• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فوضى التَّصريحات سببها غَياب مَوقف الدَّولة! الحشد الشَّعبي طرَّز وطنيَّتهُ بالتَّضحيات! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

فوضى التَّصريحات سببها غَياب مَوقف الدَّولة! الحشد الشَّعبي طرَّز وطنيَّتهُ بالتَّضحيات!

  بغداد وموسكو بصددِ تفعيل اللَّجنة المُشتركة!
   أ/ مَن يَقُولُ أَنَّ بينَ بغداد وطهران ودمشق وبيروت قواسم مُشتركة عديدة هي التي تجعلهُم قريبين من بعضٍ إِلى حدِّ تشكيل محوَر! يُرِيدُ القول أَنَّ بين الرِّياض وتل أَبيب وواشنطن و[جماعات الإِرهاب] أَكثر من إِنسجام فكري وسياسي والذي يجعلهُم يشكِّلون مِحوراً آخر في المنطقة!.
   هذا القولُ حقائق وليس نظريَّات وهي من طبيعة المحاور والكُتل في العالم وفِي المنطقة، منذُ حِلف بغداد ولحدِّ الآن!.
   ب/ طبعاً، فإِنَّ العراق لا يسعى أَبداً لأَن يكون طرفاً في المحاور، لأَنَّها الْيَوْم، وللأَسف الشَّديد، محاور صِراعات ودماء وليست محاور تنمية وبناء وازدهار، ولذلك ترفضُ بغداد إِقحامها بالمحاور لأَنَّها لا تريدُ أَن تكونَ طرفاً في صراعٍ أَو ان تكونَ ساحةً مفتوحةً لتصفيةِ حسابات المحاور مع بعضِها!.
   ج/ الذين يطعنونَ بالحشد الشَّعبي طائفيُّون مُغرضون! فالحشد فَوْقَ الشُّبهات بعد أَن طرَّز هويَّتهُ بدماءِ الشُّهداء وتضحيات أُسرهِم الكريمة!.
   سييأَسُ من يسعى لحلِّهِ أَو تهميشهِ بعدَ أَن باتَ جُزءً لا يتجزَّء من المؤَسَّسة العسكريَّة الدُّستوريَّة!.  
   د/ أَمَّا مُحاولات البعض خلط الأُمور للطَّعن بالحشدِ كأَن يخلط بينَ ملفِّ الميليشيات أَو إِنتشار السِّلاح خارج إطار الدَّولة فهذه كلَّها مُحاولات بائسة! فما علاقة الحشد بكلِّ ذلك؟! إِنَّها مسؤُوليَّة الدَّولة التي يجب أَن تحلَّ الميليشيات الخارجة عن القانون والتي لا علاقةَ لها بالحشدِ ولا علاقةَ لها بالقوَّات المُسلَّحة والقيادة العامَّة!.
   إِنَّها مسؤُوليَّة الدَّولة التي يجب أَن تنظِّم عمليَّة حِيازة السِّلاح وتُلاحق لتُسيطر على آخر قِطعة سلاح غير مرخَّصة! خاصَّةً السِّلاح الثَّقيل الذي يُحرَّم حيازتهُ خارج إِطار الدَّولة بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكال وتحتَ أَيِّ مسمّىً!.
   هـ/ بسبب غَياب الموقف الرَّسمي إِزاء القضايا الهامَّة والحسَّاسة خاصَّةً المُثيرة للجدل، شاعت الفوضى في التَّصريحات السياسيَّة وراجَ سوقها والتي تحوَّلت بالنِّسبة للكثيرِ من السياسيِّين إِلى فُرصة لاستعراضِ العضلات وتصفية الحسابات والتَّشهير والطَّعن!.
   العراق الْيَوْم بحاجةٍ إِلى خطابِ دَولة، بيان دَولة، موقف دَولة، أَمَّا أَن تظلَّ الحكومة صامتة ليس لها متحدِّثٌ رسميٌّ يوضِّح الأُمور خاصَّةً الشَّائكة والمعقَّدة فإِنَّها بذلك تُحرِّض على الفوضى وهو شيءٌ لا يخدم البلاد ولا يصبُّ في جُهد بناء الدَّولة! فسيادة الدُّول وقوَّتها تظهر في مركزيَّة مواقفها السياسيَّة إِزاء الأحداث!.
   و/ أَلا ترَون حجم التدخُّل الخارجي [الدَّولي والإِقليمي] في مواقف العراق ومنهجيَّاتهِ وعلاقاتهِ؟! حتَّى باتُوا يتحدَّثونَ باسمهِ؟! كلُّ هذا سببهُ غياب موقف الدَّولة الواضح والقوي والموحَّد!.
   فَلَو كان العراقُ صلباً في مواقفهِ السياسيَّة واضحاً لما سمِعنا الرَّئيس ترامب يصرِّح بهذهِ الوقاحة فيما يخصُّ مهمَّة قوَّات بلادهِ في العراق!.
   ولو كانَ للعراق - الدَّولة موقفاً واضحاً وشجاعاً في الوقتِ المُناسب لما تمَّ فتح بازار التَّصريحات السياسيَّة ليستعرضَ بها السياسيُّون قُدراتهُم [الوطنيَّة] المُزيَّفة والبائِسة!.  
   ز/ تصريحات ترامب بشأن إِستخدام قوَّات بلادهِ في العراق لمُراقبة الجارة إِيران هي لإِثارة البلبلة في الدَّاخل السِّياسي العراقي ولقد نجحَ في ذَلِكَ بامتياز! إِذ تحوَّلت تصريحاتهُ إِلى كُرةٍ تتقاذفها أَفواه السياسيِّين! وإِلَّا فإِنَّ واشنطن التي لها قواعد في كلِّ دُول الجِوار الإِيراني وهي التي تُراقب طهران جواً وبراً وبحراً من البوارج والبواخر والطائرات والأَقمار الصناعيَّة، ليست بحاجةٍ إِلى قاعدةٍ إِضافيَّةٍ في العراق لأِنجازِ مُهمَّة المُراقبة!.
   لقد كان التَّصريح لإِثارة الفوضى والتَّشكيك بسيادة العراق ليسَ أَكثر وهو أَبعد ما يَكُونُ عن الحقائقِ والوقائعِ! وهوَ البهلواني المعرُوف!.  
   ح/ كما أَنَّ من حقِّ واشنطن أَن تحدِّد أَولويَّاتها في السِّياسة الخارجيَّة وبما يحمي مصالحها العُليا وأَمنها القومي، كذلكَ فإِنَّ من حقِّ طهران وأَيَّة دَولة أُخرى في المنطقة تحديد أَولويَّاتها في السِّياسة الخارجيَّة! فأَين المُشكلة إِذا قالت طهران أَنَّ أَولويَّاتها بهذا الشأن هي سوريا مثلاً؟!.
   ط/ واشنطن لن تذهب لوحدِها إِلى أَيَّةِ حربٍ مُحتملةٍ في الأَزمةِ الفنزَويليَّة!.
   ٦ شباط ٢٠١٩
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=130049
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29