• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأصدقاء والصالحين هم الأخوان لبناء الأوطان .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

الأصدقاء والصالحين هم الأخوان لبناء الأوطان

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النحل/18.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات /13 .
الأخلّاءُ يَومَئِذ بَعْضُهُم لِبَعْض عَدُوّ إلّا المتّقين) الزّخرف/ 67. )
قوله تعالى في سورة النّساء فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ (آية/ 11). وفي المائدة فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ (آية/ 30 ).
والثّاني: من القبيلة: ومنه قوله تعالى وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً (الأعراف/ 65)، وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً (الأعراف/ 73)، وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً (هود/ 84 ).
والثّالث: في الدّين والمتابعة: ومنه قوله تعالى في آل عمران فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً (آية/ 103)، وفي الحجرات إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (آية/ 10 ).
والرّابع: في المودّة والمحبّة: ومنه قوله تعالى في «الحجر» وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً (آية/ 47 ).
 
وهكذا فإنّ الحياة البشرية ألفة ومحبّة وتعاون.. ولا خير في مَن لا يألف الناس، ولا يألفونه، فمثل هذا السلوك الانطوائي والعزلة والابتعاد عن الناس يكشف في بعض جوانبه عن إحساس هذا الشخص بالنقص، وعدم الثقة بالنفس.. والمعاناة من عقد نفسية، تحول دون تكوين علاقات إنسانية ناجحة مع الآخرين المؤهّلين لهذه العلاقات الطيِّبة ...
 
التعارف من أجل التواصل المفيد واكتساب الخبرات و المعلومات ومعرفة ثقافات الشعوب وعاداتهم هذا التعارف الذي نريده وهو المشار إليه في القرآن الكريم
(وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) أريد من الجميع العمل 
إنّ الله سبحانه خالق الإنسان حبّب لإنسانيّته العلاقة الطيِّبة مع الآخرين، ولذا جاء الحثّ في المبادئ الإسلامية والتأكيد على الاُخوّة والصّداقة والتزاور بين الاُخوة والأصدقاء ..
ويدعونا الرّسول (صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم) إلى زيارة الأخوان ويعدنا الله سبحانه بالأجر والثواب الجزيل على ذلك.. جاء في الحديث النبويّ الشريف :
((ما زارَ رَجلٌ أخاً في اللهِ، شَوقاً إلى لقائِهِ، إلّا ناداهُ مَلَكٌ من خَلْف: طِبْتَ، وطابَت لكَ الجنّة))
ويدعونا الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (رضوان الله عليه وسلامه ) حفيد الرسول الأكرم وحفيد أبو بكر الصديق رضوان الله عليهم جميعاً على مواصلة الأخوان والأصدقاء فيقول 
((التواصلُ بينَ الأخوانِ في الحضرِ التّزاور، وفي السّفرِ التكاتب)). 
وعن الصادق رضوان الله عليه عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أنّه قال: ((لقاءُ الإخوان مَغْنَمٌ جسيمٌ وإن قلّوا)) 
بهذا المبدأ والله الهادي إلى سواء السبيل
إنّ الشخصية المسلمة تنطلق في تقييم العمل والسلوك من مقياس الخير والنّفع الّذي أوضحه الهادي محمّد (صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم) (خيرُ النّاس مَنْ نَفعَ النّاس )). وقال : ((مَنْ ساءَتهُ سَيِّئتهُ وسَرّتهُ حَسَنَتهُ فهوَ مُؤْمِن )). 
مَنْ ساءَتهُ سَيِّئتهُ وسَرّتهُ حَسَنَتهُ فهوَ مُؤْمِن 
وجميل هو تشخيص الإمام عليّ (عليه السلام) لقيمة الشخصية الذي جاء بقوله : ((قيمةُ المَرءِ ما يُحْسِن ))
ويا ترى كيف نسعى لاختيار الصديق والأصدقاء: 
إنّ صديقك يُعبِّر عن شخصيّتك، فعندما يعرف الناس شخصية صديقك يعرفوك، وعندما يعرفونك يعرفون شخصية صديقك.. والحكمة تقول: صديق المرأ شريكه في عقله.. فالإنسان يألف الناس الذين يماثلونه ويتقاربون معه في الأخلاق والسلوك والأفكار ..
لذلك جاء في الحديث النبوي الشريف : ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَنْ يُخالِل )). 
فالصّداقة هي التقاء نفسي وفكري يربط بين الأشخاص، ويوحِّد المشاعر والعواطف بينهم ..
والقرآن يوضِّح أنّ الاُخوة والعلاقات الأخوية التي تكون بين الأشخاص على أساس الهدى والصّلاح هي ألفة ومحبّة بين القلوب، وترابط بين المشاعر والنفوس، واعتبر هذه الاُخوّة والمحبّة، نعمة كبيرة على الإنسان ..
قال تعالى موضِّحاً هذه العلاقة :
(واذكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُم إذْ كُنْتُم أعْداءً فأ لّف بَينَ قُلُوبِكُم فأصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخواناً)(آل عمران/ 103 ).
وقال تعالى :
(لَوْ أنْفَقْتَ ما في الأرْضِ جَميعاً ما ألّفتَ بينَ قُلوبِهِم ولكنّ الله ألّفَ بَيْنهم)(الأنفال/ 63 .
 
