• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كمال الحيدري بين الشرك والتوحيد .

كمال الحيدري بين الشرك والتوحيد

 قال تبارك وتعالى.( وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ).البقرة.(120) 

المبدأ القرآني في حركة الفكر والممارسة لدى المسلم هو :
أن الهدى الذي ينبغي ويجب الإهتداء به هو هدى الله جل وعلا..

ولذا تعبر هذه الحقيقة عن واحدة من أهم تجليات التوحيد في فعل الإنسان المسلم والتي أكدها المعصومين .ع. وقدموا هم وشيعتهم الأبرار التضحيات الجسام في سبيل تأكيدها وحمايتها، بل ومن هنا كان التشيع ركنه الأصيل وأساسه القويم هو الإمامة والولاية للمعصومين الأطهار .ع. ليحفظ بهم الهدي الإلهي والتجلي التوحيدي في فكر وسلوك الفرد والمجتمع المسلم...

من هنا وفي غيبة ولي الله الأعظم.عج. وبمحورية الفقاهة والإجتهاد النقي وحصن المرجعية الوفي للتوحيد والشرع القويم، كان العمل الدؤوب على دراسة الفكر ومقاربة الرؤى بما لايشوه ويحرف التوحيد عن مساره وأصالته وإرتكازه على القرآن والسنة المطهرة بمعونة العقل السليم والفطرة النقية..

 إلا أنه تعال أيها القارئ الكريم الذي تشربت روحك وفكرك بأصالة القرآن ومحوريته ومركزيته دون السنة المطهرة إعتمادا" على دعوى وزعم من كمال الحيدري الذي أراد بشكل لا لبس فيه أن يجعلها محطة لخداع البصر وطمس النظر على المتابعين ليصل إلى ما هو أبعد وأخطر من مسألة حذف السنة الشريفة من معادلة مرجعية الدين ومصدريته، قبل أن يصل إلى المحطة ما قبل الآخيرة ..

 أدع القارئ والمدقق والمنصف مع نفسه ليحكم هل التنظير والنص الآتي لكمال الحيدري ينسجم مع المبدأ والخارطة القرآنية والرؤية التوحيدية في تطويع الفرد والمجتمع لإرادة الخالق والمالك جل وعلا...؟!

بل وهل تنسجم مع التحذير القرآني والتشديد الأكيد منه على كون اليهود والنصارى لم ولن يتراجعوا أو يقفوا مكتوفي الأيدي في سبيل تحقيق إرتداد وحرف للمسلمين عن الإسلام من خلال زرع التفلسفات الزائفة والتحريفات الخطيرة للفكر الدين بمسميات ومدعيات وأباطيل في لون وثوب منمق ..

قبل قراءة النص لكمال الحيدري ، ضع قبله تساؤل :

س/ هل الفقيه والمجتهد في سير العملية الإجتهادية والدراسة الكلامية الفقهية، يريد الوصل لحكم الله تعالى وسنة المعصومين.ع.، ليمتثله الفرد والمجتمع المسلم؟!

أو يريد أن يصل بالممارسة الإجتهادية   إلى ما ينسجم ويتلائم مع الحداثة الغربية ولايصطدم معها .. على أن يبقي فقط على الحد الأدنى من ذلك الدين بعد إجراء التشذيب والتقطيع لأواصره ..؟!!

أقرأ واحكم...محاضرات في تجديد الفكر الديني.(10)، المهدوية ونظرية المنجي الموعود.(3) يقول الحيدري ما نصه:

{{ في عصرنا أهم تحد *يواجه الأديان عموما والإسلام خصوصا هو الحداثة الغربية، تجدد الحداثة الغربية، هذه الحداثة التي مذ قرنين أقدم من هذا لكن مذ قرن ونصف إلى قرنين بدأت تدخل في كل مفاصل الحياة الإنسانية، من اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وفكرية، واخلاقية، وتريد أن تقلب كل موازين البشرية وتدعي لنفسها أنا ربكم الأعلى..

* فأنت بين اثنين لا ثالث لهما، أما أن تصر على قراءاتك السابقة واطمئن ليس لك إلا الموت والاندثار انه تصر أن القراءة السابقة هي الصحيحة،* وان كل ما ياتينا من الحداثة وما ياتينا من الآخر فهو باطل لابد أن نقف أمامه كالسيف ونحذفه من حياتنا وهذا ممكن في عصر ثورة الاتصالات والعولمة غير ممكن؟

 أساسا أمامك وبيوتكم ببابكم ادخلوا إلى بيوتكم اطفالكم اربع خمس سنوات بدأوا يتجاوزونكم يقولون نحن لا نستطيع أن نعيش کا انتم عشتم، لا نستطيع أن نفکر کا انتم تفکرون. 

*فإما أن تصر على القراءة الكلاسيكية السنتية دينها ماذا؟ دین سنتي، أما أن تصر على هذه فليس لك مصير إلا الموت والاندثار وتبقى أثرة بعد عين تبقى جزء من التاريخ وأما أن تقدم قراءة جديدة للدين الذي تعتقده تحفظ فيها هوية ذلك الدین جوهر ذلك الدين، حقيقة ذلك الدين وقيم ذلك الدين ولكن بقيم جديدة بأفق جديد بقراءة جديدة.*

 ارجو أن أوفق لا اقل في القضية المهدوية نحن نحفظ جوهرها حقيقتها، ولكن بقراءة جديدة...}}.. انتهى الإقتباس

*■ النتيجة /* أن تقدم قراءة للدين وليس للفكر الديني كما كان يدعي ويموه على متابعيه، بل قراءة للدين ولكنها قراءة لا تكون نتيجتها الموافقة مع السنة المطهرة، لا يكون الدين وفق السنة النبوية المطهرة وكما بينها المعصومين، بل دين حداثي دين غربي وليس دين سنتي؟؟ ..!!

♢ لماذا أيها الحيدري نغير القراءة الكلاسيكية السنتية للدين الإسلامي..؟!! هل هي خاطئة..؟؟ هل هي باطلة..؟؟ هل هي ناقصة .. ؟؟ هل هل من التساؤﻻت العلمية والمعرفية..؟؟!

الحيدري يجيبكم بالحرف الواحد : لا ليس الأمر كذلك... بل لأن الحداثة :

《بدأت تدخل في كل مفاصل الحياة الإنسانية ، من اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وفكرية، واخلاقية، *وتريد أن تقلب كل موازين البشرية وتدعي لنفسها أنا ربكم الأعلى..*》

فأنت أيها المرجع القرآني والشمولي والتوحيدي والعرفاني ماذا ترى أمام هذا المدعي أنه:

 الرب الأعلى الشريك مع الله تعالى..؟!
 ألست المدعي محورية القرآن؟!

أليس المبدأ القرآني هو :
*( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)*.الأنفال (60)

هل المحورية القرآنية تقول :

*(إما أن تصر على القراءة الكلاسيكية السنتية دينها ماذا؟ دین سنتي، أما أن تصر على هذه فليس لك مصير إلا الموت والاندثار وتبقى أثرة بعد عين* )..

*بئسا" لهذا الفكر المتخلف الذي يريد للفقيه أن يتخلى عن وحدانية الله وأن يترك سنة رسوله والائمة الأطهار.ع. لأجل حداثة غربية يراد لها من مثلك أن تخترق العقول والنفوس ...*




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=128981
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 01 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18