• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قيمةُ الأُمَّةُ بشخصِيَّتها! مشاكلُ أَربِيل نُسخةٌ طِبقَ الأَصل عن بغداد! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

قيمةُ الأُمَّةُ بشخصِيَّتها! مشاكلُ أَربِيل نُسخةٌ طِبقَ الأَصل عن بغداد!

   ١/ إِنَّ قيمة الأُمَّة، أَيَّة أُمَّةً، بشخصيَّتها التي تبنيها بالمعنويَّات قبل الماديَّات! فالأُمَّةُ كالفردِ إِذا انهزمت نفسيّاً فلن تنفعها كلَّ الخيرات والقُدُرات التي تمتلكها فهي لا يمكنُها أَن تثبُت في خِضمِّ كلِّ هذه الصِّراعات العنيفة التي تهزُّ البشريَّة إِذا كانت مهزومةً نفسيّاً وغير واثقة بنفسِها ومشغولةٌ بمشاكلِها وتئدُ عقولها وتفرِّط بطاقاتها وتقتل شبابها وتهدِم حضارتها وتدمِّر مستقبلها لصالحِ الآخرين!.
   وبرأيي فإِنَّ قِمَّة وارسو الأَخيرة استهدفت إِنزال الهزيمة النفسيَّة وبثِّ الشكَّ في نفوس الأُمَّة ليسهل عليهم إِقناعها بمشروعِ التَّطبيع مع الكيان الصُّهيوني وكذلك بالمشروع التَّدميري [العَقَدي والفكري] الذي تقودهُ اليَوم الولايات المتَّحدة وتنفِّذهُ الرِّياض ودَولة الإِمارات وتحديداً شخص [محمَّد منشار] الذي يُنفق أَموال البترودُولار بالهَبل لتمريرِ المشروع يغطِّيه إِِعلامٌ عنصريٌّ وطائفيٌّ واسع المدى!.
   ٢/ هي مهمَّة المفكِّرين والمثقَّفين والإِعلاميِّين والباحثين أَن ينبِّهوا الأُمَّة إِلى المخاطر المُحدقة بها من خلالِ تسليطِ الضَّوء على الحقائقِ، من جانبٍ، وتقديمِ وتوضيحِ خرائطَ طريقٍ واضحة المعالِم لها لتهتدي إِلى الطَّريق السَّليم حتى لا تأخذها الأَفكار والمشاريع يَميناً ويَساراً!.
   وإِنَّ من أَعظم مهامِّ ومسؤُوليَّات كلَّ هؤُلاء هي أَن يحدِّدوا إِتِّجاهات البَوصلة بشَكلٍ سليمٍ وصحيحٍ وبشَكلٍ مُستمرٍّ ودائمٍ!.
   لقد رأَينا مؤخَّراً كيفَ حاول مُؤتمر وارسو تغيير إِتِّجاهات البَوصلة لشعوبِنا وتحديداً شعوب المنطقة وتحويل إِتجاه التحدِّي والصِّراع من تل أَبيب إِلى طهران! فعلى الرَّغمِ من أَنَّ شعوبنا واعيةٌ جدّاً لحقيقةِ والغرضِ من مثلِ هذا التَّغيير الذي تعتبرهُ نُكتةَ العام أَو [نُكتة القِرن] ومع هذا تبقى مسؤُوليَّة نُخبة الأُمَّة وعقولها تثبيت إِتِّجاهات البَوصلة حتى لا يزيغُ عنها ضِعاف العقول والنُّفوس المهزومُونَ والمُستسلمُونَ والمُستلَبون!.
   ٣/ ما يجري في أَربيل من صراعٍ على السُّلطة هو نسخةٌ طِبق الأَصل لما يجري في بغداد! والذي يعودُ جذرهُ إِلى انعدامِ الثِّقة بين الأَطراف السياسيَّة المُشاركة في العمليَّة السياسيَّة برمَّتها! من جانبٍ! ومُحاولات الجميع القفز على هَذِهِ الحقيقة بإِيجاد الذَّرائع لخداعِ أَنفسهم تارةً والظُّهور أَمام الرَّأي العام بصُوَر بهلوانيَّةٍ مُخادعةٍ أَساسها الكَذب والغشِّ والدجلِ والتَّضليلِ! وهي بعيدةٌ كلَّ البُعدِ عن الحقيقةِ والواقعِ من جهةٍ أُخرى!.
   فلقد رأَينا جميعاً مثلاً كيف أَنَّ الحزبَين الحاكمَين في أَربيل [پارتي ويَكتي] عقدُوا قبل يومَين إِجتماعات مكثَّفة إِدَّعَوا في نهايتِها أَنَّهم إِتَّفقوا على كلِّ شَيْءٍ إِذا بهم يختلفونَ اليَوم في كلِّ شَيْءٍ تحتَ قُبَّة البرلمان!.
   إِذا كانوا يتصوَّرون أَنَّ بإِمكانهم الضِّحك على ذقونهِم فذلكَ شأنهُم! ولكنَّهم واهمونَ جدّاً إِذا ظنُّوا أَنَّهم قادرُون على فعل الشَّيء نفسهُ مع الرَّأي العام وتحديداً الكُردي!.
   وإِنَّ من أَكثر ما يُثيرُ الضِّحك والإِشمئزاز في آنٍ واحدٍ هو أَنَّهم يرفضونَ في أَربيل ما يقبلونَ بهِ في بغداد! والعكس هو الصَّحيح، يقبلونَ في أَربيل ما يرفضونهُ في بغداد! طبعاً كلٌّ ومصالحهُ الحزبيَّة الضيِّقة، أَمّا المصالح العُليا للبلادِ أَو حتَّى للإِقليم فإِلى رحمةِ الله تعالى!.
   ٤/ إِنَّ تقييم جاهزيَّة قوَّاتنا المُسلَّحة وقدراتها وحاجاتها للتَّدريب والسِّلاح وغير ذلك هِيَ من مهامِّ القيادة العامَّة للقوَّات المسلَّحة ولا علاقة لأَحدٍ بذلك!.
   ينبغي على القائد العام للقوَّات المسلَّحة رئيس مجلس الوزراء تقديم تقريرٍ دوريٍّ مفصَّلٍ عن هذا الأَمر لمجلس النوَّاب ليقطعَ أَلسُنَ من هبَّ ودبَّ فلا يتحدَّثَ به أَحدٌ! ولا ننسى أَنَّ ذلك من أَسرار الأَمن القومي للبلادِ، خاصَّةً في زمنِ الحربِ كما هُوَ حالُ البلادِ الآن، لا يجوزُ الحديثُ عَنْهُ بالإِعلامِ من قِبَلِ أَيٍّ كانَ!.
   ٥/ الرَّئيس ترامب يوسِّع مشاكلهُ وصراعاتهُ مع الكونغرس للضَّغطِ عليهِ للقَبولِ بأَجنداتهِ الخاصَّة! الأَمرُ الذي سيُطيحُ بها ويتهدَّدهُ بشَكلٍ كبيرٍ خاصَّةً منذُ أَن سيطرَ الديمقراطيُّون على مجلس النوَّاب بداية العام الحالي والذين التحقَ بهم عددٌ لا بأسَ بهِ من الجمهوريِّين الذين بدأُوا يشعرونَ بخطورةِ المسار الذي يذهبُ فِيهِ ما يدفعهُم الآن للنَّأي بأَنفسهِم عَنْهُ!.  
   ٢٠ شباط ٢٠١٩
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=130491
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 02 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28