• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بين ركضة طويريج وماراثون الجندي المجهول ! .
                          • الكاتب : هشام حيدر .

بين ركضة طويريج وماراثون الجندي المجهول !


قبل سنتين ...وبتاريخ 28\12\2009 تحديدا...كنت قد نشرت هذا المقال ضمن سلسلة مقالات استهدفت من يطلقون على انفسهم مصطلح (علمانيين)نشرت في مدونتي الخاصة بالعلمانية اضافة الى نشرها في مواقع اخرى!
http://3elmany.maktoobblog.com/%D8%A...5%D8%AC%D9%87/

واليوم اعيد نشره هنا لقرب موعد البيعة الكبرى في اكبر ماراثون ولائي عرفه التاريخ.

-------------------
حقوق الحيوان ...كحقوق الانسان !.... قابلة للمزايدة والمساومة والبيع وحسب الظروف وعند الحاجة في النظام العالمي الجديد او القديم!!!
ففي الوقت الذي يشيد البعض بـ(حملات) وتظاهرات لمنظمات (مدافعة)عن حقوق الحيوان ....يغفل هؤلاء سكوت تلك المنظمات عن حقوق الانسان مثلا!..واظن (وان بعض الظن اثم).... ان الانسان (غالبا)افضل من الحيوان !!
او ان هذا (البعض) لايستغرب صمت تلك المنظمات عن حقوق (الثيران) في اسبانيا مثلا ..في الوقت الذي ترفع فيه عقيرتها بسبب طائر (يسعل) في خليج الاسكا بسبب مخلفات ناقلات النفط!!
والحقيقة ان قضية مصارعة الثيران تتنازعها في الجانب الحقوقي جنبتين حقوقيتين.... الاولى حق (الثور) ذاته الذي يثور على الانسان المتحضر (العلماني) المتلذذ بالضحك على عقله وهو يظن انه يضحك على (عقل الثور)...وطعنه او الركوب على ظهره واستفزازه !!
وفي خبر اخر صرح احد (الثيران)ان نقمته تنصب على الجمهور الواعي المثقف (كلش) الذي يهتف لابن فصيلته (وبطولاته)التي حققها على حساب الثور المسكين !!
والجنبة الحقوقية الثانية هي حق الانسان وحقه في رعاية مشاعره واحترامها وعدم خدشها بهذه المظاهر اللاانسانية المستهترة والتي تعود بطيعتها الى التاريخ الاسود لاوربا وواحدة من بقايا همجيتها التي تخلت عنها تدريجيا ولكن الغريب هو بقاء مثل هذه المظاهر البدائية وقبولها من الكثير من الشرائح وعدم الاعتراض عليها من قبل منظمات حقوق الانسان او الحيوان ومنظمات المجتمع المدني وعدم التطرق اليها في المؤتمرات الدولية او الاقليمية الخاصة بالانسان او الحيوان !!
وفي بعض المهرجانات يتجمع المئات ثم يطلق من خلفهم عشرات الثيران التي يقال كذبا انها هائجة لكن الانسان الهائج المتخلف هو من يثيرها!!
وكم اظهرت البرامج المختصة مشاهد مقززة لضحايا هذه (المهرجانات) والحلبات قد تبدأ بدخول قرن الثور في (مخرج) المتصارع وقد تنتهي بموته!!

وفي هذا السياق تندرج مهرجانات الطماطم والبرتقال وماشابه حيث تهدر الاطنان من هذه المحاصيل خلال ساعات قلائل ناهيك عما تسببه من فوضى ونشر للاوساخ في الطرق العامة يضاف الى كل هذا ظهور الانسان الذي يدعي التحضر بهذا المظهر المتخلف عديم المعنى !
وقد يعرض الخبر التالي صورا لمن يقال انهم بشر يشرفون على الموت حتى غدوا كانهم اكياس من الجلد تضم هيكلا عظميا لايقوى على طرد الذباب المتجمهر عليه عبثا لان هذا الذباب لن يجد مايسد رمقه في كائن عاجز عن سد رمقه هو الاخر!

