• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مشوار البناء يبدأ من التعليم .
                          • الكاتب : احمد حيدر الحسيناوي .

مشوار البناء يبدأ من التعليم

عندما تسنم مهاتير محمد مقاليد الحكم في ماليزيا سنة 1981، أولى التعليم عناية خاصة، فجعله الزاميا، وبلغحجم الانفاق عليه 25‎%‎ من اجمالى نفقات الدولة.

 

حيث وضع استراتجية متكاملة، تبدأ من مرحلة ماقبل التعليم الابتدائي، فالزم جميع رياض الاطفال، بمنهجتعليمي مقرر من الدولة. كما انشأت الحكومة الكثير من المدارس الجديدة، ومعاهد التعليم المهني، ووصلعدد الجامعات الى 30 جامعة عامة، و30 جامعة خاصة، بعد ان كانت جامعة واحدة في زمن الاحتلالالبريطاني.

 

سعى مهاتير محمد الى هدفين اساسين، علم انه اذا استطاع تحقيقهما، فأن بلده ستقفز الى مصاف البلدانالمتقدمة، في فترة قياسية، اولهما هو زرع روح المواطنة في الاجيال الناشئة، وتعزيز الشعور بالانتماء للبلد،واعتمد بذلك على مناهج تربوية رصينة، وبأسلوب تراكمي يبدأ من مرحلة الدراسة الابتدائية وصولاً حتىمرحلة التخرج من الجامعة. الهدف الثاني، هو ادخال التقنيات الحديثة الى التعليم، حيث انشأت الحكومةالماليزية المدارس الذكية، التي تعمل على تطوير مهارات الطلبة في التكنلوجيا المتقدمة، ووضعت خطةفعالة لادخال الحاسب الآلي الى المدارس، وربطها بشبكة الانترنت، لتصل نسبة المدارس المتصلة بالشبكةالى 90‎%‎ في نهاية التسعينات، وانشاء مراكز الابحاث العلمية، التي تعد مصدراً هاماً لتوفير المعلوماتاللازمة، لاتخاذ القرارات الصائبة من قبل السلطات العليا. لتحقق بذلك ماليزيا طفرة اقتصادية هائلة، حولتهامن دولة زراعية بسيطة، الى دولة صناعية متقدمة، تبلغ ايرادتها 90‎%‎ من قطاعا الصناعة والخدمات.

 

ما افتقده العراق منذ نهاية الحكم الملكي، هو حاكم بعقلية وروح مهاتير محمد، يشرع ببناء دولة على اسسعلمية، لا يؤسس منظومة فاسدة تضمن له البقاء على سدة الحكم لاطول فترة ممكنه. قائد يجعل التعليم اهماولويات الدولة، لبناء جيل واعي ومنتج، يتحلى بروح المواطنة الحقيقية، ليست تلك المواطنة المشوهة،المبنية على نوبات العاطفة، التي تُستثار من قبل المحرضين، من هنا او هناك لمنافعهم الخاصة، وسرعانماتتلاشىء بعد وقف الزخم الاعلامي من المحرض. 

اصبحنا اليوم بحاجة ماسة الى ثورة اصلاحية، تشمل جميع مؤسسات الدولة المرتبطة بحقل التعليم، فنحن لانحتاج مدارس جديدة، بقدر احتياجنا الى اساليب تربوية حديثة، تنمي روح التساءل والابداع عند الطلبة، التيقتلتها المناهج التقليدية البائسة، واساليب التعليم المنتهية الصلاحية، التي تحول الطالب الى آلة حفظ، دون انتولي ادنى اهتمام الى تنمية قدراته العقلية، التي تعتبر اساس التقدم والرفاه في عصر العولمة.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=123511
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28