• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من هو الصحفي؟ في العراق اليوم .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

من هو الصحفي؟ في العراق اليوم

للصحافة دوراً ريادياً وكبيراً في كشف معاناة المجتمع وحال لسان الجميع من أظهار الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفني وهي صلة الوصل بين المواطن والمسؤول وتعمل بنقل الخبر والحدث والمعانات والبحث عن التلكؤ في جميع زوايا المجتمع ومؤسساته التي تمثل نظم الدولة وتركيبتها الوطنية من اجل تقويمها باعتبارها السلطة الرقابية الرابعة والمهمة, والتي يصل صوتها الى ابعد مكان في المعمورة يوميا عبر مرافقها الإعلامية المتطورة ,ويحتاج ذلك إلى سعة صبر وتحمل ومشقة وأيمان بمهنة تدخلك بمتاعب ومعاناة من اجل التحقق عن صحة ما يذاع وينشر في سوح الحياة اليومية المليئة بالمفاجآت وسرعة المتغيرات , كما تقع على الصحفي مسؤولية شرعية خطيرة جداً حين ما يحرر خبراً أو يكتب مقالا أو يحلل موضوعا أثيرت الشكوك حوله عند ذلك يتوجب عليه أن يرتكز في معلوماته على دعامات اساسية كالصدق والأمانة والدقة لأنه يريد أن يرسل صوته ومعلوماته إلى عقول الناس كي يرتقي بها إلى مستوى أفضل من خلال المعلومة العلمية والهادفة ,وأن يراعي الموضوعية والشفافية ويبتعد عن التعصب الذي يقف حائلاً أمام كشف الحقائق وضياع النتائج , وأن يتحلى بالأنصاف والتي هي أعلى قيمة ثورية تشاطر رأي الإنسان من حيث النزاهة والحلم , كما أن أنصاف الصحفي للحقائق يعني انه استخدم أرقى وأفضل طرق التعامل الإنساني والحضاري وتكون مكانته سامية ومرموقة في قلوب القراء وعامة الناس , ولا ننسى أن الصحفي هو مؤرخ الحدث الآني الذي يسجل عمله في سفر التاريخ وتحتم الأمانة عليه أن يعيش ضمن أطار الحدث ويقف بجانب الحقيقة لان مهنته هي رفع الظلم وحمل أصوات المضطهدين إلى الرأي العام مهما كلف ذلك , ويعتمد الصحفي اليوم في عراقنا على الثقافة والخبر والأحداث والتي تكون منبعها الأمة ومصدرها أرادة الجماهير , في الوقت الذي تكون مسؤولية الصحافة والصحفي وهو الركن الأساسي في هذا المضمار الطويل والشاق , عليه تبليغ رسالة هادفة وهي أن ينهض بأعبائها ومخاطرها الجسيمة كي يحافظ على وحدة الشعب وتعميق اواصر الأخوة بين افراده والحفاظ على الهوية الوطنية ,وأن يدافع عن النسيج الاجتماعي ولا يميز بين أفراد المجتمع , وان لايحرم المظلومين بغض النظر عن قومياتهم ومذاهبهم بأن يكون لهم حلقة الوصل بين أصواتهم والمطالبة المستمرة بطرق حضارية تراعي فيها النزاهة حتى تحقيق مطالبهم قدر المستطاع , وليس كما يحدث اليوم بتشتيت الأفكار وغياب الرؤى واختلاط الأقلام وتجنيد أهداف الصحافة لصالح مسؤول أو قضية لأترتبط بالوحدة الوطنية ,وكي نحافظ على هذه المهنة الرائعة ونستذكر شهداء الصحافة الذين ضحوا بأرواحهم من اجل أعلاء كلمة الحق والمحافظة على أقلامهم المستقيمة , علينا أن نميز من هو الصحفي في عراق اليوم بعد أن تكاثرت أسماء وجمعيات تدعي أنها تحمي حقوق الصحفيين وتمنح لكل من ينتمي أليها هوية تعريفية صحفية, وتؤملهم بقطع أراضي ومخصصات تشجيعية , ما أريد أن أقوله ليس كل من امتلك هوية فهو صحفي ,أن الصحفي بمفهوم الصحافة اليوم هو المحرر والذي يكتب الخبر ويحلله ,والمفكر والباحث  والناقد والأديب لا كما يتصور البعض أن المصور والمصمم والمذيع وغيرهم الذين لا يستطيعون أن يحرروا الأخبار والمواضيع , كلفت بإجراء تحقيق صحفي عن الدروس الخصوصية وتأثيرها على أولياء أمور الطلبة , فتطلب التحقيق مني أن ازور بعض رجال الدين في منطقة الكاظمية وعند مسجد عبد القادر الكيلاني للتوضيح عن شرعية هذه الدروس , فأجريت لقاءا مع احد طلاب الحوزة العلمية في منطقة الكاظمية وهو خطيب منبر متمكن ومسترسل بالكلام دون انقطاع , فعندما طلبت منه أن يدون كلامه على الورقة , فقال نحن نختلف عن الصحفيين نحن نتحدث ولا نستطيع أن نكتب مثلما يكتب الصحفيين , فما بالك وأنت تلتقي بأحد سواق سيارات الاجرة ويبرز لك هوية تعريف صحفية ويدعي انه صحفي , والأخر مصمم على الحاسوب وليس لديه علاقة بتحرير الخبر وصياغته بأسلوب مشوق ومفهوم حين ما يطلع عليه القراء , ولا يختلف الأمر عند صاحب محل الهاتف النقال وهو يدعي انه صحفي  , انأ لااريد أن ابخس حق من هم في هذه المهنة حتى ولم يحصلوا على شهادات من كلية الأعلام او غيرها ربما الموهبة والحس الثقافي والاطلاع يغنيك عن الدراسة الأكاديمية التي تخرجك وتحصل على شهادة   فقط وتضعك على الطريق, أن هذه المهنة هي عبارة عن موهبة وممارسة ومذاكرة وتكون مؤمن بها ,وقد تفوق بها عمالقة وكتب التاريخ عنهم  ودخلوا إلى هذا الحقل وهم لم يحصلوا على شهادة الابتدائية ولمع اسمهم في عالمنا اليوم واغنوا المكتبة الثقافية بكتاباتهم الموسمة والتي يرجع إليها الجميع باعتبارها من المصادر المهمة , ومن الجدير بالذكر أن الصحفي هو الإنسان الذي يمتلك حس وثقافة وتصرف وحلم وتواضع وأمانة وأن لايكون طائفي ومتشدد بآرائه كي يفلح باصطياد الأخبار والمفاجئات ويحصل على ثقة المجتمع ويعكس الصورة الجميلة والخالية من الضبابية لأنبل مهنة انسانية خدمية وترتقي بالمجتمع إلى السمو والعلو وخصوصا اليوم  أصبح تأثيرها واضحا على تحريك الشعوب وتبديل الأنظمة .
sadikganim@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13234
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28