• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل فعل النبي داود هذا ؟؟  .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

هل فعل النبي داود هذا ؟؟ 

لعل اقسى عمليات القتل تعذيبا هي التقطيع بالمناشير أوالسحق بنوارج الحديد وتهشيم العظام بالفؤوس، ولا اعتقد أن إنسانا سويا يفعل ذلك إلا من امتلأ قلبه بالحقد الاسود واصبح جوفه وكر عقارب عمياء. ولكن أن يُنسب ذلك إلى نبي هو من افضل الانبياء في زمنه وهو المصمم الأول للدروع الحديدية التي تقي الانسان في الحرب وصاحب اعذب صوت كانت تطرب له الملائكة فيملأ حسيسها أرجاء السماء وتفقد حتى البهائم احساسها عند سماعه فتضع رؤوسها في حجر داود عندما يُرتل مزاميره.

في حقيقة الأمر هذه المقدمة كانت ضمن نقاش مع احد الموتورين من قساوستنا الذي عندما وصل الموصل ورأى ما حل بالكنائس قال : (كيف يؤمن الناس بنبي وضع السيف في يد اتباعه). فحشرت انفي بيني وبين شخص كان يستمع له وعلى ما يبدو كان على شاكلته فلم يعجبهم الأمر ولكن بما ان المتكلمة كانت امرأة يعرفونها فقد اجبروا انفسهم على الاستماع .

قلت له : هل تجد كلمة سيف في القرآن ؟ 
سكت . لأنه يعرف ان سيف لا توجد بأي شكل من الاشكال في القرآن. 
قلت : فكيف وضع محمد السيف بيد اتباعه ؟ 
قال: هل رأيتي ما حلّ بكنائسنا ؟

قلت له : ولكن الذي حررها كانوا اتباع محمد. 
قلت له هل قرأت عن أنبياء الكتاب المقدس ؟ قال : نعم لم يؤمنوا بالعنف ولم يكونوا دمويين. فقلت له هل قرأت سفر اخبار الايام ؟ قال : وما به؟

قلت له اقرأه وسوف ترى من وضع السيف بيد اتباعه لا بل من علمهم التقطيع بالمناشير وسلخ اللحم عن العظم بنوارج الحديد ، وتهشيم العظام بالفؤوس.

قال: لقد اقشعر بدني اين ذلك . فقلت له : في سفر أخبار الأيام الأول 20: 3 حيث قام داود بتخريب كل مدن بني عمون وقتل سكانها عن بكرة أبيهم بأبشع صورة فيصف سفر الاخبار ذلك فيقول : (وكان عند تمام السنة اقتاد يوآب قوة الجيش وأخرب أرض بني عمون فضرب يوآب ربة وهدمها. وأخذ داود تاج ملكهم عن رأسه، فوجد وزنه وزنة من الذهب، وفيه حجر كريم. فكان على رأس داود. وأخرج غنيمة المدينة وكانت كثيرة جدا. وأخرج الشعب الذين بها ونشرهم بمناشير ونوارج حديد وفؤوس. وهكذا صنع داود لكل مدن بني عمون. ثم رجع داود وكل الشعب إلى أورشليم).

ثم قلت له هل تعلم كم قتل النبي داود في هذه المجازر الجماعية ؟ قال : لا . قلت له حسب اقوال المؤرخين فقد قام داود بقتل (أربع ملايين إنسان يسكنون هذه المدن العظيمة من ساحل البحر الأبيض المتوسط حتى حوض البحر الميت وصولا إلى شرق سوريا ولبنان كل سكان هذه المدن نشرهم بالمناشير ، وسلخ (خرط) لحمهم عن العظام بنوارج الحديد ، ثم قام بتهشيم العظام بالفؤوس.بينما اجمع المؤرخون ومن بينهم الكثير من المستشرقين أيضا بأن كل قتلى حروب محمد وحسب روايات الطبري 1405 شخصاً، وبحسب ابن سعد في الطبقات 1274 شخصاً، وبحسب اليعقوبي 940 شخصاً، وبحسب ابن هشام 1344 شخصاً.

فقال : وماذا تقصدين بـ (نوارج الحديد)؟ قلت له : يعني وضعهم على الأرض وحرث لحمهم وعظامهم بمحاريث الزراعة ، او بعزاقات الزرع .(1)

فقام وطلب الاذن بأن الطائرة سوف تصل وانه يجب أن يذهب إلى الحمّام.

توضيحات : 
1- قال في قاموس المعاني عربي عربي في تعريف (نورج): الجمع : نوارجُ وهو حديدةُ المحراث .النُّوْرَجُ : آلةٌ يجرها ثوران أَو نحوُهما تُداس بها أَعوادُ القمح المحصود ونحوه لفصل الحَبّ من السَّنَابل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=130598
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29