التعارف شي جميل بحياة الإنسان على أن لا يقف هذا التعارف عند نقطه معينه مثال كالعطر الجميل عندما تشمه وتعجب به,تسعى لامتلاكه وحفظه لديك وتحتاجه متى ما أردت ليشاطرك جلساتك او مرحك.
 
هناك قانونان مهمان هما: قانون التعارف وقانون (الأفعل هو الأفعل). أحدهما وجداني (اجتماعي، والآخر عملي) عقلاني .
 
وهما قانونان نأخذهما من الآية الكريمة، ففي قوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) في ذلك تحديد لعلة الخلق والتقسيم الفئوي، وهو قانون التعارف، ثم يليه قانون الأفعل هو الأفعل . 
 
وعلة التعارف هذه تقوم على مفهوم وجداني هو شرط للمعاش البشري بما إنه جوهر البنية الاجتماعية، وفي الثقافة العربية تأسيس قوي لهذا المفهوم فالشاعر الجاهلي (المثقب العبدي) يقول : 
أكرم الجار وأرعى حقه 
إن عرفان الفتى الحق كرم 
ومثله قال الحطيئة بيته المشهور : 
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه 
لا يذهب العرف بين الله والناس 
وفيهما تأسيس دلالي على معنى التعارف حيث إن التعرف على الحق وعرفان الحقيقة الاجتماعية في التعامل الكريم مع الجار هو المعنى الأكيد الذي يطرحه الشاعر برعاية الحقوق وعرفانه بها، مثلما أن العرف - بضم العين - هو الجود وهو رابط اجتماعي له قداسة وقيمة تأصيلية تجعله خيط وصل أخلاقي بين الناس ويترقى بالصلة العليا مع رب الناس، ولقد جاء بيت الحطيئة وسط قصيدة هجاء أقذع فيها بسب الزبرقان، ولكن وسط قبح الهجاء وجد نفسه في مواجهة مع الحقيقة الكلية في قانون التعارف وجاء هذا القول الجميل من بين ركام القبح، وبذأ يتغلب قانون الحق على نسق النفي . 
 
وفي قانون التعارف بناء اجتماعي وجداني وأخلاقي، ولذا تتقدم قيم السلوك حتى يصبح الرجل المتوسم لسمو التعارف والمعرفة بمقام الرأس ويسمى عريف القوم، وكلمة العريف هنا سمة قيميه تجعل حامل هذا اللقب في مقام رمزي لأنه يحمل معاني التعارف الاجتماعي ويتمثلها . 
 
وهي من أقوى معاني السمو الاجتماعي ولذا قال شاعر هم (طريف العنبري ): 
أو كلما وردت عكاظ قبيلة 
بعثوا إلي عريفهم يتوسم 
فتوسموني إنني أنا ذاكم 
شاك سلاحي في الحوادث معلم 
 
