• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قصة قصيرة (تراتيل من موسيقار شهير) .
                          • الكاتب : هادي عباس حسين .

قصة قصيرة (تراتيل من موسيقار شهير)

هي الريح تعصف بكل شي,فلن تتخلص من قوتها حتى,الشجرات الصغيرة التي زرعتها بداية الشهر الفائت على ممر الكراج الذي يوصل الى باب الدار الرئيسية,اسمع صداها يدوي في أذني وزيادة دقات قلبي تزداد كلما ازدادت هي بالقوة,لم يكن اليوم شتويا بحتا بل كان اعتياديا وهوائه كان ساكنا في بدايته,ألا أن بعد اقتراب ساعة الغروب أخذت تعصف بشكل بدائي مستقرا أما الان بعد أن تجاوزت الساعة الواحدة ليلا ازدادت ضراوتها  وقوتها كنت احس أن سقف الكراج الذي صنعته من جنكو البلاستك بدأت أركانه تهتز وبعد قليل سيكون مصيره أن يطير باكملة ....

أن روحي اشعر بأنها تقتلع من جسدي,أنفاسي تتلاهت متصاعدة شيا فشيا,لم اعد أرى شيا من خلال نافذة الغرفة المطلة على الحديقة ومقدمة البيت لان ذرات تراب هي الأخرى تصاعدت,وأعدمت الرؤية كليا,استدرجت متراجعا الى الوراء جالسا على الكرسي الهزاز وحركت نفسي حركات عشوائية متذبذبة كانت أحاسيسي ومشاعري   

متاججه غير مستقره تلازمت مع الحركات الاهتزازية كل الأفكار التي في راسي هي الأخرى تنطلق وتتحرك مع حركات جسدي المرتمية على الكرسي الذي أحببت الجلوس علية حينما أكون قلقا,وما اكبر هذا القلق الذي يملؤني ويسيطر على كياني,لاادري ما الذي أخاف منه,أو اخشى حدوثه فانا لااملك إلا نفسي وهذا البيت الواسع الذي أعيش فيه,منتقلا بين غرفه وبين أشجار حديقته وأورادها التي انتشرت في كل مكان,علي  إن أغمض عيني وارتاح قليلا حتى استطيع إن أواصل عملي فانا أستاذ مادة الموسيقى في أحدى المعاهد المهتمة بدراسة الفنون الموسيقية يجب علي أن أكون متهياء للإلقاء المحاضرة المطلوبة مني ,انا عشقت هذا الفن من نعومة أظافري ,وعند الأبواب الأولى من عمري,ابن السابعة سنوات من اخذ يدهش السامعين بعزفه على اله العود 

وكل من يسمعني يندهش لمهاراتي وموهبتي التي  اتصف بها كنت أتمنى نهاية كل الأشياء إلا إن أعين مدرس لمادة الموسيقى في هذا المعهد الذي لم يبعد عن بيتي بالشي الكثير,بقيت طوال حياتي احلم بان أكون موسيقار مشهور تتردد على السنة الناس ومسامعهم مقطوعاتي ا لحنية لأشهر الأصوات,انتهى المطاف بي إن أصبح كما       نوهت لكم عن عملي ,لعل فكري المتعب هو السبب في إيقاعي في حفرة الأرق التي أحاطتني من كل جانب ,اظواء المكان بدت خافتة وضعيفة ولا اعرف  ما سبب ذلك هدأت تلك الحركات الهزازة وعرفت إنني على أبواب استسلامي لنوم عميق بدا يتخلل الى عيني ,التي كانت نصف مفتحه راحت من خلال زجاج النافذة الى حركة شيء ما في الخارج  حدقت بإمعان وبتركيز لم أجد إي طارئ  جديد ,شعرت بيبوسة    فمي وبالجفاف الذي انتشر فوق شفتي وجوعا ينهش بطني ,بالرغم من إنني قد تناولت وجبة العشاء ,ليس لدي طاقة للتحرك حتى ولو خطوة واحدة ..

قدح الماء لم يكن بعيدا علي إلا إنني لم أتمكن الاتجاه صوبه كأنني التصقت بهذا الكرسي الذي أصبح عمره معي أكثر من عشرين عام لا اقدر إن ا فسر معنى الحالة التي أعيشها الان ,ماذا أرى ,آلة العودة تتحرك متجهة نحوي ,طائرة في الفضاء الساكن الحزين ,احتضنته بيدي وحركت وتارة ودندنت بكلمات لااقدر إن احدد مخارج ألفاظها كانت يدي لم تفارق اله العود وأصابعي تتحرك على أوتاره لتخرج صدى الإلحان التي أطربت الصمت المحيط في الإرجاء ,بين لحظة وأخرى راسي ينحني  وانأ اسمع أصداء التصفيق لي ,أنها نشوة الارتياح ولحظات صعبة التحليل والوصف ماذا أرى ,كل عمالقة الموسيقى ومشاهيرها إمامي جالسين يسمعون الى اللحن الذي اعزفه انه الطرب الذي هز أركان الغرفة يا للروعة موزارت,بتهوفن, آه زكريا احمد

, رياض الصمباطي ,بريق حمدي واه

كار راسي متدليا بين قدمي ويدا ي كذلك حينما دوت ضربات على الشباك انتبهت عليها وفقت من نومي أنها لفلاح حديقتنا وهو يقول

_أستاذ..أستاذ..

رفعت راسي إليه بثقل وقلت  

_من الذي يطرق النافذة

فتحت عيني باتساعهما فإذا واجهتني تلك القطعة البيضاء التي يلفلف بها رأسه, لم استطيع النهوض بل رميت له مفاتيح الباب ليدخل ويهي لي فطوري المعتاد ,وانأ ما زلت اسرح في حلمي الذي كان يراودني ,انه جميل قريب الى نفسي ,أنها تراتيل من موسيقار مشهور مثلي مدفون بين هذه الجدران




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=127277
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 11 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19