• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : المراسلون الحربيون العراقيون - الشهيدة رنا العجيلي- الحلقة السادسة .
                          • الكاتب : جواد كاظم الخالصي .

المراسلون الحربيون العراقيون - الشهيدة رنا العجيلي- الحلقة السادسة

طرزت الرمال جراحها التي نزفت في لحطات الوداع وهي تسابق ملك الموت الذي ينتزع روحها ساعة سقطت على ارض المعركة بشرف وعزة لا يمتلكها الكثير من ادعياء السياسة الذين ارتضوا ان يبيعوا وطنا تغفوا فيه عيون المستقتلين في الدفاع عنه .

تركت خلفها حياة وحيوية وقطعا من جسدها الذي تهاوى وصوتها يلهج عاليا أياوطني باعوك تجار السياسة وناهبي أبناء جلدتهم وسلموك لأراذل البشر وحثالة المجتمعات ممن يُمعنوا ويغوروا في مفردة قتل الأبرياء انهم يحملون الضلالة ويبيعون شرفهم ودينهم وارتضوا ان يكونوا جَزَّارين ذباحين لمن يصرخ معه خمسة أوقات الصلاة وهو يقول ان لا اله الا الله الواحد الأحد الفرد الصمد.

انها الشهيدة رنا العجيلي رحمها الله التي آلت على نفسها الا ان تقوم بواجباتها في تلك المهمة الصعبة التي لا يقوى عليها الكثير من الرجال لتخوض حربا وجودية الى جانب القوات الأمنية ضد عناصر التنظيم الإرهابي داعش من خلال المايكروفون بصوتها الهادر لتؤدي دورها المهني الاعلامي وتوصل الحقيقة الدامغة من ارض المعركة وبشكل حيّ كي تُظهر للعالم خواء هذا التنظيم الاجرامي ومن يقف خلفه من دول ومنظمات متطرفة لا تمتلك حتى الضمير الإنساني سوى بعض المال المسروق من خزائن شعوبهم .

تحركت خطى الشهيدة رنا على حذر خوفا من أن يضيع وطن بحجم الدنيا ترعرعت فيه يوما بعد يومٍ وعاما بعد عامٍ رأت فيه طفولتها حتى أصبحت أُماً تحنو على اطفالها الخمسة الصغار الذين تركتهم في هذا الدنيا الواسعة وهم يتحسرون على حضن دافئ كان لحقبة من الزمن يحتضنهم ، ولخوفها بأن يفقد اولاد العراق احضان امهاتهم هرولت سريعا لترفع الى العالم اجمع مأساة بلدها وما يتعرض له من ظلم الاٍرهاب عبر مرافقتها القوات الامنية بكل صنوفها دون ان تمثل قناة فضائية وتعمل لاجلها وانما عملت من اجل إيصال الحقيقة بتقاريرها التي كانت تعتمدها في إبراز قدرتها الاعلامية حيث كانت تراجع للعمل في القنوات الفضائية والجميع أغلق ابوابه بوجهها الى ان اضطرت لجعل جبهات المعارك الملتهبة مصدراً لرزقها فكانت تذهب مع مواكب الدعم اللجوستي وتبحث عن المؤتمرات التي يمنحون فيها ما يسموه (الچكة) أي الاكرامية التي تقدمها المؤتمرات الصحفية المعقودة من قبل جهة هنا او هناك بما يقارب 25-50 الف دينار عراقي الى ان قام احد القياديين الميدانين باعطاءها فرصة العمل بإعلام لواء علي الأكبر التابع لهيئة الحشد الشعبي.

واستمرت في عملها في هذا اللواء مدة 3 أشهر والتي كانت هي الحلقة الاخيرة من مراحل حياتها الكادحة الحافلة بالإخلاص للوطن ولشعبها واهلها وناسها مدافعة عن الطفولة والمرأة وكبير السن وعن الحياة بكل معانيها حتى استشهدت وقدمت روحها من اجل الارض والعِرْض لتترك خلفها خمسة من الأطفال الأيتام مع زوج فُرِضَ عليه تحمّل الحياة معهم دون وجودها والشعور بمكانها الدافئ لابنائها الخمسة..

كانت رنا من النوع الذي يتأثر ببعض الشخصيات على مستوى الاعلام والعمل الصحفي والتأثر كذلك ببعض الشخصيات العامة على ساحة المواجهة لتكون لها عامل اندفاع نحو تقديم ما هو افضل على مستوى ساحة الاعلام .

رحمها الله كانت حكاية امرأة عراقية غرزت اقدامها في حب الوطن والانتماء اليه وأنعشت روحها من حبه ليخرج عبر صوتها اناشيد عالية الصوت مجلجلة أسماع الداخل والخارج لتقول للعالم نحن ابناء الحضارة ولعة المبدأ والاصرار على الوقوف لن ننحني امام الارهاب ومن يموله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=129666
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 01 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18