• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دور الجامعة في معالجة مشكلات القطاع الصناعي .
                          • الكاتب : لطيف عبد سالم .

دور الجامعة في معالجة مشكلات القطاع الصناعي

تستلزم مهمة سلامة المنتج والحرص على الاستثمار العقلاني للموارد والثروات الطبيعية ايلاء إدارة المنشاة الصناعية أقصى مايمكن من الاهتمام صوب العملية الإنتاجية بكافة مفاصلها ، وبخاصة الإعداد المنظم والكفء للقوى العاملة بما يجعلها مهيأة للتكيف مع بيئة العمل ، فضلا عن قدرتها على معالجة مشكلات الإنتاج بإجراءات سريعة لتصحيح ما يظهر من انحرافات في مختلف مراحل العملية الانتاجية ، قد تكون كافية لإحداث أضرار بطبيعة المنتج وتشوهات بنوعيته ، فضلا عن المخاطر الصحية والاثار البيئية التي يمكن ان تترتب على هذا الواقع الذي يفضي من جملة نتائجه السلبية الى عزوف المستلك عن التعامل مع مثل هذه المنتجات .
وعلى وفق هذا الرؤية ، ينبغي أن لاتقتصر مهمة الجامعة على رفد القطاع الصناعي بموارد بشرية متضلعة بالنواحي العلمية المهنية النظرية والتطبيقية التي بوسعها الإسهام بفاعلية في ديمومة مسيرة الإنتاج الصناعي وتطوير آلياته على وفق تطلعات هذا القطاع الحيوي في تنفيذ الخطط والبرامج الهادفة لتحقيق خطوات نحو الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعة انسجاما مع إستراتيجية التنمية الوطنية.
إن إدراك الإدارة الجامعية لحقيقة هذا الواقع بشكل عميق يفرض عليها الاضطلاع بمسؤولية التصدي إلى ماتفرزه العملية الإنتاجية من مشكلات فنية وتقنية وإدارية عبر توظيف أدوات البحث العلمي في دراسة وتحليل ما يعرض عليها من المشكلات والاختلالات المتحققة في العملية الانتاجية لمنشات القطاع الصناعي بجناحيه العام والخاص ، اضافة الى المختلط من اجل دراستها وتحليل مسبباتها أملا في التوصل إلى حلول ومعالجات تمكن إدارة المنشاة ضمان كفاءة المنتج والحفاظ على سلامة المنشاة والعمال وجمهور المستهلكين .
ولانبعد عن الواقع اذا قلنا إن معطيات الواقع الصناعي العراقي على مدى عقود من الزمان مثقلة بكثير من المشكلات والهموم الفنية والادارية والتقنية التي اسهمت بتراجع الصناعة العراقية على الرغم من عراقة كثير من مكوناتها ،وهو الامر يفرض على إدارات جامعاتنا التفكير بتنسيق فعال مع الهيئات الصناعية ومد جسور التعاون معها من اجل اعداد برامج طموحة لطلبة الدراسات العليا تتضمن مناهج اكثر واقعية تعكس توجهاتها في صياغة استراتيجية مستقبلية تفضي إلى الإسهام في تقديم معالجات وحلول مبتكرة لما يفرزه القطاع الصناعي المحلي من مشكلات بمختلف النشاطات الإنتاجية على وفق المعايير العلمية المعتمدة في الدراسات العليا .
ويمكن القول أن توجه الإدارة الجامعية حول إقامة صلاتها العلمية مع القيادات الإدارية في القطاع الصناعي ، سيفضي إلى ابتعاد الباحثين عن شر التحجر في شرنقة المفاهيم النظرية والركون إلى مايتيسر لديهم من ورقات ودراسات تتعلق بالشأن الصناعي الخاص بتجارب صناعية في بلدان أخرى ، فضلا عن تمكينهم من تطوير أفكارهم وقدراتهم العلمية بما ينعكس على مجتمع الصناعة وغيرها من القطاعات الاقتصادية المؤثرة في بناء الناتج المحلي الإجمالي بآثار ايجابية تفضي إلى تدعيم الاقتصاد الوطني . وينضاف إلى ذلك ما يحققه هذا التوجه من عوامل موضوعية تساعد القيادات الإدارية في مهمة الارتقاء بواقع الدراسات العليا إلى مستويات المساهمة الفعلية بتقدم المجتمع وتطوير المنظومة التعليمية والبحثية .
• المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12297
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19