• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : صدام يقتل الحب...!! .
                          • الكاتب : احمد لعيبي .

صدام يقتل الحب...!!

في فترة ما من تاريخ العراق كان الموت يوزعه البعث على الفقراء حتى في البطاقة التموينية... فأساليب الموت كثيرة في تلك الفترة فمن الممكن أن تموت جوعآ او حزنآ او همآ او فقرآ او حسرة..
ومن الممكن أن تموت حبآ وأنتظارآ...
فبينما كانت تلك الفتاة السنية العاشقة تقرأ رسالة حبيبها العاشق الشيعي المكرود الذي رمى  لها الورقة خلف الباب..((ليتني اي شيء معك..
يا كل شئ معي...!!.يالك من انثى...
تتسللين مع الهواء..
تمشين مع الدم...
حتى اني في قمة الحزن وفصيلة دمي جرح+اتعلمين ماذا نذرت لو عاد الزمن..
نذرت ان اشم التراب الذي تحت قدميك سبع شمات..
وان لا اقطع وردة تشبهك..
وان اضع روحي قلادة برقبتك..
اقطعيني ان جرحتك..
فانا قيمتي من رقبتك..
وليس مني ..!!))

فجاة سمعت تلك الفتاة صوت صراخ في شارعهم وكانت قوات الأمن الصدامية منتشرة في كل مكان من تلك المدينة المقتولة بترديد الشعار وجمع الاشتراك وعلمت ان قوات الامن دخلت بيت حبيبها الشيعي واعتقلته مع اثنين من اخوته اذ وجدوا مسدسا في بيتهم وهو جرم لايغتفر في ذلك الوقت  وقال ضابط الامن لوالدهم ..(حجي دقايق نحقق وياهم ونرجعهم انتظرهم بالباب ) والغريب أن الأشهر مرت بسرعة ووالدهم ينتظر والفتاة تنتظر...
ذهبت الفتاة إلى عبدالقادر الكيلاني وتوسلت به كثيرا وبكت عند بابه ثم ذهبت إلى الكاظم ونثرت حزنها وشكواها عند باب المراد فكانت هي واهل حبيبها يتوسلون بكل الاولياء والصالحين..بل وبالرفاق ولكن دون جدوى و بعد مدة من الانتظار أصيب والد الشاب بشلل اقعده عن البحث عن ولده بعد أن صرف امواله واستنفذ كل علاقاته بالبحث عن اولاده وعلموا فيما بعد انهم في الأمن العامة وكانت الفتاة تذهب لزيارته بالتوقيف حتى انها قالت له في لقائها الاخير به ((منذ يومين وراسي يؤلمني بسببك وقلبي يوجعني فانت سبب راحتي وانت سبب تعاستي وكم تمنيت ان اكرهك او اخرجك من قلبي ..فقال لها وهو يبتسم بدمع..خاف اكلج ما احبك وتنلاص..وخاف اكلج احبك وتنلاص..
بس انت تحبيني؟؟..))صمتت وتركته وذهبت وكان هذا اللقاء الأخير..
تولت والدتهم مسؤولية المحاولة في اطلاق سراحهم عن طريق مجموعة من الرفيقات الحزبيات وفي إحدى المناسبات دفعت الام كل ذهبها لإحدى الرفيقات كي تلتقي بصدام وجهآ لوجه..
وتم اللقاء فعلا في ظهيرة يوم موجع وقالت المرأة لصدام((اولادي بالتوقيف ثلاثتهم واريدهم يطلعون..عرف صدام لهجة المراة واوقد سيكارته وقال لها..روحي وباجر اولادك يمك بالبيت..نهضت كي تقبل أقدام صدام وهو ينطق هذه العبارة ))وعادت لبيتها وقد ملئت البيت زينة وافراح وكانت الحبيبة تبكي من الفرح وهي ترقب بعين المنتظر وحدقت بالمرآة وشاهدت خصلة شيب في شعرها..تبسمت وقالت ميخالف ياحبيب انتظارك يستاهل اشيب واني بالعشرين باجر اشوفك واصبغ شعري...
آه ما اطول( باجر) في قاموس العشاق والفراق والاحتراق ..
كان الاهل ينتظرون وكانت الأم تنتظر وكانت العاشقة تنتظر..
وجاء (باجر )ومعه سيارات ثلاث وكانت كل العيون تتوجه لباب السيارة..
ونزل ضابط يسأل عن تلك المرأة التي توسطت لأولادها الثلاثة امام السيد الرئيس القائد المجاهد..صدام حسين كما وصفه..!!
فجاءت المراة ومعها الفتاة تركض فقالت الأم(نعم اني امهم)..
فقال لها الضابط وهويبتسم..ولدك بالسيارة والرئيس ما يخلف وعده وحجايته وحده....
كاد قلب المرأة ان يتوقف من شدة الفرح وسقطت الفتاة العاشقة مغشيا عليها من شدة الفرح..
وصاح الضابط على جنوده...وينكم نزلوهم لأمهم..!!
ونزل الشباب الثلاثة..!!
لكنهم محمولين ملطخين بدمائهم تعلو رؤوسهم ثلاث رصاص..
وضعوا الشباب امام امهم وغادروا المكان..
اقتربت الأم عند اولادها وشهقت شهقة ولم تتكلم بعدها..
بينما ظلت العاشقة تنظر إلى وجه حبيبها فلقد كانت احدى عينيه مفتوحة...
دفن الشباب يومها بصمت مطبق ودفنت تلك الفتاة حبيبها في قلبها ومضت بحياة اخرى لكنه لازال معها يأكل ويشرب ويضحك ويمشي..
وبقيت خصلة الشيب تحكي قصة جرح كبير..
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=127788
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 12 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29