• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقفة مع اهمية تسبيح السيدة الزهراء... .
                          • الكاتب : عبدالاله الشبيبي .

وقفة مع اهمية تسبيح السيدة الزهراء...

إذا تفحصنا القرآن الكريم نجد زخماً كبير من الآيات المباركة تصل العشرات تؤكد على مسألة التسبيح ومنها: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)، (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)، (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى).
إذن رحلة التسبيح في القرآن الكريم عظيمة وكبيرة جداً كل ذلك ليكون إيمان الإنسان عبر التسبيح في القرآن الكريم عظيمة وكبيرة جداً كل ذلك ليكون إيمان الإنسان عبر التسبيح أعظم وأفضل ما يكون عليه الإيمان.
فالقرآن الكريم قال ان الكل يسبح ولكن لا نعرف نحن القاصرون عن إدراك الكثير من الحقائق التي تخصنا نحن كبشر في حياتنا، وإلا فالكل يسبح ولكن نحن لا نعرف لغة هذا التسبيح الذي يخص الكائنات الأخرى سواء النباتية أو الحيوانية أو الجمادية أو الأفلاك المتحركة، فإن لهذه الوجودات لغات خارجة عن تصوراتنا وعن حدود معرفتنا، وليس لنا القابلية في معرفة هوية هذا التسبيح الخاص بها، إلا من وفقه الله تعالى في مجاهدة نفسه ووصل إلى مرحلة الكشف والشهود لكثير من الحقائق الكونية.
وبعد أن وقفنا بعض الشيء مع معالم التسبيح في القرآن الكريم نأتي الآن إلى نورانية تسبيح فاطمة عليها السلام الذي يعتبر من الشعائر الدينية لدى الشيعة والسنّة والذي يعتزون به كأفضل الأعمال عقيب الصلاة المفروضة. المصدر: الاسرار الفاطمية، المسعودي، ص107.
وعليه فان تسبيح السيدة الزهراء "سلام الله عليها" يعتبر من أفضل تعقيبات الصلاة، ويستحسن المداومة عليه بعد الصلاة الواجبة وقبيل النوم وقبل زيارة الأئمة المعصومين عليهم السلام، وكذا يستحسن الاجتناب عن تركه والمسامحة فيه ولا شك في لزوم الخشوع عند إتيانه، لأن الأحاديث متواترة في فضيلته وعلو شأنه.
وهو هدية النبي (ص) إلى ابنته فاطمة (ع)، وهديتها إلى محبيها إلى يوم القيامة.. فلولا مراجعتها للنبي (ص) وحاجتها للخادمة، وعدم تلبية طلبها، وتعويضها بهذه الهدية؛ لما استمتعنا بهذه التسبيحات.
ويذكر السيد اليزدي صاحب كتاب العروة الوثقى، أنه من الممكن أن يقرأ الإنسان تسبيحات الزهراء (ع) في كل وقت؛ فالأمر ليس محصوراً على الصلوات الواجبة أو المستحبة.. وروي عن الإمام الباقر (ع): ما عُبد اللَّه بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة، ولو كان شيء أفضل منه لنحلهُ رسول اللَّه فاطمة.
وهو الاشتغال بعد الفراغ من الصلاة بالذكر والدعاء ومنه ان يكبر ثلاثاً بعد السليم، رافعاً يديه، ومنه وهو افضله تسبيح الزهراء، وهو التكبير اربعاً وثلاثين مرة، ثم الحمد ثلاثاً وثلاثين، ثم التسبيح ثلاثاً وثلاثين. 
وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام وكلمه فلم يسمع كلام أبي عبد الله عليه السلام وشكا إليه ثقلاً في أذنيه فقال له ما يمنعك وأين أنت من تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فقلت له جعلت فداك وما تسبيح فاطمة قال تكبر الله أربعاً وثلاثين وتحمد الله ثلاثا وثلاثين وتسبح الله ثلاثا وثلاثين تمام المائة قال فما فعلت ذلك إلا يسيراً حتى أذهب عني ما كنت أجده.
أقول إذا عرفت اختلاف الأخبار فلنعد إلى بيان الجمع بينها وأقوال أصحابنا والمخالفين في ذلك، فاعلم أنه لا خلاف بين الأمة في أصل استحبابه وإنما الخلاف في ترتيبه وكيفيته. 
قال العلامة في المنتهى أفضل الأذكار كلها تسبيح الزهراء عليها السلام وقد أجمع أهل العلم كافة على استحبابه. 
فالمخالفون بعضهم على أنها تسع وتسعون بتساوي التسبيحات الثلاث وتقديم التسبيح ثم التحميد ثم التكبير وبعضهم على أنها مائة بالترتيب المذكور وزيادة واحدة في التكبيرات ولا خلاف بيننا في أنها مائة، وفي تقديم التكبير. وإنما الخلاف في أن التحميد مقدم على التسبيح أو بالعكس، والأول أشهر وأقوى.
وقال في المختلف: المشهور تقديم التكبير ثم التحميد ثم التسبيح ذكره الشيخ في النهاية والمبسوط والمفيد في المقنعة وسلار، وابن البراج، وابن إدريس. المصدر: مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج12، ص298. 
ثواب تسبيح السيدة الزهراء سلام الله عليها كما ورد في الروايات المعتبرة نذكر منها:
1- الذكر الكثير، روي عن الصادق (ع) في فضيلة تسبيح فاطمة عليها السلام قبل النوم: من بات على تسبيح فاطمة عليها السلام كان من الذاكرين للَّه كثيراً والذاكرات.
