• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : لـستَ ميتا ً فأعذرك .. ولا حيّا ً فأعاتبك .
                          • الكاتب : يحيى السماوي .

لـستَ ميتا ً فأعذرك .. ولا حيّا ً فأعاتبك

 
( الى روح أخي وصديقي الأديب الفقيد خزعل طاهر المفرجي )
 عـلام اسـتعـجـلـتَ الـصّعـودَ
إلى الـفـردوس ؟
الـجـنـة ُ مـلـيـئـة ٌ بالـقـصـور الـشـاغـرة ..
والـحُـورُ الـعِـيـنُ أكـثـرُ مـن أشـجـارِهـا ..
وأنـهـارُ الـلـبـنِ عـصِـيّـة ٌ عـلـى الـنـضـوب ..
ودواتُـكَ ماتـزالُ مُـمـتـلِـئـة ً بـالـمِـدادِ
لا مـلـجأ أيـتـام ٍ لأوراقِـك الـبـيـضـاء
فـمَنْ يُـمَـشِّـط ُ جـدائـلَ سـطورِهـا بـعـدك ؟
لـمـاذا اســتـعـجـلـتَ الـصـعـودَ يـاصـديـقـي ؟
وحدهـا جهـنـمُ   طلبتْ من الله الـمـزيـدَ مـن الـحـطـبِ والـنـفـط
للـمـارقـيـن الـذيـن اســتـوردوا  لـنـا :
الطحـيـنَ الـمـخـلـوط َ بـنـشـارةِ الـخـشـب ..
والـتـبغَ الـمـخـلـوط َ بـروثِ الـبـقـر ..
وحلـيـبَ الأطـفـالِ الـمـخـلـوطَ  بـالـنـشـأ  ..
الـذيـن مـلأوا :
بـطـونـنـا بـالـقـرقـرة ِ ..
و الـشـوارع بالمـفخّخـات ..
والأفـقَ بـالـشـعـارات ..
والـمـقـاهـي بـالـعـاطـلـيـن عـن الـعـمـل ..
وقصورَ  الخلافةِ بـالصيارفـة ..
وبـنـوك أوربـا  بدولارتـهـم !

أم تـراكَ نـسـيـتَ موعـدَنـا ياصديـقي ؟*
ماعهـدتـك تخـلـفُ وعـدا ً ..
المـشحـوفُ مابـرح يـنـتظـر ..
والكـسـريّـة " مكـسـورة الخاطـر " ..
فـمـنْ ســيـدلـني على " الـيـشـن " الـسـومـريّ
لو طـرقـتُ " هـورَ الحويـزة "
إنْ تـدثّـرْتَ بالـتـراب  ؟
ونـخـلـةُ الـلـهِ فـي بـسـتـانِ عـيـنـيّ
مـنْ   سـيـأتـيـهـا بـ " الـخِـرَّيـط "
لـو تـوحَّـمَـتْ بـالـفـسـيـلـة ؟

إخلع كـفـنـك فـ "أتـونـابـشـتـمْ "
نـسـجَ لك قـمـيـصـا ً من العـشـب
وسـريـرا ً من قصبِ  الـبـرديّ ..

لـسـتَ مـيـتـا ً  فأعـذرك ..
ولا حـيّـا ً  فأعـاتـبـك ..

**
لـو لـم تـكـن جـبـلا ً
لما تـوسّـدتِ الغـيومُ الـبـيـضاءُ رأسَـك
ولما انـسـابـتِ الجـداولُ
رقـراقـةً من بـيـن أصابعـك
فـاهـبطْ مـن فـردوسِـك إلـى جـحـيـمـي  ولـو لـحـظـات ..
لـحـظـات فـحـسـب
تـصـفـحُ فـيـهـا  عـن أبـجـديـتـي  !
ألـيس جحودا ً  مـن أبجديتي
أنْ تـنـتـظـرَ غـيابَـك لـتهـيـل على سطورهـا
 تـرابَ الـكـلـمـات ؟

