• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بـ الإصرار والتواصل...حقق النجاح... .
                          • الكاتب : عبدالاله الشبيبي .

بـ الإصرار والتواصل...حقق النجاح...

منذ أيام وفد علينا احد الطلاب للتدريب في مجال الصيدلة، وبعد أيام جلس يحدثنا عن النجاح والإصرار والعزيمة التي قادته نحو هذا الأمر، وكيف انه في بداية مشواره تعرض الى الكثير من المعوقات والضغوط؟.
اذ عمل على تحدي الصعاب والعقبات التي واجهة في مسير حياة وكسر حاجز والوهم والخوف الذي كان يرافقه، وعندما كان طالب في الإعدادية اخذ يتحدى الأهل والأعمام والأصدقاء فيما سيصل إليه، وكانوا لا يجدون فيه النجاح والتفوق، وفي ذات يوم قيل له أنت لا يمكن لك ان تعبر مرحلة الصف السادس العلمي! ولكن مع الإصرار والتواصل والحزم والعزم حقق الحلم الذي وضعة في داخلة واخذ يحطم العقبات الوهمية التي صنعها في مخيلته.
قيل النجاح لا يتحقق إلا بالإصرار، وعدم التوقف عن محاولة التقدم والتطور، وعدم الاستسلام للفشل أو اليأس والإحباط، وليس عيباً أن تسقط، ولكن العيب أن تركن إلى السقوط. أما الإصرار فيمكن تلخيصه في مواصلة الجهد والعمل الدائم لتحقيق هدف ما، دون الاستسلام حتى يتحقق النجاح.
ان الإصرار والعزم، وحدهما الدافعان نحو النجاح، والناجحون عادة ما يواجهون عقبات شتى، وضربات قوية، لكنهم بالمثابرة والمداومة والإصرار فهم حتماً سيحققون الانتصار، والوسيلة الوحيدة للنجاح هي الاستمرار بقوة حتى النهاية، والفشل ينبغي أن يكون معلماً لنا وليس مقبرة لطموحاتنا.
كما وان النجاح في الحياة ليس مرتبطاً بمستوى الذكاء والعبقرية او بالتعليم، إنما النجاح في اي مجال من مجالات الحياة مرتبط أساساً بالإرادة القوية والإصرار والتحدي والاستمرار ودم الاستسلام وإيجاد طرق لم تكن معروفة من قبل، وكلما استخدمت هذه القدرة تقدمت خطوات في طريق النجاح.
نعم فالعزيمةُ والإصرار من القيم التي يلزمُ الجميع التمسّكُ بها، خصوصًا أن الإنسان الذي يفتقد القدرة على الإصرار أو العزيمة هو بالضرورة شخص خامل بلا هدف ولا طموح، ولا يمكن أن يحقق شيئًا مهمًّا إلّا عن طريق الصدفة، بخلافِ الشخص الذي بمقدورِه التحلّي بالإصرار وامتلاك عزيمة قويّة؛ لأنه شخصٌ يعرف ما يُريد ويتحدّى الصعاب ويتفوق عليها حتى على نفسه، وعلى الأغلب أنّه يفوز بما يريد تحقيقه.
ومن ثم اخذ يحدثنا كيف انه أثق بنفسه وعبر مرحلة الخطر التي كادت إن تطيح به وتحطم تطلعاته، عندما طلع قبوله في جامعة الموصل أيام الحرب على داعش، فان الثقة بالنفس من أهم مميزات الشخصية الناجحة لكل من ينشد التفوق في مجالٍ ما. فلا نجاح بدون ثقة الإنسان بذاته, وقدراته, فطالما يملك الإنسان عقلاً يمكنه ان يكون شخص ناجح من خلال استخدام عقله.
فأن سر النجاح يكمن في ثقة الإنسان بذاته, فالذين صنعوا التاريخ, وساهموا في بناء الحضارات الإنسانية, والذين خلدهم التاريخ هم أشخاص عاديين مثلنا يملكون عقولا ونحن نملك عقولا كذلك؛ ولكن سر نجاحهم كان يكمن في الثقة بالنفس, مدركين إنها المدخل لكل إنسان يريد النجاح في ميادين الحياة المختلفة.
