• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من هي بغداد؟ بغداد ودبي​​​​​​​ .
                          • الكاتب : رحيم الشاهر .

من هي بغداد؟ بغداد ودبي​​​​​​​

ظهر زميلنا المشجع الرياضي المتألق مهدي 00 بمقطع فديو ، وهو يشيد بالنهضة العمرانية والحضارية لدولة الإمارات العربية المتحدة إشادة تشم منها عبارات التعجب والتمني لبغداد أن تصبح مثل دبي ، ويالها من مفارقة عجيبة بغداد بحجمها ، وبكل موروث حضارتها ماضيا وحاضرا قريبا صارت تتمنى ان تضاهي دبي ، فهل تعقل مثل هذه المفارقة؟ بغداد كانت حتى زمن قريب امنية لإخواننا الخليجيين ان تكون عندهم لؤلؤة مثل بغداد، والوقائع والشواهد التي توثق هذه المفارقة محفوظة في الذاكرة يتحدث بها الجميع، كان كل قادة امة العرب ، ومعظم قادة بلدان العالم الثالث في مطلع الستينات والسبعينات والثمانينات ، يتطلعون الى لؤلؤة عندهم مثل بغداد ، فما الذي حدث يابغداد؟ بغداد عثرت ، وكبت على وجهها ، ونالت كل الطعنات من الأخوان والجيران والولدان ، فكيف تحافظ على شبابها العمراني والحضاري؟!

بغداد دفعت ثمن ان يقيم العالم كل مآسيه على رياضها السماوية حسدا ونكدا ، فكانت النتيجة ان تشيب وتتراجع وتتقدم ضائعات المدن والعواصم الأخرى!

بغداد غفت ثم استيقظت على وقع  جزمات المغول المشؤومة ، وهم يجوبون شوارعها بحثا عن صانع مجدها الأزلي!، فدخل المغول على بغداد على حين غرة من براءتها، وفتح خلفه الأبواب لكل أجناس التتر وحفاتهم !

بغداد في قامتها لاتُضاهى بأية مدينة خليجية او إقليمية ، فليس المعيار ان تقارن بغيرها وهي نائمة ، او مريضة ، او محتضرة ، او محتلة ، او مختطفة!

بغداد تأبى ان تقارن الا بمثيلاتها من قامات المجد ، فلماذا صار يتغافل عن هذه الحقيقة حتى (أبناؤها) بغداد في الوقت الذي كانت فيه بعض المدن لاتعرف أين هي من الخريطة ، كانت هي كل الخريطة ، فكيف يقاس المجهول بالمعلوم ، والمألوف باللامألوف؟!

بغداد مدينتي ،  ودبي مدينتي ، لكن بغداد ام الفضل ودبي بنته!

لقد كان زايد رحمه الله تعالى صانع دبي الحديثة ، ولكن بغداد صانعها مجد القرون 0 ان العقل العراقي ، اذا قيس بقدراته الكامنه والفردية ، فلا يوجد عقل يضاهيه : في عقل القلم ( هو نون والقلم وما يسطرون) وفي عقل المسحاة( والأرض مكناها) ،والمعول ، والورشة ، والكتابة والفن والأدب وو 00 الخ في كل ذلك هو أفضل  من غيره ، لكن الهجمة أشرس ، والطوفان انحس ، والجراد والقمل والضفادع أتعس!فتحولت بغداد الى مدينة طاردة للعقول بعد ان كانت منتجة لها ، ان العقل الوحيد في العالم الذي يعمل ثنائيا وأحاديا ، هو العقل العراقي، لكنه لم يجد من يرعاه وينصفه، ان بغداد العملاقة ، لاترضى بطارئات المدن ان تكون ندا لها، بغداد العملاقة منذ تاريخها وهي تقارع  الظلمة والغزاة ، مرة تكبو ، ومرة تقوم ، فلا تقارن بما  كبت عليه ، قارنوها إذا نهضت ، وسنرى من هي بغداد!

 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=129443
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 01 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28