• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : وقالت كربلاء ( 3 ) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

وقالت كربلاء ( 3 )

 بدأت ركضة طويرج في مطلع القرن العشرين، حيث كانت المواكب تتجمع بالقرب من مسجد القزاونة بعد العشاء، ويقود تلك المواكب احد رجال الدين، وخطيب يقدم خطبة قصيرة، كان آخر خطيب هو السيد قاسم الموسوي الخطيب، حيث كان يبدؤها بالنداء: (وا حسين.. وا حسين) لتبدأ الركضة باتجاه ضريح ابن الحمزة، ثم العودة باتجاه السوق الصغير والسوق الكبير، وتنتهي امام موكب عزاء الشبيبة، ثم يلقي احد الرواديد قصيدة نذكر منهم الشيخ عواد أبو خضر، وهو من خلص خدام المنبر الحسيني، وكتب الأستاذ جاسم عثمان مرغي في كتابه (رواديد مدينة كربلاء) يقول: ثم يخرج اهالي المدينة على الاقدام الى كربلاء على شكل (جوقات)، حيث التجمع عند قنطرة السلام عند صبيحة يوم عاشوراء، وبعد الاستراحة في هذا المكان ينتظرون أذان الظهر والعصر، وبعد ان يؤم الجموع الغفيرة احد سادة آل القزويني، وبعد الانتهاء من الصلاة يعطي السيد إشارة وتبدأ الركضة.
مؤسس هذا العزاء هو الشهيد العلامة آية الله السيد مرزا صالح القزويني، وكان التجمع قد أنشئ لقراءة المقتل، وكان بنفسه يقرأ مقتل ابن طاووس، وبعد الانتهاء يقدم للحاضرين طعام الغداء، وكان عدد الحاضرين اكثر من 10 آلاف شخص من الرجال فقط، تبدلت القضية الى الرواح الى كربلاء مشياً على الأقدام، والدخول اليها ظهرا للمشاركة في تجديد الذكرى الرهيبة لهذه الحادثة، فكان السيد ميرزا صالح يمتطي صهوة جواده، ويمضي امام الموكب الكبير الى كربلاء، فيكون دخوله قبل وقت الظهيرة بساعة تقريباً، وهذا الوقت الذي هو الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) واشتغل في قيادة العزاء من بعده ابناؤه من السادة القزاونة.
وقد آلت بعد سقوط الطاغية الى السيد ثامر السيد موسى القزويني، ومحتمل ان هذه المراسيم أي الركضة والهرولة ابتدعها أهالي القضاء لمواساة الحسين ولنصرته حيث استشهد في هذا اليوم وهو ينادي: (هل من ناصر ينصرني) لهذا ينطلق المعزون حفاة يلطمون على الرؤوس، ويندبون آل الرسول بهذه المصيبة، واشترك في تاريخ هذه الركضة الكثير من العلماء.
وقالت كربلاء: ان حادثة مروعة حصلت لعزاء طويريج استشهد فيها 30 شخصاً عند باب قاضي الحاجات، وهو من أبواب الصحن الحسيني الشريف، يوم العاشر من محرم 11/5/ 1966م. ثم تغير مسرى الموكب من سوق العرب الى الشارع الرئيسي.
وتعرضت الركضة الى المنع لأكثر من مرة؛ بسبب الحكام السياسيين خلال الحكم العثماني، لكنها نشطت خلال الاحتلال البريطاني، ثم في العهد الملكي، ثم منعها رئيس الوزراء ياسين الهاشمي عام 1935م.
وحاولت السلطة البعثية فلم تقدر، فمنعت الزنجيل، ومن ثم التطبير، وكذلك سير المواكب الحسينية، وبعد عام 1990 أي بعد الانتفاضة الشعبانية منعت ركضة طويريج، وجميع الشعائر الحسينية، ولكن بعد سقوط الطاغية أعيدت المراسيم، ومنها ركضة طويريج، حيث أصبحت ركضة عالمية، يركضونها في الكثير من دول العالم. 