**

أدري أنـك لـن تـتـألـمَ بعـد الـيـوم ..
لـن يـفـزعـك دويّ الإنـفجـارات ..
ولـن تـسـتـحي مـن  الـقـادة الـزُّور
في وطـن ٍ
 أضحى مِكـبّـا ً  لـلـنـفايات الـبـشـريّـة .. !!
لـن تـسمـع بعـد الـيـوم أخـبـارَ " جُهـيـنـة َ "
عـمّـا يـحـدث بـيـن الـدّهـالـيـز
فـي الـوطـن الـمـعـروض للإيـجـار ..
ولـن تضطـرَّ  لـدفع الـرّشـى
للحصول على راتـبـك الـتقـاعـديّ ..
وربما
لـن تضطـرّ  مـثـلـي
لـحـمـل هـويّـتـيـن مُـزوَّرَتـيـن
حـيـن تـتـجـوّلُ
في " درابـيـن " الـوطن .. !
هـنـيـئـا ً لـرأسِـك
فـالـمُـسـدّسـات كـاتِـمـةُ الـصـوتِ
لـن تـصِـلـهُ  بـعـد الـيـوم !
**
لم تـكـن لـكَ  لِـحيـةٌ  مُـسـتعـارة ..
وجـبـيـنـك لم يكن مـوشـومـا ً بقـشـور الـباذنجان
لِـتـبعـثـك الحـكومـةُ لـلعـلاج
في لـنـدن أو واشـنطـن أو طـهـران ..
نـمْ  يـاصديـقـي
فــ "الـسـاعـة آتـيـةٌ لاريـبَ  فـيهـا " ..
سـاعـة   يـثـأرُ أحـفـادُك
مـن سـارقي العـشـب والمطـر ..
وهـنـاك  فـي الأعـالـي :
سـنـكـتـبُ قـصـيـدة ً مـشـتـركـة
تـجـري بـيـن سـطـورهـا الأنـهـار..


***
*  إشارة إلى لقائنا في بغداد على هامش انتخابات اتحاد الأدباء ودعوته لزيارة  مدينة العمارة والمفترض أن تكون في شهر آذار القادم .
 


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : يحيى السماوي ، في 2012/01/07 .

سيدي وشيخي الجليل الحاج محمد جعفر الكيشوان الموسوي : السلام عليكم ورحمة الله وبركانه .

أنحني تبجيلا للمؤمن الورع فيك .. وأنحني تأدّبا لخادم أهل بيت النبوة فيك ... وأنحني محبة للأخ الجليل فيك .. وقبل انحناءاتي هذه : أتضرّع إلى رب العزة والجلال أن يُحيطك بسور من ملائكة لطفه ويُسعدك في الدارين .

شكر الله لك تُقاك ... وعظم أجرك .. وجعل رغيفك أكبر من الصحن والمائدة ..ونسج لك بيد لطفه ثوب عافية لا يبلى .

أكرمتني بأكثر مما أستحق ، أكرمك الله برضوانه ورعايته ورحمته .


• (2) - كتب : محمد جعفر الكيشوان الموسوي ، في 2012/01/07 .

لله درك وعليه أجرك
أستاذ الشعراء وفخر الأدباء
الحاج الورع يحيى السماوي دامت توفيقاته
السلام عليكم سلام ورحمة الله وبركاته
رحم الله الأديب المفرجي وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وذويه الصبر والسلوان.
أطال الله عمركم بطاعته وجعلكم ممن ينتصر به لدينه ولا يستبدل بكم غيركم.
جناب الأديب الوجيه..
البركة فيكم فنحنُ لازلنا بخير طالما هناك أمثالكم.
أمّا أبياتكم الرائعة فأنا أقل بكثير من أن أعلّق عليها، وهل يقيّمُ أقل التلاميذ أرفع أساتذته.لا أقول ذلك تواضعا فمن أكون حتى أتواضع ولكن مقامي هو أصلا متواضع.
دمت كما أنت أيها الحاج الورع يحيى السماوي
أديبا شامخا وعلما مرفوعا وتاجا فوق رؤسنا
أقف وأنحني إجلالا وتوقيرا لجنابكم الكريم

دمت لنصرة الحق وأهله


أقل العباد


محمد جعفر



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12899
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28