وهناك مهرجانات اخرى كمهرجان الغطس حيث يغطس البعض في بحيرات متجمدة في الوقت الذي يرتجف فيه المتفرجون من شدة وطأة الصقيع !!
وتتعدد المهرجانات وتتنوع وتتعدد معها مخاطرها وتتنوع كذلك كتسلق الجبال الشاهقة والنزول في فوهات البراكين والسقوط من الطائرات او الجسور المرتفعة في الانهار او البحار او القفز بالسيارة او الدراجة لعبور عدد من السيارات او الحواجز ....... الخ !
اما الملاكمة فهذه (رياضة) اولمبية !! سواء اكانت من وزن (الذبابة) او الفيل !!
وماتعرضه من صراع علني كانه صراع من اجل البقاء انتهى بموت الكثيرين... وعرض ترنح المتخاصمين ونزف جروحهم وكسر اسنانهم وسط تصفيق الحشود وفلاشات الكاميرات !!
يلحق بها (رياضة) المصارعة الحرة ومشاهدها المقززة !!
لااطيل اكثر...رغم اني قد اكون اغفلت امثلة اخرى لاتقل اهمية عما طرحت...
اقول ان كل هذا يحظى برعاية دولية وتصرف لاجله ملايين ومليارات الدولارات وتنقله الفضائيات نقلا مباشرا او مسجلا دون ان نعي مغزاه ومعناه وماقد يترتب عليه من فائدة للبشرية بصورة عامة او حتى ولو لافراد معينين عدا تلك الجوائز التي يحصل عليها الفائزون !!
بينما نعي في ذات الوقت همجية هذه التصرفات واقترانها بالعصور البدائية للانسان حيث شرعة الغاب والبقاء للاقوى وحلبات الرومان واباطرتهم وكان الامر تخليد لتلك الهمجية !!
وتنهمك الفضائيات وتتسابق لنقل كل هذا ونقل كل غريب ولو كان يخص طقوسا لهذه الطائفة او القومية وان لم يبلغ عددهم المائة !
ولكن....
تصمت هذه الفضائيات وتتجاهل كل فعاليات الشيعة المليونية التي قد يزيد عدد روادها العشرة ملايين في الزيارة الاربعينية مثلا !
تتجاهلها تماما !! او قد تنقلها على استحياء او استهزاء !
والحال ان هذه الفعاليات تعد من اضخم واطول ماراثونات العالم حيث يقطع العراقي مثلا مئات الكيلومترات من البصرة الى كربلاء !!
ويشمل هذا اقامة السرادقات على طول هذه الطرق المتباعدة لتقديم الخدمة والضيافة في حدث فريد لم يشهد العالم اي نظير له عبر التاريخ القديم او الحديث !!
ويشمل هذا اقامة( اوبريتات ومسرحيات ) شعبية في مئات المدن والقرى الشيعية !!
وحين يجري هذا في دول اخرى يقال ان هذه ممارسات وفعاليات ....متحضرة !

كما ان كل هذا مرتبط بماساة عرفتها البشرية وقعت لاجلها وحملت من المعاني السامية ماكان ملهما لكثير من مفكري وادباء العالم باسره وانه تخليد لفصول تلك الماساة وتجسيد لمفرداتها ومعانيها بصورة حضارية وفق مقاييسهم عموما دون الخوض في التفصيلات!
في العام 490 قبل الميلاد قطع جندي اغريقي مجهول الاسم مسافة 40كم من مدينة (ماراثون) الى مدينة اثينا ليزف لاهلها بشرى انتصار قوات الاغريق فتم تخليد هذا العمل بجعل ركضة الماراثون ركضة عالمية وتم تخليد الجندي بان وضع له نصب في كل دولة ويقوم الرؤساء والرؤساء الزائرين بوضع اكاليل الزهور على هذا النصب ...... اذا مايحق لنا ان نقيم للجندي والقائد العظيم الذي فعل مالم يفعله غيره عبر التاريخ لاجل امته الا وهو ابو عبد الله الحسين وملحمته التي جسدها يوم عاشوراء !!!
لقد خلدت الشريعة الاسلامية سعي (هاجر) بين الصفا والمروة وتضحية الخليل ابراهيم ع بابنه اسماعيل ع وجعل من هذه الافعال مناسك من اركان الدين يتعبد بها سنويا .....
فلم يعيب الغرب والعرب (والفارق نقطة) ... تجسيد تلك الملحمة بشتى الصور ومنها ركضة طويريج وهم يقدسون ركضة ماراثون..؟؟
أي منظر ظلت الشاشة تنقله على مدى ساعات لمئات الالاف يؤدون هذه الركضة ظهيرة يوم العاشر من محرم هذا العام..؟؟
الم يشاهدوا مواكب (نصف المجتمع) النسوية..؟؟؟
بربكم كيف ستتم تغطية ماراثون تشارك فيه نساء عراقيات..؟؟؟