اشتهرت كربلاء برواديدها الذين تركوا صيتاً كبيراً في الولاء الحسيني، مثل: المرحوم الشيح حسين فروخي الكربلائي، اختص بعزاء محلتي المخيم وباب الخان، واختص بقراء لموكب عزاء هيئة الخبازين ليالي الجمعة في جامع الشهرستاني المقابل لباب صحن الحسين, وهيئة الخبازين أنشئت في جامع السيد محمد صالح الحسيني بشارع المخيم، تبدأ تعزيتها من يوم 11 محرم حتى 25 وقرأ لهم حسين فروخي، ومن بعده حمزة الزغير، فهو من رواديد الدرجة الأولى في زمانه، حيث كانت جميع الهيئات تحتاج اليه. 
وعرف على صعيد الانشاد أيضاً الرادود عبد الرزاق الشكرجي، يقطن محلة باب السلالمة، واختص بصنف العطارين، وينطلق عزاء هيئة العطارين من جامع السيد مرزا علي تقي الطباطبائي المعروف بجامع العطارين، وكانت قيادة الموكب بيد السيد مهدي العطار، وكانت الهيئة تقيم مجلساً للعزاء عند باب قاضي الحاجات في صحن الحسين (عليه السلام) وذلك في ليالي الجمعة من كل أسبوع، والرادود السيد موسى السيد جعفر أبو المعالي كان من أعيان كربلاء، يقرأ لصنف الخياطين والخفافين، واختص بقراءة قصائده لموكب خدمة العتبة العباسية المقدسة، ويعاضده في حياته ولداه السيد احمد والسيد عدنان والمجلس كان في جامع الشهرستاني الكائن في مقابل باب الشهداء في الصحن الحسيني من اول محرم حتى العاشر، وكان يدار من قبل الخطيب عبد الزهراء الكعبي والرادود الشيخ عبد الكريم أبو محفوظ شاعر شعبي وفصيح ورادود حسيني ومربي، كان يدير مدرسة دينية تربوية في صحن العتبة العباسية المقدسة.
والرادود الشاعر والشيخ مرتضى قاو الكشوان، تولى إدارة موكب التربجية، وموكب البلوش والخياطين، ويروي سلمان هادي ال طعمة بأن هيئة التربجية كان يقيم مجلس العزاء في مسجد الاحمدية مقابل صحن العباس، وكان لهذا المجلس الرادود المرحوم السيد عبد الأمير الشروفي، والشيخ مرتضى قاو.
ولكربلاء شعراء ورواديد كبار مثال الرادود الشيخ محمد العاقل، والرادود السيد جواد أبو سلال، والحاج حسن الكواز من بني سعد رادود محلة العباسية، له صيت كبير، وكان يدير موكب الصفارين والبلوش والقندرجية والنجارين.
قرأ السيد الشروفي لصنف الخياطين والتربجية ومحلة باب الطاق، والشاعر والرادود السيد ناجي الموسوي والسيد عبد الأمير السندي كان يعاضد الشيخ حسين فروخي والشيخ حمزة السماك لموكب باب السلالمة، والشيخ عبد الزهرة العطار في موكب العطارين، ويقرأ لموكب التجار، كان الموكب ينطلق من مدرسة المجاهد في سوق التجار مارا بشارع علي الأكبر.
والشاعر الرادود الشيخ عباس الصفار أسس مدرسة أهلية يساعده الشيخ محمد السراج الاسدي، وهو اول من أسس نظام التدريس، وأصبح مديراً لمشروع نفط كربلاء في الستينيات، بعدها بدأ يقرأ في عزاء الصفارين، ويقرأ لموكب البلوش والقندرجية، وكان رادود ديوان كمونه، وهو احد مؤسسي الهيئة الحسينية، حيث أسست عام 1936م. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=126085
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 10 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29