• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحسين سفينة نجاة العراق الى بر الأمان... .
                          • الكاتب : حيدر فوزي الشكرجي .

الحسين سفينة نجاة العراق الى بر الأمان...

يختزل الكثيرون الثورة الحسينية بأنها صراع على سلطة أحقيتها للحسين عليه السلام واغتصبها يزيد لعنه الله، ولكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك، فالحقيقة تكمن فيما  رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : " لَمَّا قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ قَدْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، اسْتَقْبَلَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَ قَالَ :

يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، مَنْ غَلَبَ ـ وَ هُوَ يُغَطِّي رَأْسَهُ وَ هُوَ فِي الْمَحْمِلِ ـ ؟

قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ مَنْ غَلَبَ ودَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَأَذِّنْ ثُمَّ أَقِمْ

أي انه ما دام الأذان والإقامة والصلاة موجود فالإسلام هو الغالب والمنتصر.

فالحسين (عليه السلام) خرج لنصرة دين جده، وحتى لا يتجرأ سلطان زمانه أكثر بما يهدد تعاليم ومبادئ الدين الإسلامي.

نعم فالحاكم المتجبر الطاغي عدو لسبحانه تعالى، وهو من حيث لا يعلم قد سلط من قبله فتنة وعقاب للناس على معصيتهم ومخالفتهم تعاليم الدين الحنيف.

لذلك فأسطورة الحسين (عليه السلام) بدأت عندما رفض آل أمية وحلفائهم حكم الأمام على (عليه السلام) لعدله بين الرعية وشدته في الحق، وهم يرون أنهم مفضلين على البقية فيجب أن تكون لهم حصة الأسد، واتبعهم الناس خوفا أو طمعا حتى آلت الخلافة الى بني أمية، فأذاقوا الرعية الويلات وعاملوهم كالعبيد حتى استصرخوا الحسين ولكنهم لم يناصروه خوفا أو طمعا بدنيا فانية، فضاعف لهم بني أمية العذاب بعد قتل الحسن، وتعاقب الطغاة حكم العراق الى وقتنا الحاضر.

مناصرة الحسين (عليه السلام)  لا تكون فقط بالبكاء وتوزيع الطعام أيام عاشوراء، ولكن تكون بوضع المبادئ التي توفي لأجلها الحسين(عليه السلام)  أمام أنظارنا بحياتنا اليومية بتربيتنا لأولادنا بتعاملنا مع الآخرين بوفائنا لشهدائنا ورعايتنا لعوائلهم

 فوجود حكومة فاسدة لا يعني أن نكون بالضرورة فاسدين، وأن صلح المجتمع صلح الحاكم، وهي النظرية الفاعلة اليوم في الدول المتقدمة وليس العكس.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=125085
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 09 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19