• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات للأشارات القرانية في القصص القراني .
                          • الكاتب : رضا الموسوي .

تأملات للأشارات القرانية في القصص القراني

بسم الله الرحمن الرحيم
( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [يوسف : 111]
صدق الله العلي العظيم
نعم إن في القصص عبرة ( لأولي الألباب ) وليس حديثا مكذوبا بافتراء ..
ونعم إن في القصص مصاديق عملية في مستقبل الايام ستنكشف للجميع والفلاح لمن امن بها قبلا .
ونعم ان في القصص تفصيل كل شيء بدقة فائقة .
ونعم ان في القصص هدى ورحمة وتثبيتا لقوم يؤمنون ..

ورحلتنا في قصة نبي الله موسى عليه السلام مع فرعون وقومه الطغاة :
الحقيقة ان هنالك تشابها واضحا بين حال أمة موسى ع وعدوه فرعون وقومه وبين حال أمة نبينا الكريم ص وأعدائه من بني قومه من السابقين واللاحقين ..
ولقد اخبر رسولنا الكريم ( الذي أوتي الحكمة من رب العزة )أمته بذلك عندما قال لهم ( لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )...
وعندما قال لأمير المؤمنين ع ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا إنه لانبي بعدي ).
بداية سورة القصص المباركة :
بسم الله الرحمن الرحيم
طسم [ 1] ِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ [ 2] نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [3] إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [ 4] وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ [ 5] وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ [ 6] وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [ 7] فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ [ 8] وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [ 9] وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [ 10] وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [ 11] وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ [ 12] فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [القصص : 13]
صدق الله العلي العظيم
هذه تفاصيل دقيقة لما حدث في تلك القصة وفيها أشارات للقوم المؤمنين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه واله (من أولي الأباب منهم ) لان فيها هدى لهم ورحمة وتثبيتا على الحق الذي يؤمنون به ..وسنحاول ان نكون تناظربين مفردات الاية الكريمة بين الأمتين أمة موسى ع وامة نبينا الكريم :
فرعون رمز للشيطان وأوليائه وجنوده من الانس والجن ..
وهو واوليائه أستضعف طائفة من المؤمنين من الملة الخاتمة ( وهم أهل بيت النبوة من آل محمد ) ( وهم الخلفاء الإثنا عشر الذين اخبر عنهم رسولنا الكريم ص)وهم الابناء الأبرارالذين خرجوا من رحم هذه الامة المؤمنة الا ان قتلهم واحدا بعد الاخر الى أحد عشر إماما معصوما ...ولكن الله عز وجل وعد ان يكون هؤلاء المستضعفون أئمة للخلق ويجعلهم ورثة علوم النبي الكريم ص ..ويمكن لهم في الارض ويري أعدائهم من الفراعنة وجنودهم ماكانوا يحذرون ..
فارتأت الحكمة الألهية ان يغيب الله تعالى ( الأبن والخليفة الثاني عشر) عن هذه الامة المؤمنة لصالحها ...
أم موسى = الأمة المؤمنة بمحمد وأهل بيته الاطهار ومن سار على نهجهم من الاخيار ..
نبي الله موسى ع الذي غيب عن امه وهو طفل صغير= الامام الثاني عشر عجل الله فرجه الشريف الذي غيبه الله عن أمته المؤمنة وهو طفل صغير ...

هذه الامة المؤمنة اليوم أصبح فؤادها فارغا لفراق أمامها ولكن الله جل وعلى بقدرته ربط على قلبها ووعدها ان يرده عليها وتقر عينها به ولاتحزن كما رد ( نبي الله موسى عليه السلام لامه لتقر عينها ولاتحزن)

ولتعلم هذه الامة المؤمنة ان وعد الله حق ولكن للاسف أكثر الناس لايعلمون بل يستهزون لجهلهم ...
فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [القصص : 13]

اللهم عجل لوليك الفرج لتقر عين الامة المؤمنة به وتغادر حزنها وتنصرها وتمكن لها في الارض وتري اعدائها الفراعنة ماكانوا يحذرون إنك سميع مجيب ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=123333
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29