• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإمام محمد الباقر وفضل العلم .

الإمام محمد الباقر وفضل العلم

يوافق غرة شهر رجب المرجب الولادة الميمونة للإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع)، وبهذه المناسبة العطرة نسلط الضوء على ورد عنه عليه السلام في فضل العلم.

تحدث الإمام الباقر (عليه السلام) كثيراً ، و في مناسبات عديدة عن العلم ، فشجع على طلبه ، و حث الطلاب على المزيد من تحصيله ، لأنه على ثقة من أمره ، أن العلم نور العقل ، و هو الدعامة الأولى ، التي ترتكز عليها حياة الأمم المتطورة و الراقية.

كما أشاد بفضل العلماء ورثة الأنبياء ، فهم برأيه مصدر الوعي و التوجيه للأمة ، و عليهم مسؤوليات كبرى في الإصلاح و الإرشاد ، و هذا بعض ما أثر عنه في هذا الحقل الكريم .

فضل العلم

تميز أهل البيت بالعلم خصهم الله به ، فكانوا رواده و خزائنه و أنواره ، و قد أخذوه سالف عن سابق عن جدهم أمير المؤمنين ، مدينة علم النبي الأكرم عن جدهم الرسول الأعظم. و الله عز و جل فضل المؤمنين و ميزهم ، قال تعالى : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) (1).

و قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) :  ( العلم خزائن ، و مفتاحها السؤال ، فاسألوا رحمكم الله ، فإنه يؤجر أربعة : السائل و المجيب ، و المستمع ، و المحب لهم ) (2).

و الإمام الباقر (عليه السلام) الحفيد الوفي لآبائه و أجداه مجد العلم ، و دعانا إليه ، و أثنى على طلابه. فقال (عليه السلام ): ( تعلموا العلم ، فإن تعلمه جنة، و طلبه عبادة ، و مذاكرته تسبيح و البحث عنه جهاد ، و تعليمه صدقة ، و بذله لأهله قربة ، و العلم منار الجنة ، و أنس الوحشية ، و صاحب في الغربة ، و رفيق في الخلوة ، و دليل على السراء ، و عون على الضراء ، و زين عند الأخلاء ، و سلاح على الأعداء ، يرفع الله به قوماً ليجعلهم في الخير أئمة ، يقتدى بفعالهم ، و تقتص آثارهم ، و يصلى عليهم كل رطب و يابس، و حيتان البحر و هوامه ، و سباع البر و أنعامه ) .

فيا سبحان الله إنه (عليه السلام) سليل العلماء و فخر الأدباء و حفيد النبي (صلّى الله عليه وآله) و ابن الوصي ، فلا غرابة إن نطق بهذه الكلمات الذهبية ، و هذا الوصف الكامل الشامل ، و الموجز المفيد ، و لا أعرف كلمة مجدت العلم ، و قيمت أهله ، أحاطت بفوائده و ثمراته كهذه الكلمة ، التي من حقها أن ترسم في معاهد العلم و جامعاته ، و من حقنا الواجب أن نعلمها ، و نشرحها ، و نبين فوائدها لطلابنا في الجامعة.

مذاكرة العلم

على الطالب ، أن يذكر العلم لترسخ جذوره في نفسه ، و تتعمق فوائده في حياته ، و يستفيد منه ، و يفيد طلابه. و لذلك دعا الإمام (عليه السلام) إلى مذاكرة العلوم ، لأنها تفتح آفاقاً واسعة في ميادين المعرفة و العلم فقال (عليه السلام) : ( تذاكر العلم دراسة ، و الدراسة صلاة حسنة ) ، (3) ، فهل بعد هذا التفضيل من تفضيل ؟  الدراسة صلاة حسنة. و هل يعي طلابنا ما تتحمل هذه العبارة من قيم سامية ، و ما يرشح منها من فوائد عالية؟

بذل العلم

الغاية من جمع العلم في الإسلام بذله لأهله و إشاعته بين الناس ، حتى يطرد الجهل ، و تنعم البلاد بالسعادة . لذلك وجدنا باقر العلم يقول: ( زكاة العلم أن تعلمه عباد الله ) (4).

و قال أيضاً (عليه السلام) : ( إن الذي تعلم العلم منكم له أجر مثل الذي يعلمه ، وله الفضل عليه ، تعلموا العلم من حملة العلم ، و علموه إخوانكم كما علمكم العلماء) (5).

———-

الهوامش:

1- سورة الزمر، الآية 9.

2- المجازات النبوية للشريف الرضي ص 209.

3- أصول الكافي ج1 ص41.

4- نفسه ج1 ص41.

5- حياة الإمام محمد الباقر للقرشي ج1 ص236.

المصدر: موقع التبيان




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=131100
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29