والعريف هنا هو حامل المعرفة وعين الثقافة وممثل رمزية القيم، ومما يعطي هذه المعاني رفعة في الرمزية القيم ما ورد في التراث عن سبب تسمية (عرفة) بهذا الاسم حيث تواترت الروايات عن أنها هي المكان الذي تقابل فيه آدم مع حواء فعرفها، وهناك ابتدأت مسيرة البشرية ونشأ نسل بني آدم من لحظة تعارف أزلية وصار المكان عرفة، وصار هذا المكان ذا قدسية خاصة محجبة للمؤمنين يلبون فيه نداء ربهم وهو يوم الحج الأكبر، حيث يتجرد البشر من خطاياهم ويلبسون البياض ويتعرفون على مكامن أرواحهم وتتكشف لهم الحقيقة الذاتية بكل ما فيها من شوائب، ويسعى كل إلى تطهير ذاته في لحظة التعارف الكبرى هذه، وهناك يحدث التعارف الأكبر وفيه تتحقق صيغة القانون الثاني، وهي: الأكرم هو الأتقى، الأفعل هو الأفعل، أي أنها اللحظة والمكان الذي يصير فيه البشر على حد سواء ويكون التعارف على أقوى درجاته فالذي لا يعرف أحداً في ذلك المكان ولا يعرفه أحد يكون في حال من الضياع التام، بينما تكون المعرفة في ذلك الموقع وفي تلك اللحظة الزمنية بمثابة تكرار للحظة اللقاء الأولى بين آدم وحواء وهما الذكر والأنثى اللذان خلقنا الله منهما وقد تلاقيا بين يأس وخوف، واليأس والخوف شعور بشري عميق وشديد المعنى وهو حس يتكرر بصيغ متنوعة كلما وقف واحد من بنيهما وبناتهما في هذا المشعر العظيم وتتجلى لنا فيه القيم العميقة لمعنى التعارف في مكان التعارف الأول والأعمق الذي حمل معنى التعارف ورمزيته فصارت (عرفة ). 
التعارف - إذن - قيمة وجدانية اجتماعية صار علة لنظام الخلق وتقسيمات الناس، ولذا فإن كلمة المعروف هي من أقوى كلمات اللغة منفولية في وصف علاقات الناس بالناس، وكل ما هو خارج المعروف سيكون خارج إطار التبادل الاجتماعي ونظام العلاقات البشرية، وهو نظام دلالي عريض يشمل الجانب النفسي حيث العرف - بكسر العين - تدل على الصبر والقدرة على مكابدة الظروف بما إن ذلك تدريب تربوي على التعامل مع الحياة، مثلما تدل الكلمة على دلالات حسية جمالية، فالعرف بفتح العين هو الريح الطيبة، ويقال امرأة حسنة المعارف أي حسنة الوجه وكلمة المعارف تعني الوجوه بشكل عام، ويقولون حيا الله المعارف، أي الوجوه . 
هي كلمة مركزية في وصف علاقات البشر بالبشر وفي رسم سلوكهم الاجتماعي والوجداني ولذا صارت قانونا اجتماعياً يمثل علة بنيوية في تركيب الحياة الإنسانية وهذا ما يوضح لنا علة خلق الله لنا على شاكلة فئات وتقسيمات تحمل تسميات متعددة كالشعوب أو كالقبائل، وكل ذلك من أجل غاية تداولية هي التعارف بما يحمله من تجليات متنوعة، وهذا هو ما سميناه بقانون (التعارف ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم في حق الصديق الكثير وأذكر :
عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال: 
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : ((تبسّمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرّجل في أرض الضّلال لك صدقة، وبصرك للرّجل الرّديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشّوكة والعظم عن الطّريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة)) 
 
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأصحابه وسلّم قال: ((تفتح أبواب الجنّة يوم الاثنين، ويوم الخميس. فيغفر لكلّ عبد لا يشرك باللّه شيئا 
إلّا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: انظروا هذين حتّى يصطلحا. انظروا هذين حتّى يصطلحا 
ـ انتظروا هذين حتّى يصطلحا ـ
وقال الإمام علي أبن أبي طالب الكثير في الصديق في خطبه وحثه على التعارف والصداقة :
أحذر عدوك مرة ومن صديقك ألف مرة، لعله أدرى بالمضرة .
اصحب من لا تراه إلا وكأنه لا غنى به عنك, وإن أسأت إليه أحسن إليك وكأنه المسيء . 
إخوان هذا الزمان جواسيس العيوب . 
أختر من كل شي جديده, ومن الإخوان أقدمهم . 
إذا صادقت إنساناً وجب عليك أن تكون صديق صديقه, وليس يجب عليك أن تكون عدو عدوه, لأن هذا إنما يجب على خادمه وليس يجب على مماثل له .
أبذل لصديقك كل المودة ولا تبذل له كل الطمأنينة, وأعطه من نفسك كل المواساة, ولا تفض إليه بكل أسرارك . 
قال الإمام علي عليه السلام: الصديق نسيب الروح، والأخ نسيب الجسم 
وقال عليه السلام: صديقك من نهاك، وعدوك من أغراك. 
وقال عليه السلام: لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته. 
وقال عليه السلام: اصحبوا من يذكر إحسانكم إليه وينسى أياديه عندكم 
وقال عليه السلام: جزعك في مصيبة صديقك احسن من صبرك، وصبرك في مصيبتك احسن من جزعك. 
وقال عليه السلام: أصدقاؤك ثلاثة، وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك: صديقك، وصديق صديقك، وعدو عدوك. وأعداؤك: عدوك، وعدو صديقك، وصديق عدوك. 
وقال عليه السلام: لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك. 
وقال عليه السلام: إذا غشك صديقك فاجعله مع عدوك. 
وقال عليه السلام: اعجز الناس من قصر في طلب الصديق، واعجز منه من وجده فضيعه . 
إذا غشك صديقك فأجعله مع عدوك . 
أُخوان الصدق زينة في السراء, وعدة في الضراء . 
الأصدقاء نفس واحدة في جسوم متفرقة . 
إذا شككت في مودة إنسان فأسال قلبك عنه . 
اتقوا من تبغضه قلوبكم . 
إذا كثرت ذنوب الصديق قل السرور به . 
إذا وثقت بمودة أخيك فلا تبال متى لقيته ولقيك . 
أبذل لصديقك كل المودة ولا تبذل له كل الطمأنينة, وأعطه من نفسك كل المواساة, ولا تفض إليه بكل أسرارك . 
أبذل لصديقك مالك, ولمعرفتك رفدك ومحضرك, وللعامة بشرك وتحننك, ولعدوك عدلك وإنصافك, وأضنن بدينك وعرضك عن كل أحد .
الناس سفراً من كان في طلب صديق يرضاه . 
أجتنب مصاحبة الكذاب, فأن اُضطررت إليه فلا تصدقه, ولا تعلمه أنك تكذبه, فأنه ينتقل عن ودك, ولا ينتقل عن طبعه . 
إذا أردت أن تصادق رجلاً فأنظر من عدوه . 
آخ الأْكْفاءَ وداوه الأعداء . 
أخوك من صَدَقك لا من صدّقك . 
خير الإخوان أقدمهم . 
إذا صُنْتَ المودة كان باطنها أحسن من ظاهرها . 
إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه .
ويجب أن نكون أحبة في الله وأخوة حقيقيين لبناء أسس الحياة للتربية العقائدية لبناء الوطن والله خير ما أنعم لقوله تعالى :\" وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا\". وخصوصاً نعم التعارف والإخاء لقوله تعالى : \" وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ\"
ونعم ما قال محب لإمام علي عليه السلام :
إذا المرء لا يرعاك ألا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التاسفا
ففي الناس إبدال وفي الترك راحة
في القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن حسن الوداد طبيعة
فلا خير في خل يأتي تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويأتي الخيانة من بعد الوفا 
سلام على الدنيا أن لم يكن بها
صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعد منصفا
 