وواصل المسير وذهب إلى جامعة الموصل التي كان مقرها في محافظة كركوك، وكلنا يتذكر كيف كان الوضع أيام حرب على داعش الذبح والإجرام، وكان الصديق الطالب يواصل العزم والإصرار على إكمال دراسته وتحقيق الحلم الذي كان ينشده، وبعد الصبر والصمود ومجابهة التحديات، أكمل تفوقه بنجاح، وهو اليوم في المرحلة الرابعة من كلية الصيدلة.
إذن العزيمة قوة باطنية فلا إرادة لمن لا عزيمة له, ولا إرادة لمن لا موقف له والإصرار يعني الاستمرار حتى تحقق ما تريد رغم كل الظروف؛ لان الإصرار ينمي الإرادة ويقوي العزيمة ونحتاج مع العزيمة إلى الصبر؛ لان الصبر يفتك باليأس وان التمرن على الإعمال الشاقة يزرع في الإنسان إرادة فولاذية والإرادة الفولاذية تصنع النجاح ولا تنس هذه الحقيقة "ان قطرات الماء المتتابعة تحفر أخدوداً في الصخر الاصم".
وقد قرأت عن السيد هادي المدرسي القول التالي: يتمتع الناجحون بصفتين أساسيتين هما: الحزم والحسم معاً.
فالحزم هو بإحالة الرأي والنظر في العواقب، ومشورة ذوي العقول، أما الحسم فهو القطع، والعزم. وإذا اقترن العزم بالحزم كملت السعادة إذ لا خير في عزم بلا حزم. من هنا فإن الحزم أسد الآراء.
اما العزم فان ثمرته الظفر فان عزيمة الخير تطفئ نار الشر، ولذلك فمن ساء عزمه رجع عليه سهمه. وكما قال احدهم فانه لا تبلغ الغايات الا بالحزم، وحصافة الرأي، فالأمر الذي لا جدال فيه انه ما من رجل يستطيع إن يدرك النجاح إن لم يكن حازماً مع نفسه، وحينما يقترن الرأي الحصيف بالحسم الصحيح تكون النتيجة من أفضل ما يتوقع.
إن الحازم لا يقرر الا بعد تفكير، اما الحاسم فلا يؤخر العمل عن وقته ولهذا فان الفرص لا تدخل شباكه الا ويصيدها، واحزم الناس رأياً من أنجز وعده، ولم يؤخر عمل يومه لغده.
يقول احد الناجحين: ما أخذت أمراً قد بحزم ولمت نفسي فيه، وان كانت العاقبة ضدي، ولا أخذت أمراً قط وضيعت الحزن فيه إلا ولمت نفسي فيه وان كانت العاقبة لي فيه.
حقاً إن صفتي الحزم والحسم ضروريتان لكل من يبتغي تطوير نفسه وعمله، فبدونهما يتوقف كل شي عن النمو.
وإثناء تواجده في الصيدلية تجد فيه الإصرار والحماس والمواظبة والعزم على التعلم التواصل في مواصلة التدريب والدرس والسؤال عن الصغيرة والكبيرة، وبعض الأحيان تسمع منه القول التالي أريد إن أصبح صيدلاني متفوق. وكان مصداق القول التالي: من بذل جهد طاقته بلغ كنه إرادته، ومن ضعف جده قوي ضده، وما أدرك المجد من فاته الجد، فان النجاح يأتي حتماً من الجد والاجتهاد والمثابرة والعزم.
وقال ابو القاسم الشابي في من أراد ركوب الخطر وتحقيق الطموح وهو لهيب الحياة وروح الظفر:
أبارك في الناس أهل الطموح ... ومن يستلذ ركوب الخطر
وأعلن في الكون إن الطموح ... لهيب الحياة وروح الظفر




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=123830
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28