• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : عربية ودولية .
                    • الموضوع : اعتداء المنصة في الأهواز: أصابع الاتهام تتوجه نحو السعودية .

اعتداء المنصة في الأهواز: أصابع الاتهام تتوجه نحو السعودية

 لم تتأخر القيادات العسكرية الإيرانية كثيراً في توجيه أصابع الاتهام إلى السعودية و»عملائها» في الهجوم الذي استهدف عرضاً عسكرياً أقيم في الأهواز بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية. ولَم تكن طهران أصلاً بحاجة لإثباتات للقول إن السعودية نفذت بالفعل تهديدات سابقة أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان بنقل الحرب إلى داخل إيران، لأن السعودية نفسها وعبر وسائل إعلامها بالعربية والفارسية كانت تبث أنباء الهجوم على الهواء مباشرة، وتصفه بعمل مشروع نفذته «المقاومة الأهوازية ضد الاحتلال الفارسي».
وقال مسؤولون محليون في الأهواز، إن السعودية ودولة عربية أخرى لم يذكروها بالاسم، تقفان خلف تدريب الخلية التي قالوا إنها قامت بالهجوم، وهما من تحرضان باستمرار على زعزعة أمن الأقاليم الإيرانية الساخنة قومياً خصوصاً خوزستان وسيستان بلوشستان وكردستان.
واستند هؤلاء إلى تغريدات الدكتور عبد الخالق عبد الله الذي يوصف في وسائل الإعلام بأنه مستشار لولي العهد في إمارة أبو ظبي قال فيها إن «الهجوم على هدف عسكري (في الأهواز) ليس بعمل إرهابي ونقل المعركة إلى العمق الإيراني خيار معلن وسيزداد خلال المرحلة القادمة». وقالوا إن مثل هذا التحريض المستمر دليل على تورط دول في المنطقة في خطة واسعة تقودها السعودية، لتفجير الأمن الإقليمي برمته.
‏وإذ هدد المسؤولون الأمنيون في الأهواز بأنهم سيعثرون على خلايا الجماعات التي تدعمها السعودية، يعترف خبراء بوجود خلل أمني كبير في الأهواز ومحافظة خوزستان عموماً، حيث تنتشر تجارة السلاح تقريباً هناك بشكل علني.
‏وقال خبير مطلع من الأهواز مركز محافظة خوزستان التي تقطنها أغلبية من العرب الشيعة « يكفي أن تذهب إلى هذه الأماكن مثلاً، (قلعة كنعان، كوت عبد الله، الزركان، ملاشيه، لشكر آباد، منبع آب) لتشتري ما تريد من السلاح بسعر زهيد يجعله في متناول اليد خصوصاً للجماعات الإرهابية.
ويعتقد مراقبون أن السعودية هي التي نفذت العملية وتبنتها عملياً منظمة أهوازية انفصالية، وأن ادعاء تنظيم داعش المسؤولية يأتي لخلط الأوراق، خاصة وأن قناة تبث بالفارسية من لندن ممولة من السعودية، أيدت كما فعل الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، العمل الاٍرهابي الذي أسفر عن سقوط ضحايا وجرح العشرات بينهم أطفال وصحافيون.
وقال الرئيس حسن روحاني إن المهاجمين منظمة إرهابية مدعومة من واشنطن وتل أبيب وممولة سعودياً، وأكد أن طهران سترد بقوة على كل من يثبت تورطه في الهجوم وعلى أي تهديد، داعياً الجهات التي تدعم الإرهابيين إعلاميا واستخباراتيا إلى تحمل مسؤوليتها.
ويمكن القول أيضاً إن هذه العملية ستتيح للإيرانيين تعزيز القبضة الأمنية في الأهواز وسط دعوات جدية بأن تلتفت القيادة الإيرانية بشكل أكثر جدية إلى «المناطق المحرومة» وبشكل خاص إلى الأهواز العائمة على بحور من النفط والغاز، وأن تكثف من المشاريع العمرانية والاقتصادية فيها وفي باقي المناطق التي تقطنها القوميات غير الفارسية.
وفور الإعلان عن الهجوم في وسائل الإعلام السعودية والرديفة، وجه ناشطون إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة إلى وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية والإصلاحية واتهموها بالتراخي في مواجهة الحملة التي يقولون إن السعودية تقودها ضد بلادهم وهي تعلن الحرب عليها، بدعم مباشر من أمريكا وإسرائيل.
وطالب هؤلاء الناشطون طهران بنقل المعركة إلى أروقة مجلس الأمن عشية سفر الرئيس حسن روحاني إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقالوا إن هناك الكثير من الوثائق التي تربط بين الجماعة الأهوازية، التي تبنت الهجوم، وبين السعودية، مشيرين إلى زيارات قام بها أقطاب عرب نافذون إلى السعودية ولقاءات تمت ونشرت عبر وسائل الإعلام جمعتهم بمسؤولين أمنيين سعوديين. على نظرة استعلائية يرفضها المعارضون الآخرون المطالَبون بالحريات القومية.
وفي ضوء ما يتحدث به السفير البريطاني في بغداد عن حصول توافق إيراني (مع أمريكا) حول تشكيل الحكومة العراقية، واتفاق إدلب الأخير، وهما بالطبع لا يعجبان السعودية التي تشعر أنها خسرت كثيراً في سوريا، وقد تخسر رهانها أيضاً في العراق، هل نحن مقبلون على تصعيد جديد وكبير بين إيران والسعودية؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=125136
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 09 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19