وقد تستفزك احدى الفضائيات حيث تنقل حدثا صغيرا في مدينة معينة في الوقت الذي تنهمك هذه المدينة باكملها في اقامة الشعائر الحسينية التي تتجاهلها الفضائية ذاتها !!
ولانجد اي عذر لاية فضائية عالمية ولكن لو التمسنا لها عذرا (ولانجد) فاي عذر عسانا نلتمس لفضائيات يقال انها ....عراقية ..؟؟
يطل علينا (العلماني) صالخ المطلك صبيحة هذا اليوم (عاشوراء) مهنئا (الشعب العراقي عامة)!!! و(الاخوة المسيحيين خاصة)...لمناسبة اعياد الميلاد المجيد !!!
ولاادري ان كانت (الرسالة)مسجلة او قد بثت من قبل لكن مااعرفه ان يوم الميلاد هو 25 من الشهر وليس 27 !!تاريخ اليوم!!
ثم ان الاخوة المسيحيين فيهم الارمني والسرياني وفيهم الكاثوليكي والبروتستانتي ويختلفون بينهم في التواريخ الدينية كما نختلف فلهم طوائف كما لكل الاديان افلا تعتقد ان (رسالتك) قد تثير (طائفية) بين الطوائف المسيحية..؟؟ كما خشيت ان تثير الطائفية بين الطوائف الاسلامية اذا مااحترمت مشاعر اكثر من 15 مليون شيعي عراقي اذا تنزلنا وقلنا ان الشيعة يشكلون نصف المجتمع العراقي ..؟؟؟!

واذا ماتجاوزنا الفضائيات (الوطنية)... نعرج الى نظيراتها الاجنبية... الفضائية الاجنبية تنقل موسم الحج ..... حتى لايقال ان الفضائيات الاجنبية تحارب (الشعائر الاسلامية)!!!
والفضائيات العربية تنقل طقوس الكثير من الطوائف رغم غرابتها .... اقول هذا جوابا لمن قد يقول ان هذه الفضائيات تسير على خط (التوحيد) وتحارب (شركيات الرافضة)!!!
ولمن يقول ان هذه الشعائر (طائفية) لذا فان الفضائيات (الوطنية) وفي مسعاها لـ(محاربة الطائفية) تحضر تغطية مثل هذه الشعائر ... اقول ان هذه الفضائيات (الوطنية) يارفيقي تنقل مايخص الطائفة الاخرى ولاتنقل لهذه الطائفة حتى صلاتها !!
لكنه النهج البعثي -البريطاني الذي سارت عليه الانظمة في الدولة العراقية الحديثة حيث القاعدة (شيعي=طائفي=ايراني)!!
حيث يبث التلفزيون الحكومي الاذان كما يراه فقهاء اهل السنة وليس في ذلك ضير لكن ما ان نقل التلفزيون الحكومي اضافة للاذان القديم اذان طائفة اخرى تمثل في اسوأ التقادير نصف المجتمع العراقي حتى قامت قيامة (الوطنيين)والقومجيين وعبروا عن هذا الاذان بـ(الاذان الطائفي) علنا !!!
ولسنا هنا في معرض الخوض في اصل المشكلة والبحث في جذورها وبيان اسبابها وتشخيص هل انها مشكلة طائفية مؤطرة بالاطار السياسي ام انها مشكلة سياسية مغلفة بغلاف طائفي بل نبحث ونسال في اطار اكبر فالقضية عامة ولاتخص الاعلام العراقي العروبي الطائفي بل تشمل كل الفضائيات العربية والدولية كذلك !!
فهل لواحد من علمانيي العصر ان يوضح لنا حقيقة هذا الامر ..؟؟؟
وهل ان الاعلام الدولي طائفي هو الاخر ..... ام ان للحقيقة وجه اخر ..؟؟؟

هشام حيدر
الناصرية


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : عباس ناصر ، في 2011/12/24 .

السلام عليكم
السؤال الان موجه الى الساسة من السنة والشيعة
هل ان القوانين الوضعية من قبل البشر تلائم ما نادوا به في الانتخابات ان يكون الدين الرسمي للدولة هو الاسلام
لم نره الا مكتوبا على صفحات الدستور العراقي
انتشرت اوكار الرذيلة وبائعي الخمور
اضافة الى القوانين التي خرجت عن المفهوم الديني لتصب في مصلحة العلمانيون الجدد

نعيد اسئلتكم في نهاية المقال
فهل لواحد من علمانيي العصر ان يوضح لنا حقيقة هذا الامر ..؟؟؟
وهل ان الاعلام الدولي طائفي هو الاخر ..... ام ان للحقيقة وجه اخر ..؟؟؟

فهل نجد من الاسلاميين الجدد اجابة لهذه الاسئلة





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12410
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28