• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ياسمين قريتنا لكن النحل مفقود ! .
                          • الكاتب : فاطمه جاسم فرمان .

ياسمين قريتنا لكن النحل مفقود !

ذهبت ذات يوم الى أحد الأحياء السكنية أسأل عن بيت أحد الأشخاص ، وكل من أسأله يقول : لا يعرفه ! البعض قال : نحن هنا لا علاقة لنا مع الجيران ! ، فقلت في نفسي مبادئ الأسلام الى أين .. ! تلك المبادئ القيمة التي تنسجم مع النفس البشرية المبادئ التي تحث على العيش بسلام و خير و طمأنينة ، لكن للأسف الشديد بدأت شيئاً فشيئا تندثر ومع كل هذا الخمول في العصر الحالي بحق الجار ، إن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى كثيرا ما وصى بالجار والمحافظة على حقوقه ،كما جاء في كتاب روضة الواعظين قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : هل تدرون ما حق الجار ، ما تدرون من حق الجار إلا قليلاً ؟ ألا لا يؤمن بالله و اليوم الآخر من لا يأمن جاره بوائقه و إذا أستقرضه أن يقرضه ، و أذا أصابه خير هنّاه ، واذا أصابه شر عزّاه . ولا يستطيل عليه في البناء يحجب عنه الريح إلا بإذنه ، وإذا أشتهى فاكهة فليهد له فإن لم يهد له فليدخلها سراً و لا يعطي صبيانه منهاشيئاً يغايظون صبيانه ، ثم قال رسول الله : الجيران ثلاثة فمنهم من له ثلاثة حقوق : حق الإسلام ، وحق الجوار ، وحق القرابة ، ومنهم من له حقان ، حق الإسلام و حق الجوار ، و منهم من له حق واحد ، الكافر له حق الجوار . نعم أيها السادة هذا ليس كلام فكتور هيجو أو شكسبير حتى نتصفحه قليلا و نتركه ، لا هذا كلام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الرسول الذي أمركم بالصلاه فأطعتموه ! و بالصيام لبيتم أمره ! أين أنتم من قوله هذا في حق الجار ! هل تؤمنون بعض و تكفرون ببعض ! !
في السابق كانت الجيران كالأهل و لا سيما في شهر رمضان و تبادل الطعام و ما شاكل من الصفات التي تدل على الألفة و المحبة بين الناس ، و هذه العادات لا تقتصر فقط على البلدان العربية فحسب بل حتى في الغرب و هي أحدى ثفاقات الشعوب المهمة ، وهناك حث من الأدباء و الكتاب على صلة الجيران و محبتهم كما يقول لويد جورج في حب الجار : حبُّك لجارك لا يكون لسُمُوّ مبادئك فحسب ، إنه يكون لمصلحتك أيضاً . لويد بقوله هذا يرى حب الجار و الأهتمام به من سمو المبادئ الخاصه بالشخص وهو هدف يشجع عليه الإسلام . كثيرا ما نسمع بالركود الأقتصادي لكن في نظر الكاتب الشهير رونالد ريغان الأمر يختلف فإنه يرى إن الركود الأقتصادي هو عندما يفقد جارك وظيفته ، أما الكساد فهو عندما يأتي دورك أنت . و قول ريغان ليس أعظم من قول نبي الإنسانية و الرحمه : ما آمن بي من بات شبعانا و جاره المسلم جائع ... القول الذي يحث على العطاء و تفقد احوال الجار و أحترامهم و تقديرهم ، و بمقابل هذا الأهتام الى جار علينا أيضا أن لا نؤذي الجار فقد ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في غزوة تبوك إنه قال : لا يصحبنا رجل آذى جاره. و ايضا جاء في كتاب مشكاة الانوار إنه شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جاره فأعرض عنه ، ثم عاد فأعرض عنه ، ثم عاد فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لعلي و سلمان و مقداد اذهبوا ونادوا لعنة الله و الملائكة على من آذى جاره . وكذلك ما روي ، قالوا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم : فلانة تصوم النهار وتقوم الليل و تتصدق و تؤذي جارها بلسانها قال : لا خير فيها هي من أهل النار . و هناك الكثير من الأحاديث عن النبي و اله التي تنادي بأحترام الجار و وكف الأذى عنه و إن كان الأذى منه علينا ان نصبر ونتحمل كما يقول المثل العربي : الجار و لو جار ...
و ختامنا ومضة
" ياسمين قريتنا ؛ لكن النحل مففود "
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=128839
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 01 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19