( إذا تنصلت الحكومة عن تعهداتها أو تعطل البرلمان أو القضاء فلا يبقى أمام الشعب إلا تطوير أساليبه الاحتجاجية ) 

@ بهذه العبارة أوصلت المرجعية الدينية هذا اليوم رسالتها الى الحكومة .. إنها رسالة واضحة لاتحتاج الى عناء كبير لفهمها .. رسالة ( الفرصة الأخيرة ) .

@ منذ 15 سنة والمرجعية الدينية تريد عراقاً واحداً .. والجميع يريده ممزقاً بالطائفية ليحافظ كل منهم على موقعه في طائفته .. المرجعية تريد عراقاً يوزع ثرواته بشكل عادل .. والعدالة مجرد شعار يرفعه السراق .. المرجعية تريد قريقاً حكومياً منسجماً لينهض بالبلد .. والقوم يحفرون الحفر لبعضهم .

@ وهكذا مضى العقد والنصف وبح صوت المرجعية بدون جدوى .. وبالتالي فهذا الوضع لن يستمر طويلاً .. وإذا كانت المرجعية مخيرة بين الحكومات والشعوب .. فلا نقاش في أنها مع الشعوب ومعاناتها مهما حصل .. وليست مضطرة أن تجامل أو تهادن .. فهي مؤسسة مستقلة تعمل بتكليفها الشرعي منذ ألف عام .

@ في الجمعة السابقة .. كان سكوت المرجعية رسالة واضحة في توقيت واضح .. بينما كانت النار مشتعلة في مقرات الأحزاب كانت هي ساكتة وكما يقول المثل ( القاضي راضي ) .. وكان المأمول من الجماهير الواعية والمثقفة أن تستلم الرسالة بشكل صحيح .. فهذا السكوت ضوء أخضر للمزيد من الضغوط والإحتجاجات .. ولكن للأسف شغلنا الجيش الإلكتروني في مكان آخر .. 

@ نأمل أن يبقى الشعب هذه المرة متيقظاً .. مراقباً للحدث .. ليشكل ضغطاً قوياً على الحكومة ويجعل قادة الكتل السياسية يشعرون بأنهم إذا تمسكوا بمكاسبهم فستكون كلفتها أكبر من كلفة التنازل .. هكذا يكون التضامن الحقيقي بين الشعب والمرجعية .. وهكذا ستتعامل الطبقة السياسة مع خطاب المرجعية اليوم .. كفرصة أخيرة.