• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : من يأتيني بقميص اللقاء ؟ .
                          • الكاتب : احمد الخالدي .

من يأتيني بقميص اللقاء ؟

ملاحظة// أنا كاتب القصة ولست بطلها..

رغم انني لم اعرفها الا منذ ايام قليلة الا أنني تعلقت بها أشد التعلق فهي طيبة الى ابعد الحدود وشفافة الى درجة يصعب تصديقها , تلك هي صديقتي الغائبة الحاضرة , صاحبة ارق احساس واطيب قلب وأترف عاطفة , كم كنت فرحة بمعرفتي بمثل هذا الكيان الملائكي وكم ملأت من فراغ حياتي حتى بتّ استبعد فكرة افتراقنا لقد كانت صنواً لنفسي وتوأماً لروحي ولشدّما رأيت مافي قلبي قد ارتسم صورة من بنات افكارها , كانت بارعة في رسم الصور ولكن ليست ككل الرسامين فهي محترفة في رسم الاحاسيس وفنانة في تجسيد الاخيلة , تملأ بنسيم كلماتها رئة الصبح اذا تنفس وتعزف بنغم تغريد حروفها آذان الكون فيرتد صدى سمفونياتها عذباً يداعب الوجدان , هي من صنف الملائكة بالتأكيد فهي تلامس بمناجاتها الروح وإن لم يكن لحضورها كيان متجسد , وتفتح بمقدمها نوافذ الفرح دونما أن تمس أصابعها شيئاً , قلت لنفسي مرة : لا أقدر أن اتصور أن تبتعد عني ولا أتخيل أن ينعب غراب الفراق في فضائي , ولم أعرف ان سمائي ستتلبد بغيوم الفراق , ما جعلني أحزن هو تلك السرعة العجيبة التي تركتني فيها بين انين في الروح وبكاء ينتابني كلما ذكرتها ..
قلت لصديق لي كان شاهداً على محبتي لها : كيف لي أن أجدها وهل تتوقع أن تعود من منفى ذكرياتها لتحلق بأجنحة الفرح فتغمر بها روحي ؟؟
قال : أنا على ثقة من ذلك فما بينكما محبة وهي هبة من الله , ألم يقل الله تعالى : (وألقيت عليك محبة مني ) والله سبحانه اذا وهب لايمكن أن يسلب ما وهبه ..
قلت : فما عساي أصنع ؟
قال : أنتظريها وناجي الله أن يحرسها بعينه التي لا تنام , فقد تحتاج الى دعائك اكثر من بكائك
قلت : ولكن انا لا استطيع الصبر , ودموعي لا تطيعني وتهرب من سلطة عيني فتجعلني أغتم أكثر .
قال : روحها لا تستطيع أن تعيش بعيداً عن أرواح ألفتها وسرعان ما ترجع ..
قلت : أريد أن أكتب لها رسالة والقيها في البحر عسى أن تقع بيدها فتقرأها ..
قال : أكتبي لها فلعل أجنحة الشوق تستنسخ ما تكتبين فتطير بها الى سمائها فتقرأ فيها لهفتك لعودتها ..
قلت : ماذا أكتب لها , وأنا لا أحسن التعبير عما يعتلج في صدري من الم فراقها ؟
قال : قولي لها ( لا تبتعدي كثيرا ًعن الشاطىء فأمواج البحر لا تعترف ببراءة الراكبين على أكتافها , الحب كالبحر أعماقه غير مأمونة , لا تبحري دون شراع , ولا تتوسطي الموج العاتي , فالغرق نتيجة حتمية لمن لا يعرف السباحة , عودي الى شاطئك وأنتظري مركب الثقة , يحملك بين ذراعيه كطفلة مدللة , عودي فدعواتي لك كأعواد البخور التي تحتضنك بدخانها كي تحصنك من عيون الحاسدين , عودي فما زال جمر الشوق اليك يحرق مهجنا , ومازلنا ننتظر البشير يحمل ريح قميص اللقاء من جديد ) ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=129488
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 01 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20