• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الخرس .
                          • الكاتب : زهراء حكمت الاسدي .

الخرس

 كلنا يعلم ويعرف ان الخرس من العاهات التي تسلب قدرة الانسان على النطق

لكن موضوعنا ليس عن تلك العاهة ونقاشها ...

فالخرس الحديث اصبح مرضا تعاني منه اغلب الاسر ...!!!!!!!!!!!!!!!!!

نعم انه خرس اختياري

يدخل الاب الى المنزل ليسعد بهدوءه والصمت السائد به

ولا يكلف نفسه حتى بالسؤال

اين فلان ...واين ابنتي فلانة ؟؟؟؟

فهو يعلم ان كل منهم بغرفته اما امام الموبايل او اللابتوب او التلفاز

فيتناول غداءه ويمسك موبايله ايضا ويستمر بالتقليب والتقليب والتقليب الى ان يغفو وهو لم ينطق الا بعدد من الكلمات فقط

منها :

السلام عليكم ،نعم ،لا

والابناء كذلك كلُ في عالمه الخاص وامام اصدقاءه الافتراضيين ساعة يبتسمون ويضحكون

وساعة يكتبون ويتصفحون

والام تحملت الوضع مرة ومرتين وسكتت وبعدها تحدثت ومنعت ولا من ممتنع ولا من مجيب

هي تتحدث مع صم بكم ....

فاخذت جوالها وجلست لتدخل كروبات الطبخ والموديلات والفساتين

 

او كانت بدوامها ورجعت لتصب الغداء وتنام فالعصر عندها عزومة مهمة

ويتكرر نفس المشهد ليلا ونهارا

صمتٌ رهيب ...ولا كلمات ولا من مجيب

كل في عالم ثاني ....

هذه المشاهد ليست من نسج الخيال اعزتي

هذه المشاهد نجدها باغلب البيوت وحتى في بيوت تتميز ظاهرا بالثقافة كطبيب او صيدلي او معلم او او او

الى اين يقودنا هذا الخرس الاسري

وكيف سنصل لنقاش وحلول للمشاكل الاسرية

الابناء من يتابع تصرفاتهم

البنات من يتابع دراستهم

من سيربي الابناء واي اخلاقيات سيتعلمون ؟؟

الكبار الصغار ...ماالحل ؟؟؟؟؟!!!!

وهل هذا الهدوء والصمت والخرس ممدوح

ونحن نجد العشرات بل المئات من الاحاديث المباركة التي تحثّ على الكلمة الطيبة وانها صدقة

وكلنا نعلم ان الانسان بكلماته يدخل الجنان

هذا إضافة الى حاجة الأولاد الى الحديث واكتساب الخبرات من الاسرة

والاّ اخذها من المشارب الفاسدة والمنحرفة في المجتمع او من أصدقاء السوء

ثم اين التكاتف والحوار بهذه الصورة وكيف سيكون قلب احدهم على الاخر وهم كل بعالمه الافتراضي

وهناك من يبرر الحال بان يقول

افضل مما يطلعون للشارع

واخر يقول يتعلمون التكنلوجيا الحديثة

وأخرى تقول افضل من العراك بينهم

وهذا التبريرات خالية من الصحة لان لكل مرحلة وتعامل مع الاخرين دوره الذي يغذي قوة الشخصية لدى الأبناء

ومن هنا فنؤكد على الحوار النافع مع الأبناء والابتعاد عن الصمت المطبق.

 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=124241
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 09 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19