• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نعم انها الحقيقة .
                          • الكاتب : علي رضوان داود .

نعم انها الحقيقة

سعت الإدارة الأمريكية ومنذ عقود الى تهديم بنية المجتمع العراقي وتفكيك الروابط الوشيجة بين مكوناته والتأثير عليه بواسطة
فرض الحصار الاقتصادي الدولي الظالم عليه الذي استمر أكثر من اثني عشر سنة والذي كان إحدى أهدافه تخلي الشعب العراقي عن أخلاقه ومبادئه السامية وتمزيق اللحمة الوطنية بين مكوناته بالإضافة الى أبعاده عن التمسك بتعاليم الدين الإسلامي السمحاء وعندما اكتشفت ان مساعيها قد خابت قامت بإشعال نيران الفتنة الطائفية بعد احتلاله عام 2003 للقضاء على أخر أمل يمكن به أن يعيش الشعب العراقي بسلام ويتمكن من مداواة جراحه البليغة التي خلفها النظام السابق من جهة والاحتلال الأمريكي من جهة أخرى ولكن هيهات من كل هذه المخططات فقد أثبتت الوقائع أن أبناء الشعب العراقي الأصيل رجالا ونساءا وبكل مكوناته القومية والعرقية والمذهبية ما زالوا على العهد الذي قطعوه على أنفسهم من ان الوطن هو بيتهم جميعا والتباري للتعبير عن المواطنة الأصيلة هي الميزة التي يتحلون بها وما المواقف البطولية التي عبر عنها شهيد الاعظمية عثمان في حادثة جسر الأئمة والشهيد الملازم نزهان صالح حسين الجبوري في حادثة تقاطع مدينة البطحاء إلا نموذجا حيا على ما ذهبنا اليه وللمراءة العراقية دورا كبيرا في التعبير عن الالتزام بالخلق الرفيع والأمانة وعزة النفس رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها وعانت كثيرا منها خاصة في حالة فقدان المعيل من جراء العمليات الإرهابية أومن خلال وقوعه ضحية جرائم المحتل الأمريكي وخير تعبير على ذلك ما ورد في هذه الواقعة الإنسانية الرائعة والتي كانت حسينية الزوية مسرحا لها حيث اقيم هناك عزاء ضحايا موظفي هيئة النزاهة بعد الحادث الإرهابي الجبان الذي استهدف مبنى الهيئة قدمت امراءة متوسطة العمر وكان رئيس هيئة النزاهة وبعض الشخصيات حاضرة هناك كان الجميع يظن ان هذه المراءة قدمت من اجل مطلب إنساني لان زوجها الذي يعمل بالهيئة بصفة اجور يومية قد استشهد هناك وترك خلفه امراءة وخمس أطفال وظن الجميع انها قدمت لتطلب من رئيس الهيئة أن يقدم لها مساعده ماليه أو اي شيء يذكر لكن المفاجأة التي أطلقتها تلك السيدة العظيمة والعظمة لله كانت قد أبكت الحاضرين من صغيرهم الى كبيرهم وقالت السيدة وهي أمام رئيس الهيئة وبعض النواب ان زوجي رحمه الله كان قد اشترك بسلفه مع بعض الموظفين وقدرها مليون ونصف دينار وكان زوجي أول من استلم سلفه وهذا المبلغ أعيده لحضراتكم ليصل الى مشتركين بالسلفة لاني أريد من زوجي ان ينام بهدوء في قبره وإذا بها تخرج المبلغ من تحت العبائه وتضعه على الطاولة ( طبله ) لا حول ولا قوه إلا بالله لم يستطع احد هناك أن يحبس دموعه لشدة الموقف كان المشهد هناك قد أبكى الصخر..قد تكون الحادثة مئلمة جدا لكنها ان دلت على شيء إنما تدل على أن الخير موجود في العراق وان شعبه مهما حصل لن يتخلى عن مبادئه.
alhra_ali@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13288
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16