• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بغداديات :فالة مليحه .
                          • الكاتب : بهلول الكظماوي .

بغداديات :فالة مليحه

(ما طاحت بكطّان فالة مليحه....طاحت بابو الجنّيب وبّطن جيحه)
 
قبل البدء ببغداديتنا هذا اليوم يتوجب علينا توضيح بعض مفرداتها مثل ( الكطان, و الفاله, وابو الجنّيب والجيحة).
فالكطّان هو سمك القطّان المرغوب عند العراقيين لما له من طعم (نغم بكسر الغين) طيب المذاق, و حجم كبير مما يجعل اشواكه ( الحسك ) كبيرة يسهل نزعها.
أمّا الفاله فهي القصبة المدبّبة الرأس و الشبيهة بالرمح و تستعمل لصيد السمك عندنا في العراق, ويكثر استعمالها في الجنوب.
أمّا ابو الجنّيب فهو أشبه بسرطان الماء العذب, ومنظره كريه الشكل و يعيش في المناطق الطينية حيث تجده دائماً ملوّثاً بالاوساخ اذ يحفر له بيت معيشته في الطين و يقتات على الجيف, ولمّا كان هذا الحيوان ينوء بثقل قوقعته مما يجعل حملها يميل على احد اجنابه فيظهر هذا الميلان على مشيته المتثاقلة ولذلك سمي بابي الجنّيب.
أمّا الجيحة ذات الجيم الأعجمية ( ام الثلاثة نقط ) فهي عبارة عن الحفرة الصغيرة لتجمّع المياه الطينية الراكدة الآسنة و التي غالباً ما يسقط عاثراً بها المارّة و المستطرقين.
و لنرجع الى مليحتنا :
فهي اسم على مسمّى, فأسمها مليحه وقد جمعت من الملاحة و الوسامة و البهاء و قوام القد و الشعر الطويل و....و.....و.....الخ.
اضافة لكل ملامح الملاحة فانها اكملت تعليمها بالحصول على شهادة معهد المعلمين و عينت في قريتها كمعلمة مدرسة ابتدائية فكانت ( كاملة من مجاميعو كما يقول المثل المصري و الشامي), مّما جعل الخطاب يطرقون بابها واحداً تلو الآخر, ولكن بدون ان تعير لهم مليحة اي اهمية تذكر.....!
و تمر الايام و الاشهر و تمضي سنوات العمر ولم تفق مليحة من غرورها و تعاليها على خطّابها الّا قبيل غروب ملاحتها و نظارتها و افول شبابها, وبعد أن رفضت ابناء الذوات و فيهم الطبيب و المهندس و الصيدلي و المحامي اذا بها تقبل بالاقتران برجل بسيط كبير السن لم تكن تعرف عنه شيئا سوى انه آخر المطاف قبل ان يفوتها قطار العمر, بعد ذلك اكتشفت انه عاجز جنسياً و عاطل عن العمل ولكن بعد فوات الاوان, فكانت كلما سألها اقرانها عن زواجها هذا كانت تردّد بيتها حيث تقول فيه:
( ما طاحت بقطان فالة مليحة.....طاحت بابو الجنّيب و أبّطن جيحة )
و الآن عزيزي القارئ الكريم:
المآل الذي آل اليه طارق المشهداني ( الهاشمي ) لا يختلف كثيراً عن المآل الذي آلت اليه مليحة, وليس طارق هذا فقط, بل كل قائمته التي تسمّى بالعراقية و التي هي بعيدة كل البعد عن العراق و العراقيين, اذ ترتبط باجندات اجنبية, ليس اقلها الاجندات السعودية القطرية بالاشتراك مع ( ابو لميس ـ اردوكان الفاشل ) , وهذا الاخير ( الحاج ابو لميس ) خاب املنا فيه بعد ان استبشرنا به خيراً و احببناه عوناً لنا ولكن نراه مع الاسف الشديد قد ضيع المشيتين ايضاً, فلا هو قد تمكن بدولته في الدخول الى الاتحاد الاوربي, ولا هو تمكن من ارضاء حلفائه الجدد ( السعودية و قطر ) من تتويجه ملكاً على الجامعة العربية الذي ادخلوه فيها و بدأ المشاركة بحضور اجتماعاتها مجدداً.
أذ كل ما نشهده اليوم لا يصب في صالح ثلاثي اضواء مسرح المنطقة (حكام السعودية+حاكم قطر+ابو لميس حاكم تركيا), فهاهي المعارضة التركية تهب ضد حاكمها ابو لميس و تتهمه بتضييع صلة الرحم بين الاتراك و العرب باستعداء سوريا اضافة لخسارتهم للتبادل التجاري بين تركيا و سوريا ( كمبادل تجري+ كطريق ترانزيت للبضائع التركية ) والذي كان يدر ارباحاً للدولة التركية و للشركات التجارية التركية.
و هاهو الرئيس التونسي الجديد يقف بنفسه امس متضامناً مع المتضاهرين التوانسة في تونس العاصمة امام السفارة البحرينية نصرة لشعبنا في البحرين ضد نظام حمد!.
و هاهو العراق يدخل في مساع حميدة بين الحكومة السورية وبين المعارضة السورية, وحتماً ستستجيب سوريا لصوت العراق وليس لصوت خونة الاعراب و عرابيهم, و هاهي مصر الكـنانة تسجل غالبية اصواتها لصالح حركة الاخوان المسلمين المعتدلين و ليس لصالح السلفيين المتشددين!.
و رب سائل يسألني : ماذا يلوح لك في الافق يا بهلول؟ فاجيبه:
أرى أن يرأس ما يسمى بالقائمة العراقية السيد طارق المشهداني ( الهاشمي ) بدلاً من السيد المغدور اياد علاوي و يسير بموكب عزاء ذي ثلاثة شعب , تذهب كل شعبة الى اتجاه من الاتجاهات الثلاثة ( السعودية+قطر+تركيا) معزية اياهم بسقوط مشروعهم بالمنطقة منشدين قصائدهم الحزاينية التي مطلعها:
ما فلحت ابّغداد عصبة طويرق....نعزّي السعودية او قطر أو كل منافق
ودمتم لاخيكم: بهلول الكظماوي.
امستردام في 17-12-2011
bhlool2@gmail.comk



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12209
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29