بدل أن يثبت براءته الهاشمي يتوعد قضاة مكافحة الإرهاب والقاضي الذي أصدر مذكرة الاعتقال ويهددهم على مرأى ومسمع من الجميع وعلى الـ BBC

وأنا أتابع هذا اللقاء تذكرت قصتين حدثت في عهد الخلفاء الراشدين تخص القضاء فيُحكى يوما انه شاهد الإمام علي بن أبى طالب عليه السلام وكان( أميرا للمؤمنين آنذاك ) درعا له على يهودي فقال الإمام علي لليهودي: هذا درعي؟ فأنكر اليهودي أن الدرع للإمام! فيتحاكمان إلى القاضي في الكوفة. فيقول القاضي: يا أمير المؤمنين - لا أكذبك ولكن ليس لك بينه. فالدرع لليهودي. فذهب الإمام على ضاحكا فتعجب اليهودي لهذه المثالية.  ويسرع اليهودي وراء الإمام قائلا: يا أمير المؤمنين: والله أنها لدرعك وجدتها يوم خيبر فأخذتها... فهي لك  وأنا أشهد أن لااله إلا الله وإن محمدا رسول الله. فيقول أمير المؤمنين: إذن فالدرع لك هدية.
ويُحكى أن اشترى عمر إبن الخطاب( وكان خليفة في وقتها ) فرساً من رجل وبعد أن امتطاها وذهب بها أصيبت الفرس فعاد إلى الرجل مبتغياً إعادة الفرس إلى صاحبه، فرفض الرجل وأكد أن الفرس كانت سليمة عند شرائها فلجأ الرجلان للقاضي شُريح، فطالب  الخليفة عمر بإعادة الفرس لصاحبه واسترجاع ماله، فسأله القاضي: هل كان بها عيب عند الشراء؟فقال كلا , فقال القاضي  إذاً تبقى الفرس معه وليس من حقك استرجاع مالك بعد الشراء , هل تعرفون ما كان رد فعل عمر بن الخطاب ؟؟  رفّع القاضي إلى مرتبة والي العراق
هذه نماذج من قصص خضوع الخلفاء الراشدين للقضاء ..فلم يقل الإمام علي أن القضاء مسيس من الشام ولم يذكر عمر أن القضاء يستهدف رمز وخليفة المسلمين
فهل السيد الهاشمي برمزية أعلى من رمزية هؤلاء لكي يقول أن القضاء مسيس وان ما يحدث هو إستهداف لرمزية المسلمين , تفاجئت بالسيد الهاشمي وهو ينتفض لنفسه ويهدد بكل صلافة القضاة الذين أصدروا مذكرة الاعتقال ويتهمهم بأبشع التهم ويبدو أن الحصانة التي كان يعتقد أنها موجودة لنائب رئيس الجمهورية والتي ذهبت أدراج رياح الدستور,  قد أفقدت الهاشمي توازنه وحاول الحصول على حصانة طائفية إسلامية لم يتحصن بها حتى أئمة المسلمين .
فلم يكتف بالهروب إلى كوردستان وعدم الامتثال لأوامر القضاء لا بل راح يهدد ويتوعد القضاة ويتهم القضاء بأبشع التهم .
وراح يناقض نفسه أيضا ويجعل من نفسه مثارا للسخرية حين طالب أن يمثل الالوسي للقضاء في بغداد حيث هناك قضيتين عليه , ولا اعلم هل الهاشمي كان يمزح حين قالها وطالب بها ؟ , الم يكن الأجدر به أن يوفر نصائحه لنفسه ويكون مثالا طيبا لباقي الساسة بالمثول أمام القضاء وتبرئة نفسه من قضايا إحداها لو ثبتت عليه ستكون عارا يلحق به وبعائلته إلى دوام الدهر .
السؤال هنا : هل رمزية الهاشمي هي اكبر من رمزية الخلفاء الراشدين ؟
عشنا وشفنا وبعد أنشوف سبحان الله