• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقالت كربلاء.. .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

وقالت كربلاء..

من عادة العرب إذا قتل لهم قتيل في معركة، ولم يُؤخذ ثأره في تلك المعركة، ترفع راية بني اسد الحمراء على داره، ولذلك رفع بنو اسد الراية الحمراء على قبر الحسين (عليه السلام)، وأمر سيد بني أسد عبد الله بن بشير الأسدي ولده فائز بأن يكون أول سادن لهذه المشاهد المقدسة، ومن ثم وضع المختار بن أبي عبيدة الثقفي قبة من الجص والآجر، ثم قام السادن برفع الراية الحمراء، وهي راية بني اسد. وجاء في كتاب الأستاذ جاسم عثمان مرغي (رواديد مدينة كربلاء) أن الدكتور هو ليستر صاحب كتاب (تأريخ الشيعة في الهند)، أفرد فصلاً خاصاً في كتابه عن محرم الحرام، يقول فيه: إن شيعة لكناو محظوظون؛ لأن عندهم نفس (البنجة) أو ما تسمى بالكف المعدنية التي كانت تعلو علم الحسين (عليه السلام) في كربلاء، وهي محفوظة في (دركاه) شيد خصيصا لها. أحد الحجاج الهنود في مكة رأى في الطيف ذات ليلة العباس بن علي حامل لواء الحسين (عليه السلام) فدله على المكان الذي توجد مدفونة فيه في كربلاء نفسها، ذهب الى المكان فوجد (البنجة)، فجاء بها الى النواب عساف الدولة عاهل لكنه شيد لها مزارا خاصا، وعين سدانته الحاج الذي جاء بها من كربلاء، وتمرض علي خان وحين شفاه الله شيد على اثر دركاه أجمل للبنجة المقدسة. يأتي الناس يوم الخامس من محرم الى هذا المزار كل سنة ليمسوا البنجة باعلامهم، ويقدر ان الاعلام التي يؤتى بها لهذا الغرض كانت تبلغ في الايام السالفة حوالي اربعين او خمسين الف علم. ويقال: ان الهندوس من جميع الطبقات عدا البراهمة يطلقون على كل علم من اعلام محرم (بير)، ولهذا صار يدعى علم الامام علي (لال صاحب) والنساء العقيمات يرمين انفسهن امام اعلام محرم، وينذرن النذور لها من اجل الحصول على الاولاد، حينما يرزقن بهم يطلقون عليهم اسماء مثل هو سانا أو حسيناه وفاطمة. وقالت كربلاء: إن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) نزل عند عبد القيس من ربيعة وكان معه ابنه اسماعيل ومجموعة من أصحابه، نزل الغاضرية على ضفة العلقمي، فاغتسل الإمام وتوجه ماشياً نحو قبر جده، والمنطقة التي نزل فيها من الغاضرية سميت بالجعفريات، فصلى ببني أسد، وزار زيارة وارث، الجعفريات هي ضمن الأراضي التي شيد عليها الزعيم البكتاشي جيهان الدده، ويعرف المكان هذا بشريعة الامام جعفر بن معمر، وهو المكان الذي كان يغتسل فيه الامام جعفر الصادق (عليه السلام) في نهر الفرات، مزار مشهور عليه قبة عالية من الكاشاني، تحيط به البساتين والناس تقصده للزيارة والتبرك، وقضاء الحاجات، هذا المقام كان المطاف الأخير للفرقة الاسماعيلية (البهرة) حيث لم يكن يسمح لرجالها الدخول الى كربلاء لزيارة العتبات المقدسة سنة 1264هـ ـذلك بعد وفاة العلامة السيد ابراهيم القزويني صاحب الضوابط، أجاز الشيخ زين العابدين المازندراني باصدار فتوى للسماح لهم في الدخول الى كربلاء، والسيد يوسف السيد سليمان آل طعمة استحصل موافقة والي بغداد السر عبدي باشا، حيث كانت السلطة العثمانية الحاكمة إذ ذاك هي الأخرى تساند المنع المذهبي. وقالت كربلاء: إن المؤرخين أجمعوا أن السيد ابراهيم المجاب هو أول فاطمي انتقل الى الحائر الحسيني، وأثر الاستيطان فيه بعد حادثة مقتل المتوكل في ايام ابنه المنتصر العباسي في منتصف القرن الثالث الهجري. جاء في مخطوطات بني اسد انه سكن كربلاء بعدما جاء زائرا لقبر جده الحسين (عليه السلام)، وأعجبته خدمات بني اسد التي تقدم للزائرين، هيؤوا له دارا تقع بين الحرمين، قرب مقام جده موسى الكاظم (عليه السلام)، في عكد السادة، ودفن عند مرقد جده الحسين (عليه السلام). وقالت كربلاء: كان قبل مقدم كل عاشوراء يستعد اهل كل محلة لتشييد التكايا، ولكل محلة تكيتها، وبعض التكايا تشيد باسم الحرفيين، وتكون التكية بمثابة مقر لتواجد مسؤولين عن ادارة الموكب، وتستعد بعض المواكب لتقديم التشابيه، وهي عملية تمثيل الواقعة، وهناك بعض الشخصيات التي اشتهرت بأسماء الشخصيات التي يؤدونها، حسون ابو الثلج، والحاج اسماعيل الشمر، وجواد الشمر (رحم الله)، وهناك من اشتهر باسم حرملة، وغيرها من أسماء قادة السلب. ومن الفقرات التي كانت تقدم هي موكب السبع، وكان ينطلق عصر يوم العاشر ويخرج من دار تقع في عكد النزاحين بمحلة المخيم، وكان المرحوم حسين الشماع، والمرحوم اكبر الشماع يدخلان في جلد السبع بالتناوب، وهو نموذج حقيقي لجلد ورأس الأسد جلب من الهند، يحمل على خشبة كبيرة يقدم عليها حركات تستدر عواطف الناس، وذلك لتركيز التأثير المأساوي في الواقعة. وكان للأميرة (تاج دار ياهو) اميرة هندية لها موكب خاص عبارة فرس له جناحان: الجناح الايمن من الذهب، والأيسر من الفضة مطعمان بالأحجار الكريمة، يستعرض هذا الفرس امام الناس فعاليات مفجعة، ينطلق الموكب من بهو (الامام باره) الى الصحن الحسيني ثم انتهاء بالعتبة العباسية المقدسة، وبعدها ينزع الجناحان ويتم بيعهما بمبالغ طائلة جداً، لتصرف هذه المبالغ بكاملها على العزاء الحسين. وقالت كربلاء: يخرج اهالي كربلاء على شكل مجاميع تتبع للأطراف والأصناف الحرفية، ولكل مجموعة مشعل هودج وقبة القاسم هناك مواكب تخرج صباحاً ومواكب العصر ومواكب المساء، فكانت مواكب الصباح (الزنجيل) يرتدون دشداشات مفتوحة من الخلف، وكان اول المواكب موكب عزاء الترك تقيمه الجالية التركية الآذرية في مدرسة بادكوبا، وموكب شباب المنتظر، موقعه سوق النعلجية، وموكب جمهور الحيدرية موقعه مقابل باب الشهداء، وموكب شباب الفاطمية مقره مسجد الاحمدية وموكب شباب الزينبية، وموكب شباب الرسول الاعظم (ص)، وموكب مدارس حفاظ القرآن، وموكب طلبة العلوم الدينية. أما مواكب العصر، كانت عبارة عن ردات موكب عزاء السقائين، سوق قبلة الحسين، وموكب عزاء الحمالين والكيالين سوق العلاوي، وموكب صنف القندرجية مقرهم شارع علي الاكبر (عليه السلام)، وهيئة القندرجية مقرها قيصرية الاخبارين في سوق النجارين وموكب عزاء خدمة الروضتين، وموكب عزاء السودان ملابس سوداء وكوفيات سوداء تغطي الرأس، وهيئة صنف القصاب مقرها شارع العباس (عليه السلام)، وموكب اهالي البحرين والاحساء مقرها خلف المخيم الحسيني، وموكب حي الحسين وحي الحر، وكان الموكبان يندمجان عند مرقد ابن فهد الحلي، ومواكب المساء بعد صلاة المغرب والعشاء حتى بعد منتصف الليل. ويتقدم كل موكب المشعل وقبة القاسم الحجلة، يعرف الكربلائيون هذا الرجل الذي برز في تصليح اللوكسات، كانت عملية تشغيل المشاعل الحسينية تتم بخرق الخرق، فتوصل الكربلائيون وعلى رأسهم حسن مفلس باستخدام قزان يوضع فيه البنزين ليضيء اللوكسات، في أحد المواكب انفجر القزان وراح ضحيته عدد من الموالين التحق حسن مفلس بالركب الحسيني شهيدا (رحمه الله)، واشترى الكربلائيون رؤوسا تدعى جيلي من لندن، واستعملوا لها النفط بدل البنزين، مواكب المساء يوميا هيئة الصفارين، وموكب طرف البلوش، وموكب طرف المخيم، وكانت له العديد من الفعاليات منه يطلع عزاء السودان وموكب حرق الخيام وعزاء السبع ومسيرة السبايا وموكب جثة بني اسد وموكب عزاء سابع الايام، ومن مواكب المساء موكب طرف باب النجف وطرف باب بغداد وطرف باب الطاق وطرف باب السلالمة، وطرف باب الخان والعباسية وموكب جمهور طرف العباسية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=125573
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 10 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19