قال ابن حجر في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ يعني في التّوادّ وشمول الدّعوة .
وقد آخى النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وأصحابه وسلّم بين الأعلى والأدنى ليرتفق الأدنى بالأعلى ويستعين الأعلى بالأدنى .
وبهذا تظهر مؤاخاته صلّى اللّه عليه وآله وأصحابه وسلّم لعليّ لأنّه هو الّذي كان يقوم به من عهد الصّبا من قبل البعثة واستمرّ. وكذا مؤاخاة حمزة وزيد بن حارثة لأنّ زيدا مولاهم ـــــ الفتح (7/ 318).
وقال الكفويّ: الأخ: كلّ من جمعك وإيّاه صلب أو بطن والأخوة تستعمل في النّسب والمشابهة والمشاركة في شيء. وقال المناويّ: الأخ هو الناشئ مع أخيه من منشأ واحد على السّواء بوجه ما .
وقال الإمام الصادق رضوان الله عليه وسلامه \" ((تَبَسُّم المُؤمِن في وَجْهِ المُؤمِن حَسَنة)). 
وقال الإمام الباقر : ((البِشْر الحَسَن، وطلاقةُ الوجهِ مَكْسَبةٌ للمحبّة، وقُرْبَةٌ مِنَ الله عزّ وجلّ. وعَبَس الوجه، وسوء البِشْر مَكْسَبةٌ للمَقْت، وبُعْد مِنَ الله)).
ويهدينا الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى كيفيّة التعامل مع الناس لكسبهم والنجاح في التعامل معهم بقوله :
((إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه، وحُسن البِشْر )) 
ولكي يشيع حُسن التعامل مع الناس، وتنتشر المحبّة والسرور، يدعو الرّسول (صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم) للناس الذين يظهر عليهم طلاقة الوجه، وسهولة التعامل فيقول: «رحمَ الله كلّ سهل طليق )).
ومن أسباب النجاح في كسب الأخوان والأصدقاء، وحُسن العلاقة مع الناس هو الكلمة الطيِّبة.. ويوضِّح لنا الرّسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم) أهميّة الكلمة الطيِّبة في تكوين العلاقات الإنسانية، يوضِّح ذلك بقوله: ((الكلمة الطيِّبة صَدَقة)).
وإذا كنّا نطلب من الصّديق أن يتقبّل منّا العتاب والنّقد البنّاء، فعلينا أن نتقبّل منه العتاب والنّقد البنّاء. وأن تتّسع قلوبنا وعقولنا لقبول ذلك، فإنّ الإنسان يُخطئ، والنّقد البنّاء يُساهم في حذف الأخطاء، وتقويم الإنسان .ويداً بيد لشد أواصر الأخوة وزرع الصفاء والأخوة لبناء الأوطان ورفع الحواجز في الإخاء والتعاون لحياة أفضل ولتعاون لمساعدة الأرامل والأيتام والمعوقين وكسر شوكة كل متربص لإرهابنا والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
أخوكم المحب المربي
behbahani@t-online.de



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12967
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20