• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مناظرة بيني وبين وهابي .
                          • الكاتب : صادق الموسوي .

مناظرة بيني وبين وهابي

 قبل سقوط نظام البعث ألصدامي بسنتين كان لدي مكتب لتصليح الأجهزة الالكترونية في بغداد، حضر ذات يوم شخص حامل جهاز الفيديو  طلب مني إصلاحه فقمت بفحص الجهاز، حيث كان الشخص الملتحي والمرتدي ثوب قصير ومما يدل عليه انه من الوهابية المتعصبين،

كان جالس على يساري وأنا افحص الجهاز لأبين عطلاته ،   واسمه مصطفى يدندن بتلاوة القرآن الكريم بصوت مسموع، فالتفت عليه وقلت رب تال للقران والقران يلعنه، قال صدق حبيبي رسول الله(ص)، فوجه الي سؤاله ماذا تقصد بقولك هذا ؟

قلت وهناك حديث آخر لرسول الله (ص) من حفظ القرآن أدرجت النبوة بين عينيه. وأكملت ان للقران ظاهرا وباطنا وتخوم  وفيه تاريخ وحوادث وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه وفيه تأويل ولا يعلم   تأويله إلا الله والراسخون في العلم،

وان القران لحد هذه اللحظة لم يؤول، بدليل قوله ولما يؤتهم تأويله – يخرس المبطلون.

 فهل أنت عالم  بكل ذلك؟

ومن هم الراسخون في العلم؟

وبعد حديث ومناقشة طويلة في المسائل المذكورة  والوصول بان اهل البيت عليهم السلام هم الراسخون في العلم دون غيرهم من الصحابة الكرام كما ذكرهم هو فوجهت له سؤال،

لماذا خلقنا الله ؟

 قال الوهابي :خلقنا الله لكي نعبده ، فقلت له هل الله محتاج الى عبادتنا ؟ قال بعد صمت وحيرة وتفكر،لا ولكن الله تعالى قال (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فقلت متى تتحقق هذه العبادة ؟ قال ما فهمت قصدك من السؤال، قلت له تمعن في الآية

وبكلمة( ليعبدون)اللام في (ل يعبدون)لغاية أم لغير غاية ؟ قال لغاية ،قلت ما هذه الغاية ؟ قال للعبادة، قلت متى تتحقق هذه العبادة ؟ ثم ذكرت الحديث السابق لأمير المؤمنين(ع) (إن الله حين خلق الخلق وهو غني عن طاعتهم آمن من معصيتهم لا تنفعه طاعة من أطاعه ولا تضره معصية من عصاه ) وقلت إن وجودنا في الدنيا لغاية عظيمة قبل تحقق العبادة ،وبهذه الغاية تتحقق العبادة ، قال مصطفى الوهابي : ما هذه الغاية ؟ قلت : أول حديث قدسي خرج للوجود من قبل الذات القدسية وقبل أن تكون سماء وارض وملائكة وقبل أن يخلق أي خلق

قال ( كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف) فلا تتحقق العبادة ولا تقبل إلا بعد المعرفة ، وهذه المعرفة تفصيلية وليست إجمالية ، كما صرح بهذا القرآن الكريم وقال الله لرسوله (ص)

( واعلم انه لا اله إلا الله) أي بالعلم والمعرفة , و

كما قال أمير المؤمنين (ع) ( أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه , لشهادة كل صفه إنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف إنها غير الصفة فمن وصف الله فقد قرنه ومن قرنه فقد أثناه ومن أثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله ومن جهله فقد أشار إليه ومن أشار إليه فقد حدّه ومن حدّه فقد عدّه )..

وكما جاء في خطبة الإمام الرضا (ع)( أول عبادة الله معرفته , واصل معرفة الله توحيده ونظام توحيد الله نفي الصفات عنه , لشهادة العقول إن كل صفة وموصوف مخلوق وشهادة كل موصوف ان له خالقا ليس بصفة ولا موصوف , وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران وشهادة الاقتران بالحدث وشهادة الحدث بالامتناع عن الأزل ............................................

 

وكما قال الإمام الصادق(ع) ( ليس العلم بالتعليم إنما العلم بالله وصفاته وأسمائه إنما هو نور يقذفه الله في قلب من يحب من عباده ) وذكرت له حديث الإمام الصادق(ع) عن التوحيد ومعرفة الله تعالى

قال (ع):- من زعم انه يعرف الله بالاسم دون المعنى فقد اقر بالطعن لان الاسم محدث.

ومن زعم انه يعبد الاسم والمعنى فقد جعل لله شريكاً.

ومن زعم انه يعبد بالصفة لا بالإدراك فقد أحال على غائب.

ومن زعم انه يعبد الصفة والموصوف فقد أبطل التوحيد، لان الصفة غير الموصوف.

ومن زعم انه يضيف الموصوف إلى الصفة فقد صغر الكبير (وما قدروا الله حق قدره).

فقال مصطفى الوهابي وأفصح عن نفسه وهو مذهول، إني مدرس في علم الشريعة في بغداد ولكني لم اسمع بهذه الأحاديث ولم يسألني أي شخص هذه الأسئلة طيلة حياتي.

فتحدثت معه على ما تحتويه كتبهم من الإسرائيليات التي تدرس في المدارس الدينية ، في حين إن كتبنا التي تحتوي علوم أهل البيت محذوره في الأسواق وتباع خفية وبأسعار باهظة الثمن ونحن نشتريها لكي نثقف أنفسنا في الدين كما قال رسول الله(اسأل عن دينك حتى يقال عنك مجنون)،

فدخلنا في مسائل الولاية التشريعية والتكوينية وربطها بولاية أمير المؤمنين علي (ع)وولاية الأئمة (عليهم السلام )من خلال القرآن والأحاديث النبوية ودخلنا في صلب آية الولاية ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا........)

فاعترف إنها نزلت في حق علي (ع)كما مبين في كتب التفسير لديهم، فقال أين ذكر القرآن الأئمة ؟ ذكرت له الآية ( قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )من هم المؤمنون ؟ قال العامة ، قلت هل أنت منهم ؟ قال إنشاء الله ،قلت هل أنت تعلم ماذا يعمل المؤمنون في الدول البعيدة ؟ قال لا ، قلت عنى الله الأئمة المعصومون من أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأنهم حجة الله على العباد فقد أعطاهم الله من الوسائل ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول (ص) شهيدا عليهم ،ولهذا قال الله تعالى لرسوله الكريم ( انك منذر ولكل قوم هاد ) وقال تعالى( وجعلنا منهم أئمة ) ( يوم نحشر كل اناس بإمامهم )

فقد طال الحديث بيننا وبعدها اعترف بأحقية كل مذاكرته وانه كان من الضالين لهذه الحقيقة وسوف أراجع ما قلته مع نفسي

، فدعوت له بان الله يهديه إلى الحق ويأخذ بيده إلى طريق الحق والصواب ،فودعني ورحل ، وبعد مرور أسبوع مر علي فعانقني بشوق وقال لي وهو يقسم لقد تركت التدريس في مدرسة الشريعة وذهبت إلى حديثة في عانة واستلمت الجامع الذي فيها وبدأت اذكر فضائل أهل البيت (عليهم السلام ) . قلت له الحمد لله وحده انه أخرجك من الظلمات الى النور ، من ظلمات الضلالة إلى نور الهداية ،والحمد لله وحده

والصلاة على من لا نبي بعده محمد وآله الطيبين الطاهرين .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13150
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29