• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : امن الحشد .. الجندي المجهول  .
                          • الكاتب : فادي الشمري .

امن الحشد .. الجندي المجهول 

بعيدا عن ضجيج الاعلام واروقة السياسة يقوم جهاز امن الحشد وهو قوة عسكرية امنية مدربة تدريبات عالية ومسلحة بتجهيز جيد نوعا ما بمهمات كبيرة ومحورية لضبط الوضع الامني ومساعدة الاجهزة الامنية بكل صنوفها في مختلف المهمات والواجبات كمايساهم هذا الجهاز برفد اجهزة الاستخبارات المختلفة بمعلومات مهمة وحيوية عن عناصر الجريمة المنظمة التي تنشط بين الحين والاخر مستغلة الفراغات الامنية التي تحصل هنا او هناك فضلا عن دوره الكبير في المعارك ضد داعش الارهابي وتمكنه من الاختراق المعلوماتي للتنظيم الارهابي، يعتبر هذا الجهاز احد اعمدة هيئة الحشد الشعبي واحد اذرعتها الامنية المحورية لما يتمتع به قيادة وافراد من تدريب وانضباط عالي المستوى ، كما انه يعتبر احد المثابات المهمة داخل هيئة الحشد لضبط عناصره المرتبطة بالالوية والاجهزة الحشدية بالحد الممكن وحسب متطلبات وظروف العمل ، ومايميز هذا الجهاز وعناصره انه لايتبع الى اي فصيل او كيان سياسي، استطاع هذا الجهاز الصغير باعداده والمحكم بقيادته وتدريبه وخططه بغلق اكثر من 253 مكتب وهمي في بغداد العاصمة لحد الان فضلا عن مكاتب اخرى اغلقت نفسها قبل وصول قواته اليها والتي كانت تستخدم عناوين مختلفة وبأسم هيئة الحشد الشعبي لكنها كانت تمارس اعمال ونشاطات بعضها مشبوه والبعض الاخر خارج اطار القانون وبعضها لجهات تعمل بيافطة الحشد وتتخذه غطاءا لنشاطاتها السياسية بشكل مخالف للقانون والنظام .
هذا العدد الهائل من المقرات الوهمية كان يشكل عبئا كبيرا على امن العاصمة واستقرارها ويعتبر احد اهم ابواب انتشار الجريمة والخروج عن القانون بسبب عدم قدرة القوات الامنية المختلفة على المس بهذه المقرات لاسباب معروفة للجميع طبعا لازالت هناك مقرات ومكاتب بحاجة الى معالجة وغلق ويتم العمل عليها حسب المعلومات الواردة.
المهمة الاخطر والاكثر حساسية هي ملف تجارة المخدرات والتي تصدى لها هذا الجهاز عندما توفرت له معلومات عن طريق فريقه الاستخباري وبالتنسيق مع الجهات المختصة هو القبض على 13 شخص مع امتداداتهم السرطانية داخل العراق وبمختلف المحافظات والذين يصنفون على انهم من كبار مستوردي ومصدري تجارة المخدرات في العراق بمختلف اصنافها ووضع اليد على اعداد كبيرة منها من مادة الكوكايين وملايين حبات الكرستال وغيرها كانت معدة للسوق الاستهلاكي الداخلي وايضا للتصدير ولازال البحث جاريا عن اخرين من خلال اكتشاف عدة خيوط مهمة في عالم تجارة المخدرات، الاعم الاغلب من هذه المواد المخدرة قادمة من البرازيل عن طريق لبنان مرورا بسوريا ثم العراق ومنه الى ايران ودول الخليج وبكميات اقل من تركيا عن طريق كردستان وبعضها القليل قادم من المناطق الحدودية في ايران بمايعرف مادة (الترياق) .. 
ساهم هذا الجهاز ايضا بضرب تجارة تهريب الادوية وتمكنه من السيطرة عاى مايعرف بالممرات الامنة والتي كانت يستخدمها تجار التهريب بشكل مستمر طيلة السنوات الماضية مستغلين انشغال البلاد بالحرب على داعش والمناطق الرخوة امنيا ، وهذا الملف لايقل خطورة عن القضايا المذكورة اعلاه بل لايقل خطورة عن محاربة داعش نفسها نظرا لما يحمله هذا الملف من ارتباط مباشر وحيوي بصحة الناس ومستقبلهم.
 تقديري ان كيان امني مهم ويعمل بانسيابية ونظام وانظباط عالي الوتيرة استطاع القائمين عليه بادارته وقيادته بحنكة واحتراف بعيدا عن الاجواء الملبدة داخل الجسد الحكومي المترهل والفوضوي ان يسلط الاضواء عليه ويشجع ويشكر على حجم الجهود والتضحيات التي بذلت وتبذل .
تسليط الاضواء على الاجزاء المضيئة في عمل الدولة عموما شيء مهم ومحفز فهو يشجع الادارات و العاملين والمبدعين على تقديم الافضل وان يشعروا بالدعم الشعبي والنخبوي ليقدموا المزيد،وهذا ماسأكتب عنه في سلسلة مقالات قادمة للحديث حول نصف الكأس المملوء بعدما اتخمت مواقع التواصل الاجتماعي والعقل الجمعي النخبوي والشعبي بنصف الكأس الفارغ.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=130956
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 03 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19