• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سيكولوجية " إن هذا الأمر لا يعنيني " ... بالعامية " شعليه " .
                          • الكاتب : د . اثير عباس رجه الشويلي .

سيكولوجية " إن هذا الأمر لا يعنيني " ... بالعامية " شعليه "


مقال الاهتمام بالآخرين والحصول عليه من الآخرين حاجة نفسية إنسانية تمنح الإنسان الشعور بالأمان والثقة وتعمق روابطه مع المحيط، في حين أن غياب الاهتمام يقود إلى برودة المشاعر والجمود واللامبالاة، بل إلى أشكال متنوعة من الأمراض النفسية والجنوح.
فما هو جوهر الاهتمام؟ عندما يهتم إنسان ما بإنسان آخر أو بحيوان أو بشيء ما فإنه يركز انتباهه على هذا الشيء.. فالاهتمام بالآخرين يولد لديهم مشاعر طيبة ومريحة وتداعيات إيجابية.
وماذا يعني الاهتمام ؟
والاهتمام يعني الحب. فالشخص المحبوب هو الشخص الذي يحظى باهتمام من يحب، علماً أن الحب هو الشكل المكثف من الاهتمام. كما ويعني في الوقت نفسه العطف والحنان.
كذلك الاصغاء و الالتزام نوع من الاهتمام ..
والاهتمام عموماً ليس عملية ذات اتجاه واحد فالاهتمام نحو الخارج يتطلب أيضاً الاهتمام نحو الداخل، فمن يقدم الاهتمام للآخرين لابد وأن يحظى باهتمامهم. ولكن لابد من الانتباه كذلك إلى أن الاهتمام بالآخرين قد يكون على حساب الشخص نفسه. وإذا كان لابد للإنسان من الاهتمام بالآخرين فإن ذلك يجب ألا يكون على وفق مبدا تدمير الشخصية كما يحصل عند البعض عندما يجعل نفسه اضحوكة ومهزلة كي يحظى بالاهتمام او أن يشعر بالاستغلال من الآخرين .
هذا الاهتمام ....
وعكسه اللامبالاة ، فعندما نسمع شخصاً ما يقول لنا " إن هذا الأمر لا يعنيني أو أن هذه القضية سيان عندي أو لا يهمني هذا أو ذاك الأمر أو دعوني وشأني فليس لي علاقة بأي أمر أو افعل ما تشاء فأنا لم أعد أهتم ..الخ " فإن هذه إشارة تدل على أن هذا الإنسان لا يريد أن تكون له علاقة ما بأشخاص أو بأشياء معينة
. فالللامبالاة تعني عدم الاهتمام وترك الأمور كما هي أو ربما تركها تسير نحو الأسوأ دون التدخل ومحاولة تغيير الأمر الواقع ولو ضمن الحدود الفردية المتاحة.
اللامبالاة تمتلك وجوهاً عدة : فهي قد تظهر في الجانب الشخصي وقد تظهر في الحياة الزوجية ، بل قد تمتد لتشمل القضايا السياسية والاجتماعية والبيئية .
وتكمن خطورة هذا النوع من اللامبالاة في أنه تترك عملية اتخاذ القرارات التي تمس كل الأفراد للآخرين .
كما وأن اللامبالاة تجاه التدمير المتزايد للبيئة لها تأثير واضح وسريع على كل فرد. ولعلنا نلاحظ لامبالاتنا تجاه البيئة في سلوكنا اليومي مع التخلص من القمامة، التي نرميها بشكل عشوائي في كثير من الأحيان دون الاهتمام بما يمكن أن يكون لسلوكنا هذا من انعكاسات حتى علينا نحن أنفسنا.
ماهي الأسباب الكامنة خلف اللامبالاة ؟
يمكن لللامبالاة أن تكون ذات فائدة نفسية وجسدية بالنسبة للشخص في بعض الأحيان. أي أنها تؤدي وظيفة الحماية في بعض الأحيان. فقد يعاني الإنسان من خبرات الرفض والصد من قبل الآخرين، وبالتالي يصاب بالإحباط، ويتولد لديه الخوف من تكرار هذه المواقف المؤلمة. فيتظاهر المرء باللامبالاة من أجل حماية الذات . وغالباً ما يكون هذا التظاهر لا شعورياً في غالبية الأحيان. والمشكلة هنا أنه غالباً ما يمكن أن يتم حدوث ثمثل ( تبني ) لا شعوري للموقف اللامبالي بسرعة كبيرة، وبالتالي يمكن لللامبالاة أن تتحول إلى اتجاه عقلي دائم وثابت في الشخصية.
وهناك حالات مرضية من اللامبالاة تجاه الذات والمحيط ، وفي بعض الأحيان تكون حالات لا يمكن الشفاء فيها، كبعض حالات الإعاقة العقلية، أو تناول المخدرات والأدوية لفترة طويلة أو في بعض الأمراض النفسية كالسلوك المضاد للمجتمع ( السلوك السيكوباتي ) .
وهناك حالات من اللامبالاة تظهر بشكل عابر وتكون قابلة للشفاء تغلب ملاحظتها بعد المرور بخبرة حدث صادم ( كفقدان شخص عزيز ) ، كما وتظهر اللامبالاة العابرة عند الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة الجسدية الشديدة وعدم الاهتمام من قبل الأهل.
 
كيف يمكننا التغلب على اللامبالاة
في الحالات المرضية من اللامبالاة يمكن للعلاج أو الإرشاد النفسي  - وذلك حسب طبيعة الحالة - الذي يقدمه متخصص في علم النفس العيادي أن يقدم المساعدة من أجل كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها الموقف اللامبالي أو الموقف الفاقد للإحساس، طبعا بمساعدة الشخص نفسه والاقرباء والاصدقاء المحيطين به .
وفي الحالات غير المرضية وهي الحالات الأكثر انتشاراً في حياتنا اليومية لابد لكل شخص من أن يطرح السؤال على نفسه فيما إذا كان موافقاً على أن يتعامل و يفكر ويتصرف كل الناس بالطريقة نفسها التي يفكر ويتصرف هو نفسه بها وما هي عواقب مثل هذا النوع من التفكير والتصرف على المستوى الفردي والجماعي؟
إن من يدرك أن الحياة الإنسانية لا يمكن أن تكون ممكنة بدون العطف والاهتمام والمساعدة المتبادلة فإنه عندئذٍ لن يكون متبلداً وفاقداً للاهتمام ولن يستجيب للأحداث بسلوك لامبالٍ.
ملاحظة " المقال هو ملخص لاحد البحوث "
د.اثير عباس رجه الشويلي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12302
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19