• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : علم النفس والعلاج في شاعرية الشعر .
                          • الكاتب : قاسم محمد الياسري .

علم النفس والعلاج في شاعرية الشعر

كتابة الشعر مسعى سيكولوجي وروحي لانها تحسن استغلال ممارسة الوعي الذهني فتدفع الشاعر ليتسلق باللحظات الروحيه والنفسيه المكبوته للابداع فلوأخذنا افضل القصائد نلاحظ فيها كيف يقوم الشاعربتحويل مشاهد تلك اللحظات الداخليه والخارجيه بمشاركة الرؤى والمواقف والصوره الشعريه والمشاعرالدفينه لينتج منها ابداع يطرح للخارج ومن هنا يمكن تبني الشاعريه كعلاج باستخدام الشعر ليمنح القوه والتعافي كسبيل للوصول الى الصوت الداخلي المكبوت في الذات تزامنا مع شحذ مهارات الملاحظه وبناء الرؤيه ..بلا ابتعاد عن محورية اللغه لانها وسيله اساسيه للمقاربات الشاعرية لكل شاعر وتحويل العذابات الشخصيه الى الرمزيه الانسانيه العامه بدل شخصنتها حتى تاخذ نطاق اوسع للمساحه المشتركه بين الذات الشاعريه للشاعروبلا اسراف ذاتي لحالة الشاعر وبدون مغادرة للجانب التقني الذي يميز كل شاعر عن غيره فالانفعالات وحدها لا تكفي عند الشعراء بل يحتاج الشاعر الى ذكاء ابداعي ودهاء معرفي لكي تتحول الانفعالات المكبوته الى شعر جميل ..فعالم الشعرلا يبتعد عن عالم الواقع اليومي فلو راجعنا شعراء الستينات او الخمسينات بعضهم جنحوا الى كتابة شعر السيره الذاتيه واطلق عليهم شعراء الاعتراف حيث يكشفون عن مشكلاتهم الشخصيه وازماتهم الوجوديه بدرجه غيرمعهوده من الصراحه فيتحدثون عن ازماتهم النفسيه .. امثال الشاعر المصري احمد عبد المعطي حجازي في ديوانه (لم يبقى لي الا الاعتراف) الذي صدر عام 1965م لذا فان شعرالاعتراف أقرب إلى أن يكون دراسة حالة في علم النفس المرضي منه إلى أن يكون إبداعًا فنيا جديرا بهذا الاسم فمنهم من تاثر بالموضوعيه الشكلانيه وبعدها البنيويه وما بعدها فغلبت الانا ضميرالمتكلم في قصائدهم وخيالهم الذي لا تختلف عن الذات للشاعرومن هنا نرى هناك تاثيرواضح لعلم النفس على الشاعروالشعر.فمن خلال اطلاعي ودراسة علم النفس وبالمقارنه مع ماقرات لابداع علماء نفس شعراء وغير شعراء ومعاصرين شعراء وشعراء العصورالقديمه وشعراء الملاحم والاساطير..فتاكدت وتيقنت كما قال العالم النفسي (رومانش) ان الشعرغذاء الروح اليومي سواء كقارئ او ككاتب للشعر أو كعالم نفس فمن الناحية الشعوريه حتى وان لم أكن شاعرا فان الشعربالاساس هو فن الروح وهذا ماوجدته ايضا ان علماء النفس يتحسسون الشعرواكتشفوا يجب عليهم ابعاد الثغره بين الوعي واللا وعي والابتعاد عن العناء والمشقه في حالتي المعرفه واللامعرفه .. فمن يحمل روحه في عقله كما قال واكد (رومانش) يكون اقرب للشاعريه وللشعر حتى وان كان عالم النفس ليس شاعرا.. فالشاعريه هي فن الروح فعلا ..يقول عالم التحليل النفسي الشهيروالشاعر(كارل جوستاف يونج) عن علاقة التحليل النفسي بالشعر في كتابه(يونج المحمول) الذي حرره (جوزيف كامبل)يؤكد أن تدفق الابداع ينشأ من اللا وعي بإراديه ونزويه وحين نتحرى عن تدفق الابداع فتتضح لنا الحقيقه وهي ان تيارا خفيا يجتاحني كشاعر وكنت في قلب هذا التيار وأنا أكتب شعري الخاص حيثما يأتيني عنوان القصيده كلمح البصر وقبل أن أدركه أجد كلماتي قد لامست أسطر الصفحه وانجرفت داخل مايمكن تسميته بالفقاعه الابداعيه أوغشية النشوه هذه الغشيه وصفها ايضا (رولو ماري)في كتابه(شجاعة الابداع) فقال ان الشعراء يمكنهم ان يكونوا مخلوقات رائعه وعاليه المنزله لكنهم خطرعلى الانتاج فالتمكن الابداعي يقتضي الانسجام والتوقع والنظام ملمحا الى الخصائص التي تلازم الشعر وليس متأصله فيه وهنا اختزل (رولو ماي)نزعات الشعر بقوله ان الأخلأق الفنيه والشعري في الموسيقى وكل الفنون التي وجدت لكي تمنحنا البهجه والتعمق لادراك المعنى في حياتنا وبرحابه اكثر ليست لربح المال او زيادة القوه التقنيه ..صدق عالم النفس رولو ماي..من هنا علينا ان نتعرف على السمات المشتركه بين علم النفس والشعر حيث يتضح لنا ان الشعر وعلم النفس قادران على الامساك بحقائق اللحظه في اي وقت فعالم النفس والشعر يلعبان دورا اجتماعيا مهما في معالجة الازمات النفسيه والاجتماعيه التي تحصل في عالم اليوم وبلا ابتعاد عن محورية اللغه لانها الوسيله الاساسيه للمقاربات الشاعرية لكل شاعر وتحويل العذابات الشخصيه الى الرمزيه الانسانيه العامه بدل شخصنتها ولكي تاخذ نطاق اوسع للمساحه المشتركه بين الذات الشاعريه للشاعربدون اسراف ذاتي لحالة الشاعر وبدون مغادرة للجانب التقني الذي يميز كل شاعرعن غيره فالانفعالات وحدها لا تكفي عند الشعراء بل يحتاج الى ذكاء ابداعي ودهاء معرفي لكي يتحول الانفعال المكبوت الى شعر جميل .. من هنا يدعونا القراء إلى أن نتفحص الحيل الشكلية للشاعرلا إلى مضمون الشعر....واخيرا اختم بقول الامريكيه اخصائية علم النفس والشاعره (جلينس ريد موند)التي تعمل الان في مركز السلام للفنون التطبيقيه الامريكي الشعر يشفي لانه يتيح الدخول الى اعماق القلب ويطرح المكنونات من خلال الشعر وانا كشاعره ارحل الى الماضي واصحح اخطائي واعالج جراحي والامي التي عانيت منها وانا اعمل من خلال المآسي والمعانات والشعر يحمل في طياته مايعين المرئ على الشفاء .. كما نرى شعراء يكتبون شعرالشجن للتعبيرعن حالتهم الشعوريه واحاسيسهم المكبوته والامهم واحزانهم ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=127411
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 11 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19