2- سبيل إلى الجنة، إن من امتيازات هذا التسبيحات أنها مرتبطة بالكوثر، يقول تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}، والمصداق الأتم لهذه الآية هو فاطمة، وتسبيح فاطمة سبيل إلى الجنة، عن الإمام الصادق (ع): من سبّح تسبيح فاطمة في دبر المكتوبة، من قبل أن يبسط رجليه؛ أوجب الله له الجنة.
3- أفضل من ألف ركعة.. قال الصادق (ع): تسبيح الزهراء فاطمة عليها السلام في دبر كلّ صلاةٍ، أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم. هل المعنى أن الذي يسبح كل يوم، كأنه صلى ألف ركعة؟.. أم أن هناك احتمالا آخر: أي من سبح أعطي كل يوم ثواب ألف ركعة؟.. أي كل تسبيحة أحب من ألف ركعة!..
4- رضا الرحمن.. قال الباقر (ع): من سبّح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم استغفر، غُفر له.. وهي مائة باللسان، وألف في الميزان، ويطرد الشيطان، ويرضي الرحمن.
5- المغفرة.. روي عن الإمام الصادق (ع): مَن سبّح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام قبل أن يُثني رجليه من صلاة الفريضة؛ غفر الله له.. وليبدأ بالتكبير.
6- يثقل الميزان.. فقد روي عن الصادق (ع) أنه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): التسبيح نصف الميزان، والحمد للَّه يملأ الميزان، واللَّه أكبر يملأ ما بين السماء والأرض.
وهنا نسأل ما هو سر الأعداد في التسبيحات؟:
يجيب العلامة حبيب الكاظمي على هذا التساؤل بالقول التالي: لو أن هناك كنزاً في مكان ما، ولكي يصل إليه الإنسان، يجب أن يتقدم إلى الأمام ثلاثين خطوة، ثم يميناً عشرين خطوة، ثم يساراً عشر خطوات.. فهل يصل إليه إذا خالف هذه الأعداد؟.. 
وكذلك فإن هذه الأعداد مرسومة ومحسوبة في كل الموارد، والذي يخالف يفوته الكنز.. قال الصادق(ع): اعلموا أن أسماء اللَّه كنوز، والأعداد ذراعها.. إذا قصر الذراع لم يصل إلى الأرض، وإذا طال الذراع دخل في الأرض.
فإذن، يجب المحافظة على العدد، وعدم الزيادة والنقصان فيها.. والعمل بها، وبالأدعية المأثورة؛ ليستفاد منها الاستفادة المطلوبة.. ولكن بشرط عدم ابتداع الأدعية، كمن سمع دعاء في المنام، فيوصي الآخرين به، ويهدد بأن من لم يعمل به، يحدث له كذا وكذا!.. فهذا ليس من الدين في شيء، وقد يخالفون ــ أحيانا ــ حكماً شرعياً، مثلاً: يكتبون هذه التوصيات على قرآن في المسجد.. فهو بأي حق تصرف بمال وقفي، وكتب عليه هذه الأباطيل؟.. إن هذه الأمور من دواعي الجهل، فإيانا أن نجعلها باسم الدين!.. المصدر: شبكة السراج في الطريق إلى الله.
كما وان قصة التسبيح هي، عن دعائم الإسلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أرسل بعض ملوك العجم عبيداً إلى رسول الله(ص) وقلت لفاطمة عليها السلام اذهبي إلى رسول الله واسأليه أن يعطينا خادماً ليساعدك في أعمال المنزل فذهبت فاطمة عليها السلام إلى الرسول، فقال رسول الله: 
يا فاطمة أعطيك ما هو خير لك من خادم، ومن الدنيا بما فيها: تكبرين الله بعد كل صلاة أربعاً وثلاثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين تحميده، وتسبحين الله ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، ثم تختمين ذلك بـ (لا إله إلا الله)، وذلك خير لك من الذي أردتِ ومن الدنيا وما فيها، فلزمت صلوات الله عليها هذا التسبيح بعد كل صلاة، ونُسب إليها، ولهذا يقال تسبيح فاطمة او تسبيح الزهراء.
فاتخذت فاطمة عليها السلام سبحة وهي خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات فكانت تديرها بيدها عليها السلام بتكبير وتحميد وتسبيح ، الى ان قتل حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين عليه السلام عدل بالأمر إليه فاستعملوا لما فيها من الفضائل والمزية.
وقد تضمن الإعلان بتنزيه الله سبحانه عن كل تعب، ونقص، وحاجة، وفقر وجهل. فهو سبحانه الكمال المطلق.. وهذا يعطي للمسبح شعوراً بكمال الله سبحانه المطلق، وبقدراته، وغناه، وعلمه.
ثم إنه لابد لهذا المسبح من أن يتذكر حاجته إليه سبحانه، ونقصه بدونه، وفقره، وتعبه، وجهله.. وسيتضاءل أمام عظمته تعالى.. وسيعطيه ذلك المزيد من الخشوع والسمو الروحي. 
ولابد لنا من التذكير هنا بأننا لا يمكن أن نتصور الزهراء عليها السلام. إلا مدركة لذلك كله قبل طلبها وبعده، ولكنها عليها السلام قد أرادت للناس أن يعوا ما وعته، وأن يدركوا ما أدركته، فكان لابد لها من أن تعلن بالطلب من الله سبحانه.. ثم أن يجيب الله طلبها.. ويخلّد ذلك إلى يوم القيامة، ليكون ذلك هو البيان الشافي والكافي من الله سبحانه، ورسوله (ص) وتكون الزهراء، معلمة وهادية للبشرية، وسبيلاً إلى الله سبحانه. المصدر: أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة، السيد جعفر مرتضى العاملي، ج2، ص117.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=129516
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 01 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16