسة اهل البيت (ع) في اسبانيا السيد (موسى الاعسم) والذي اكد بأن مؤسسة اهل البيت (ع) قد استطاعت خلال عامين من بداية تأسيسها ان تجعل الكنيسة الاسبانية تعتمد مذهب التشيع ممثلاً عن الدين الاسلامي بشكل رسمي بالرغم من قلة عدد افراد الشيعة في ذلك البلد وان الساحة الاسلامية يشغلها السلفيون الوهابية بنسبة 95% وتوغلهم الكبير في اسبانيا بفعل المغاربة والدعم الواسع الذي يحضون به من دول الخليج العربي لاسيما السعودية ، ويفاجئك الاعسم عندما تسأله عن راعي تلك المؤسسة فيجيبك ان صاحبها وراعيها هو السيد السيستاني (دام ظله) لتكتشف ان جميع ما تعرفه عن عطاء ذلك السيد العظيم سيبقى جزء بسيط ونزر يسير لأنك ستؤمن ان ما خُفي من عطاء يمينه كان اعظم ، يذكرني ذلك بحديث احد الاصدقاء عما شاهده هو ومَن كان معه من الاعلاميين خلال تواجدهم في باكستان حيث اصابهم الذهول عندما اكتشفوا ( 10 جامعات و40 مدرسة رسمية ) في باكستان تعمل برعاية سماحة السيد السيستاني (دام ظله) ، وما هذه الشواهد الا بعض فيض ذلك السيد المبجل..
من هنا ندرك اهمية الدور الذي تؤديه المرجعية في تلك البلدان وحجم الاعمال التي تمارسها في اوساط تلك المجتمعات حتى بلغت هذا المستوى من النجاح في ظل ما تعيشه بلدان العالم من سيطرة قوى الشر وتحكم السلطة الظلامية في مصير الشعوب وهيمنتها على مقدرات العالم واساليب الخطاب ونوعه ..
فالمعركة معركة وجود والبارع اقدرهم على اثبات وجوده والمرجعية قد استطاعت ان تحقق ما عجزت عن تحقيقه دول عظمى ومنظمات مُخيفة وبإمكانيات لا قياس بينها وبين ما لدى خصومها ، فلا همّ ولا شغل للمرجعية سوى ان تحفظ ما تبقى من دين محمد بن عبد الله (صلوات الله عليه واله وسلم) وتُوصله الى شعوب العالم بصورته الناصعة وتعاليمه السمحاء في قبال جيوش الشياطين وحشود الضلال التي لا تمل ولا تكلّ من السعي لتدمير هذا الدين واطفاء شعلته بشتى الاساليب والتي تندرج تحتها آلاف العناوين ممن يظنون انهم يحسنون صنعاً للاسلام وبعضهم يحسب نفسه من المنتمين لدائرة التشيع بينما التشيع منه ومن افعاله براء   . 


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=132960
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 04 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29