• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : محنتنا مع الجِراء المسعورة .
                          • الكاتب : حميد آل جويبر .

محنتنا مع الجِراء المسعورة

 مَن منكم - بكل ما اُعطي من بيان - يستطيع ان يقنعني بان الكاتبين الشريفين جدا عبد الرحمن الراشد وطارق الحميد يكتبان مواضيع مقالاتهما في صحيفة الشرق الاوسط باختيارهما وبحرية مطلقة من دون املاءات عملاق الاعلام العربي الامير طراك ابن كالة آل سعود . ومراعاة للادب الجم واحتراما للمهنية الفائقة فان مقال الراشد لا يسبق مقال الحميد مهما ضج بالاراجيف والخدع السينمائية . ووالله لو انهما لم يكونا ربيبي اعلام بلد هو الاسوأ في المعمورة في كل شيء لهان الخطب ، لكن ان يكتب هذان الموظفان المواظبان لصحيفة سعودية بكل شيء الا منصة انطلاقها ، فهذا ما يضحك الثكالى . وهما -الراشد والحميد - يتحدثان ما يشاءان كل يوم وبكل صفاقة عن الحرية والديموقراطية والانفتاح والدكتاتوريات في العالم العربي ومصادرة الحريات الفردية والدعوة للمجتمع المدني . وجريدتهما مع الحياة - بدرجة اقل سُعاراً - تذكرانني بصحيفتي الثورة والجمهورية البعثيتين سيئتي الصيت حد اللعنة.  كم يعجبني ان اتابع احد او كلا الاثنين وهما يدبجان مقالة عن المالكي ودكتاتوريته ومقارنته بصدام التكريتي وقد تحولا - متبرعين متطوعين لوجه الله - ليكونا ناطقين باسم ابغض خلق الله طالح المطلك وامثاله لا يبغيان جزاء ولا شكورا . وكم يعجبني لو تابعت فقرات كتابة المقال لاهمس في اذنيهما قائلا : ايتها الذاكرات المنخورة كغربال ،الممسوحة كحدوة حصان ، الم يقف صدام التكريتي بجيشه الجرار أمس على حدودكم اذ قلوبكم لدى الحناجر لا ناصر لكم يومئذ من بطشه وجيشه الا لفافة العلم الاميركي التي كنتم تتدثرون بها وهي تحمي لكم سماءكم وتقيكم باسكم وتغطي لكم سخام عوراتكم ومابقي من شرف نسائكم. وأي رذيلة لم يجربها بطل التحرير ابو عدي على رؤوسكم الخاوية في المؤتمرات والاجتماعات والقمم، حتى اذا وضعت الحرب اوزارها وتنفستم الصعداء قليلا ، رحتم تقارنونه بمن هو اشرف منكم ومن ولاكم . الا فاعلموا ايها الكتبة الماجورون الذين لا تـُذهِبُ رائحةَ النفط من ملابسهم كلُّ عطور متاجر لندن الراقية ، ومعكم اضرابكم من مرتشين وباعة شرف ومتاجري دم وسماسرة ضمير ، اعلموا ان العراق بُني على خطأ فادح منذ التاسيس وفي غفلة من الزمن، وهاهو يعيد - في صحوة من الزمن - بناء نفسه من جديد وبالطريقة الحضارية الصحيحة التي لا تروق لكم . ونحن نعلم الثمن الدامي لذلك البناء علم اليقين ، ونعلم ايضا ان كل بناء جديد سيحتاج الى تهديم كامل لصرح معوج اضطُررنا ثمانية عقود عجاف للسكن فيه صابرين محتسبين بانتظار اقتناص لحظة التصحيح وشعارنا في هذا الهدم والبناء "لا تَظلِمون ولا تُظلَمون" ولا يهمنا حينها ، سواء أرضي الراشد ؟ ام رفض صغيرنا المدلل طروقي الحميد ؟ فكلاهما يدرك اكثر من الاخرين ماذا يعني ان ينهضَ عنقاء العراق من جديد فيكنس الزبَدَ من طريقه في قافلة لا تكترث لنباح الجراء المسعورة ... وهي قادمة باذن الله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12420
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19